ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان (أرشيف)
ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان (أرشيف)
الإثنين 24 ديسمبر 2018 / 18:20

على بريطانيا تحديداً عدم التخلي عن السعودية ومحمد بن سلمان

رأى الباحث البريطاني إد حسين، مؤلف كتاب: "بيت الإسلام: تاريخ عالمي" أن على بريطانيا ألا تتخلى عن السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، محذراً من أن إضعاف المملكة يضعف الغرب.

محمد بن سلمان أضعف الشرطة الدينية في بلاده وأزاح رجال الدين المتشددين من مساجد عدة، وسمح بالحفلات الموسيقية

وكان حسين طوال أكثر من عقد ينتقد السعودية، لذلك، كان بديهياً أن يرحب بالجهود العالمية الأخيرة للإساءة للسعودية ومعاقبة ولي العهد السعودي. ولكنه بدلاً من ذلك، يلفت في مقال كتبه في مجلة "سبكتيتور" البريطانية، إلى أن مثل هذه الحسابات معيبة وقصيرة النظر وستضعف الغرب. لذلك، يناشد بريطانيا أن تكون صوت العقل وتتخذ وجهة نظر أبعد، لافتاً إلى أن "مثل هذه الخطوة ستكون موضع ترحيب حار من حلفائنا العرب".

مستقبل الإسلام
ويشير إلى أنه في أنحاء الشرق الأوسط، ثمة مناوشات ومعارك يومية، ولكن هناك حرب أوسع دائرة على مستقبل الإسلام ونوع المنطقة التي ستظهر في ثلاثة أو أربعة عقود، مضيفاً "ثمة حرب أفكار دائرة الآن، والفائزون سيحددون مصائر وأوضاع 1،8 مليار مسلم حول العالم، ولا يمكن للمخاطر أن تكون أعلى من ذلك".

إيران
ويعود الباحث إلى حقبة ما بعد الهجمات الإرهابية 11 سبتمبر (أيلول) وصعود القاعدة، قائلاً إنه في حينه كان للمتطرفين من كل الأشكال اليد العليا في الشرق الأوسط، وكان الإخوان في مصر يزدهرون. ولكن حالياً للمرة الأولى منذ ستينيات القرن الماضي، لا يستطيع الإخوان الاعتماد على الدعم المالي للسعودية.

والجانبان هما في موقع دفاعي، ويكافحان للبقاء الطويل الأمد وقد اضطرا إلى التغيير. ويضيف أن هناك أعداء آخرين أكثر رسوخاً. وتتصدر إيران القوى الثيوقراطية وتفرض نسخة متشددة من الدين من خلال استخدام القوة الحكومية.

وقد تبدو الإيديولوجيا الثورية لولاية الفقيه غامضة لكنها مذهب ديني راسخ في طهران. ويقول حسين إن داعش قد يكون خسر أراض، ولكن إيران هي عامل أكثر تعقيداً. وخلافاً لأي وقت منذ الثورة الإيرانية عام 1979، عندما فرضت ولاية الفقيه على الإيرانيين، يفرض رجال الدين سلطتهم على عواصم عربية عدة، بينها بيروت ودمشق وصنعاء وطهران وبغداد. وهم يوفرون الدعم المالي لحماس وحزب الله وسلسة من جماعات أخرى قاتلت في سوريا ضد العرب السنة. وثمة هلال إيراني راسخ في الشرق الأوسط يحيط بإسرائيل والعرب السنة.

إزاء هذا التهديد، يقول إنه من الحيوي ألا نتخلى عن السعوديين. "لذا إذا شعرنا بالظلم عندما شاهدنا ترحيب بوتين بمحمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين في وقت سابق هذا الشهر، فإن الآتي سيكون أسوأ إذا فقدنا ثقة حلفائنا الخليجيين".

أضعف الشرطة الدينية وأزاح المتشددين
ولفت إلى "أننا أمام فرصة تأتي مرة في القرن لرسم مستقبل تحول عالمي صوب السلام والتعايش. فمحمد بن سلمان أضعف الشرطة الدينية في بلاده وأزاح رجال الدين المتشددين من مساجد عدة، وسمح بالحفلات الموسيقية".

وخلص إلى أن محمد بن سلمان يحتاج إلى الغرب، وتحديداً بريطانيا لمساعدته على الفوز بحرب الأفكار. وبمساعدته على الانتصار والإصلاح نحو الحداثة.