ميليشيا موالية لإيران في العراق (أرشيف)
ميليشيا موالية لإيران في العراق (أرشيف)
الخميس 27 ديسمبر 2018 / 14:40

خروج أمريكا يفتح طريق إيران إلى سوريا ولبنان عبر العراق

لم يتضح بعد الدافع الأساسي وراء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في هذا الوقت بالذات سحب كل القوات الأمريكية من سوريا، رغم أنه يُنذر بتداعيات خطيرة.

ليس بوتين وأردوغان المستفيدين الوحيدين من قرار ترامب المتسرع وغير المدروس. والأخطر على الاستقرار الإقليمي هي الفرصة التي هيأها ترامب للتحالف غير المقدس بين حزب الله وإيران لتنفيذ عمليات جديدة ضد إسرائيل من غرب سوريا

 ويلفت دوف زاخم، كاتب الرأي لدى موقع "ذا هيل" الإخباري، إلى أن إعلان ترامب النصر في الحرب ضد داعش، جاء بعد بضعة أيام فقط من تأكيد عدد من كبار مسؤولي إدارته، بمن فيهم بريت ماكغورك، مبعوث رئاسي خاص للتحالف الدولي لمحاربة داعش، أن الولايات المتحدة لن تغادر سوريا طالما بقي هناك آلاف الجهاديين.

نتيجة مؤكدة
ولكن، حسب كاتب المقال، هناك حقيقة مؤكدة، وهي أن قرار ترامب كلف أمريكا خسارة وزير دفاع مخلص وقدير رفض مبادلة نزاهته بموقعه الوزاري. وهناك نتائج استراتيجية حاسمة أخرى لقراره ويمكن تلمسها بسهولة.

فمن جهة، لم يخف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترحيبه بالقرار. وبعد سحب أمريكا قواتها التي تعد 2000 جندي، سيثبت بالتأكيد أن روسيا باتت قوة مهيمنة في شرق المتوسط.

وتقيم إسرائيل، ومصر، وتركيا، وقبرص، والسعودية، بالإضافة للحكومة السورية علاقات طيبة مع موسكو، ويبدو أنها توقعت عودة روسيا لتلعب دوراً بارزاً في المنطقة. وستقوم روسيا بدور الحكم لمستقبل سوريا.

وعلاوة عليه، سيكون بوتين قادراً على التأكيد وبمصداقية، أنه عندما تخلت واشنطن عن الأكراد السوريين، كما فعلت سابقاً في أبناء عمومتهم في 1918 و 1991، وسحبت البساط من تحت حلفائها في التحالف ضد داعش، وقفت روسيا إلى جانب نظام الأسد، فيما أكد مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وخبراء، وحتى الرئيس الأمريكي السابق أوباما، أن أيامه باتت معدودة.

حرية حركة
ويرى كاتب المقال أن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، يشعر اليوم أنه بات طليق اليدين في مهاجمة وحدات حماية الشعب الكردي، الميليشيا الكردية في سوريا، وذراعها السياسي، حزب الاتحاد الديمقراطي، والذي أعلن في السنوات الست الماضية أن المنطقة الخاضعة لسيطرته تحمل اسم الاتحاد الديمقراطي لشمال سوريا، أو روج آفا.

ولطالما أعرب أردوغان عن استيائه من التحالف الفعلي بين واشنطن وأكراد سوريا، والذين يعتبرهم امتداداً لحزب العمال الكردستاني، لكنه لم يتجاوز حد إرسال جنوده نحو منطقة صغيرة في شمال غرب سوريا. أما الآن، فيستطيع توسيع نطاق العمليات التركية ضد الأكراد.

عمليات جديدة
وفي رأي الكاتب، فإن بوتين وأردوغان ليسا المستفيدين الوحيدين من قرار ترامب المتسرع وغير المدروس، ذلك أن الأخطر على الاستقرار الإقليمي هي الفرصة التي هيأها ترامب للتحالف غير المقدس بين حزب الله وإيران، لتنفيذ عمليات جديدة ضد إسرائيل من غرب سوريا.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان أن قرار الرئيس ترامب سيقود إلى "حرب شاملة" بين إسرائيل وإيران وميليشيات تابعة لها، إذ ما أن يُفتح أمام إيران طريق يخترق العراق نحو سوريا ولبنان، ستخرج إلى العلن حرب خفية دائرة حالياً بين إسرائيل وإيران. وعندها ربما يصعب مقاومة ضغط محلي على إدارة ترامب للتدخل لصالح إسرائيل.

ونتيجة لذلك يقول كاتب المقال، يتضح أن إسرائيل هي الخاسر الأكبر من التحول الأخير في الأحداث. فقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن إسرائيل ستصعد عملياتها في سوريا. كما يرجح أن يخسر نتانياهو سياسياً لأنه ربط نفسه بشكل وثيق بترامب، عملاً بنصيحة سفيره لدى واشنطن، وهو مضطر الآن لتبرير قرار ترامب اللاعقلاني لجمهور إسرائيلي فوجئ مثل غيره بالقرار، وانتابه التوتر.

ويخلص الكاتب إلى أن لا أحد يعرف دوافع ترامب الحقيقية لقراره المفاجئ، إلى أن ينشر يوماً ما مذكراته، بعد انقضاء ولايته.