مقر المجلس التشريعي الفلسطيني.(أرشيف)
مقر المجلس التشريعي الفلسطيني.(أرشيف)
الخميس 27 ديسمبر 2018 / 20:23

المشهد الفلسطيني - الإسرائيلي الآن

في زمن الانقسام تبدو كل خطوة تتخذ في رام الله مثار اختلاف وتقاتل، وكل خطوة تتخذ في غزة مثار تشكيك واتهام، وآخر ما حرر قرار نسب إلى المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي

قررت إسرائيل إجراء انتخابات مبكرة، يرى المحللون السياسيون أنها محسومة النتائج سلفاً، بحيث يحتفظ اليمين بأغلبيته البرلمانية، وتتجدد فرصه في تشكيل حكومة جديدة ليستأنف مسيرته في تحويل إسرائيل، من دولة ديمقراطية كما كانت تقدم نفسها للعالم إلى دولة يهودية يكون غير اليهود فيها مجرد سكان يحتفظون بحقوق غير حق المواطنة.

وبالنسبة للفلسطينيين، سوف يتواصل الاستيطان ويتسع. ويتواصل كذلك خلق أمر واقع يجعل من قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً، ويجعل من أرض الوطن الفلسطيني معازل يستحيل الاتصال الطبيعي بينها، وتعتصر الإدارة الأمريكية حتى آخر قطرة.

قد يكون نتانياهو هو رئيس الوزراء القادم وقد لا يكون، ليس لأن اليسار سيتفوق عليه في الانتخابات، بل لأن قضايا الفساد وتفاعلاتها ستقدمه إلى القضاء وعندها سيذهب إلى البيت ويأتي ربما من هو أكثر يمينية منه وأكثر جاهزية لتنفيذ أخطر سياسات الاستيطان والإلحاق.

الفلسطينيون سيدخلون سنة كبيسة أخطر ما فيها أنهم مستمرون في انقسامهم الكارثي دون بصيص أمل بانهائه، ويواصلون كذلك اقتتالهم الكلامي واتهاماتهم المتبادلة، ما وفر للسكين الإسرائيلي قدرة استثنائية على أن يقطع في لحمهم بلا عوائق.

وفي زمن الانقسام تبدو كل خطوة تتخذ في رام الله مثار اختلاف وتقاتل، وكل خطوة تتخذ في غزة مثار تشكيك واتهام، وآخر ما حرر قرار نسب إلى المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي الذي هو برلمان السلطة المنتخب، والوعد بإجراء انتخابات خلال ستة أشهر.

حماس ومعها عدد من فصائل منظمة التحرير الرئيسية استنكرت وأدانت واعتبرت القرار ومن أصدره غير شرعي ولا يساوي الحبر الذي كتب به، وإذا ما بقيت المواقف على حالها، ولم تعلن حماس والفصائل المنسجمة معها عن موافقتها على الانتخابات، فإن الخيارات المتبقية أمام رام الله سيكون أحلاها مرّ، فهل ستجرى الانتخابات في الضفة فقط، وهل تؤجل الى مدى مفتوح قد يصل إلى سنوات، لو حدث ذلك يكون الفلسطينيون قد خسروا رمزية وشعرية المجلس المنتخب، ولم يكسبوا بديلاً عنه.

المصريون الذين يتابعون التطورات عن كثب ربما يملكون مخرجاً وهو تركيز جهودهم على إقناع كل الأطراف بالمشاركة في الانتخابات، وبوسعهم أن يضمنوا بصيغة واضحة التزام الجميع بنتائجها، وقد يستعان في هذا المجال ولا بد من ذلك بالجامعة العربية وجيش من المراقبين الدوليين لضمان نزاهتها وصدقيتها.

الوضع الإسرائيلي يعد بكل ما هو مأسوي وخطير، والوضع الفلسطيني إذا ما ظل على حاله فسيفعل الإسرائيليون ما يشاؤون دون مقاومة فعالة.