الصحافي السعودي جمال خاشقجي.(أرشيف)
الصحافي السعودي جمال خاشقجي.(أرشيف)
السبت 29 ديسمبر 2018 / 13:48

حقيقة خاشقجي تتفاعل بالإعلام الغربي

لا تزال المعلومات التي كشفتها صحيفة "واشنطن بوست" عن علاقة الصحافي السعودي جمال خاشقجي بمديرة مؤسسة قطر الدولية تتفاعل في الإعلام الغربي، وآخر ما كتب في هذا الشأن مقال لكبير مراسلي موقع "ناشونال ريفيو" جيم جيرايتي عن الخلفية المحرجة لخاشقجي اعتبر فيه أن حقيقة هذا الرجل أكثر تعقيداً من الادعاءات الأولية.

إذا كانت قدرات خاشقجي بالإنكليزية محدودة...كيف استطاع الحصول على منصب كاتب عمود في واشنطن بوست؟

لا تزال المعلومات التي كشفتها صحيفة "واشنطن بوست" عن علاقة الصحافي السعودي جمال خاشقجي بمديرة مؤسسة قطر الدولية تتفاعل في الإعلام الغربي، وآخر ما كتب في هذا الشأن مقال لكبير مراسلي موقع "ناشونال ريفيو" جيم جيرايتي عن الخلفية المحرجة لخاشقجي اعتبر فيه أن حقيقة هذا الرجل أكثر تعقيداً من الادعاءات الأولية.

وصار واضحاً الآن بالنسبة إليه أن القصة عن عمل خاشقجي ككاتب عمود لم تكن دقيقة تماماً. ويعود الفضل إلى "واشنطن بوست" في العودة إلى تلك القصة والتحقق منها، وإبلاغ القراء الحقائق غير المرضية وغير المطمئنة عن كاتبهم السابق.

تمويل سعودي
وللذين لا يعرفونه، يقول جيرايتي إن خاشقجي كان نوعاً غريباً من ناقد للنظام سعى إلى الحصول على المال منه.

ففي سبتمبر (أيلول) 2017، عندما كان يتسلم منصباً جديداً ككاتب رأي في "واشنطن بوست" كان يسعى إلى الحصول على مليوني دولار من السعودية لتأسيس مؤسسة رأي اقترح إدارتها في واشنطن، وفقاً لوثائق اطلعت عليها الصحيفة ويبدو أنها جزء من اقتراح رفعه لوزارة الإعلام السعودية.

وبقصد أو من دون قصد، انتهى به الأمر ناطقاً غير رسمي باسم الحكومة. ففي إحدى المرات، أبلغ خاشقجي السفير السعودي أن عميلاً سابقاً من مكتب التحقيقات الفيديرالي يعمل لصالح ضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) اتصل به، وأنه سيلتقيه ويؤكد له "براءة بلاده وقيادتها".

مؤسسة قطر الدولية
ولكن أكثر ما أقلق الصحيفة الأمريكية هو علاقاته بمؤسسة تمولها قطر، العدو اللدود للسعودية. وقد كشفت الرسائل النصية بين خاشقجي والمديرة التنفيذية لمؤسسة قطر الدولية ماغي ميتشل سالم أن الأخيرة صاغت أحياناً مقالات الصحافي السعودي التي أرسلها إلى "واشنطن بوست"، واقترحت عليه أفكاراً وحرّضته على اتخاذ موقف أكثر تشدداً ضد الحكومة السعودية. كذلك، يبدو أن خاشقجي اعتمد على مترجمين وباحثين يعملون مع المؤسسة التي تشجع التعليم باللغة العربية في الولايات المتحدة.
ويقول جيرايتي إن هذا الأمر يجعل خاشقجي وكيلاً لدولة أخرى، إذا لم تكن عدوة للسعودية، فهي خصم، أكثر منه صحافياً مستقلاً.

تواصل بين أقسام الصحيفة!
وأضاف مقال "واشنطن بوست" أن المسؤولين في قسم الرأي المستقل من غرفة الأخبار، لم يكونوا مطلعين على هذه الإجراءات، ولا على جهوده لضمان تمويل من السعودية لمؤسسة الرأي. وكتب مسؤول صفحة الافتتاحيات في "واشنطن بوست" فريد هيات أنه "كانت لدى جمال الفرصة الكاملة للراحة والتمتع بالحياة، لكنه اختار المنفى، وهو ما يلاحظه كل من يقرأ مقالاته، ولا يستطيع أن يكون فاسداً".

قدرات محدودة بالإنكليزية
وبناء على هذه المواقف المتضاربة، يتساءل جيرايتي إلى أي مدى كان التواصل أخرق بين الأقسام الإخبارية للصحيفة وقسم الافتتاحيات. ويضيف تفصيلاً آخر غريباً يتعلق بما قالته ميتشل عن القدرات المحدودة لخاشقجي في اللغة الإنكليزية، وأن المؤسسة لم تدفع لخاشقجي ولا سعت إلى التأثير عليه لصالح قطر، متسائلاً: "إذا كانت قدرات خاشقجي بالإنجليزية محدودة...كيف استطاع الحصول على منصب كاتب عمود في واشنطن بوست؟".