صورة مركبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعلم الإيراني.(أرشيف)
صورة مركبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعلم الإيراني.(أرشيف)
الإثنين 31 ديسمبر 2018 / 14:04

هل أقرّ ترامب بالعجز عن تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة؟

يرى معارضون لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا أنه تخلى عن خطته المعلنة لتقييد نفوذ إيران الإقليمي، والاستعاضة عنها بعقوبات في محاولة لجلب إيران إلى المفاوضات للتوصل إلى صفقة جديدة بشأن أسلحة نووية وصواريخ باليستية.

ولفتت إميلي تامكين، محررة لدى موقع "باز فيد،" لرد فعل غاضب حيال القرار العسكري المتسرع من قبل جانبي الطيف السياسي في الكونغرس، مشيرة مثلاً إلى تصريح ليندسي غراهام، نائب جمهوري، وحليف تقليدي لترامب بأن انسحاب أمريكا في هذا الوقت سيعتبر بمثابة انتصار كبير بالنسبة لداعش وإيران وبشار الأسد، وروسيا. كما سينظر إليه من قبل إيران وأطراف سيئة أخرى كمؤشر على ضعف أمريكا في سعيها لاحتواء التمدد الإيراني في المنطقة".
وشارك غراهام أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ، توم كوتون وماركو روبيو، فضلاً عن السناتور الديموقراطي جين شاهين في كتابة رسالة إلى الرئيس الأمريكي أكدوا فيها أن "أي مؤشر على ضعف أمريكي بنظر إيران أو روسيا، لن يقود إلا إلى تراجع ثقة شركائنا وحلفائنا".

مصالح
وجاء في تصريح أدلى به بوب مينيديز، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، وزميله جاك ريد، عضو لجنة الخدمات العسكرية: "نعرب عن قلقنا بشأن تبعات إسناد مصالحنا الاستراتيجية في سوريا إلى روسيا وإيران، وهو ما يهدد بالتأكيد أمن شركائنا في إسرائيل والعراق والأردن".

ومن جانبها، تعهدت إسرائيل بمواصلة الدفاع عن نفسها، في موازاة تقليل ترامب لما يمثله انسحاب أمريكا من خطر عليها، عبر قوله إن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل سنوياَ مليارات الدولارات، كي تدافع عن نفسها، فضلاً عن إشارته لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

معادلة عسكرية
وحسب كاتبة المقال، مع خروج أمريكا فعلياً من المعادلة العسكرية في محاربة النفوذ الإيراني في كل من سوريا واليمن، يتساءل بعض المراقبين عما إذا كان ترامب يقر بأن تعهده بالحد من النفوذ الإيراني لم يعد قابلاً للتحقق.
وقالت راندا سليم، مديرة حل النزاعات وبرنامج الحوار لدي معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "أعتقد أن ثمة موقفين بشأن إيران داخل الإدارة. فقد كانت هناك وجهة نظر بولتون، الذي يرى أن إيران تمثل عنصراَ شريراً، تقضي بأن تتحرك السياسة الأمريكية باتجاه تغيير النظام. وهناك وجهة نظر ترامب نفسه، الذي ينظر إلى إيران من خلال تغيير شامل غير إيديولوجي. فقد عارض ترامب الصفقة التي وقعها أوباما، ولكنه منفتح على صفقة جديدة يفاوض فيها، من طرف واحد، مع الإيرانيين، ويستخدم عقوبات كأداة لفرض تلك المفاوضات".

تحول
لكن، برأي كاتبة المقال، يعني التمسك بالخط الثاني تحولاً في سياسة الإدارة تجاه إيران. ومن بين عدة أسس للسياسة الإيرانية التي عرضها ترامب في خطابه في أكتوبر(تشرين الأول) من العام الماضي، يقوم الأساس الأول على مواجهة نفوذ إيران في المنطقة، مع استمرار سريان ثلاثة أساسات أخرى، هي معاقبة إيران، ومنعها من حايزة سلاح نووي ومعالجة الانتشار الصاروخي. ولكن يظهر أيضاَ أن قدرة الإدارة على العمل مع حلفاء أمريكا، قد تعرقلت وخاصة لجهة "محاربة نشاط النظام في زعزعة استقرار المنطقة، ودعم مجموعات إرهابية تحارب بالنيابة عنه".

زيادة تمويل الحرس الثوري
وفيما تعتبر سياسة إدارة ترامب المعلنة تجاه إيران "الأكثر تشدداً تجاه الجمهورية الإسلامية"، ليس هناك الكثير مما يشير لتخوف طهران من العقوبات الحالية. فقد رفعت إيران حجم تمويلها لفيالق الحرس الثوري الإسلامي ضمن ميزانية العام المقبل، بما يؤشر لعدم تراجعها عن دعم مجموعات عسكرية عاقبتها الحكومة الأمريكية بسبب دعمها للإرهاب".