أيد وأذرع من مختلف الألوان متشابكة من أجل الإنسان (تعبيرية)
أيد وأذرع من مختلف الألوان متشابكة من أجل الإنسان (تعبيرية)
الثلاثاء 1 يناير 2019 / 19:03

وشوشات عام مضى 2018

أنقذوا الكارهين بأن تُهدوهم شيئاً من رحيق قلوبكم، ففي أيدي الأطياب المُحبين دواءٌ للأشرار الُمبغضين. الحبُّ العامرُ في قلوب الطيبين هو طوقُ النجاة الأوحد لمرضى القلوب التعساء

 أخبرتني أمي الروحية أن "السمك" في الحلم خير وفير. وحين سألتها: "طيب وماذا عن الشوك الذي رأيت نفسي أسير فوقه حافية القدمين؟" أطرقت وصمتت ولم تُجب.

وبعد برهة طويلة قالت: "هو الشوك الذي سرتِ عليه العام الماضي ونجاكِ الله. هل نسيتِ غُربتك وشعورك بالظلم؟ ألم يقف الله إلى جوارك وأرسل لك رسائله في صورة بشر طيبين ساندوك؟" قلتُ لها نعم.

ولم تنتبه أمي الروحية الجميلة "آنجيل"، إلى أنها فسّرت الحلمَ على منهجين لا يمكن أن يلتقيا.

"الخير" في السمك، في المستقبل وفي العام الجديد، و"الألم" في الشوك، في العام الماضي. لم تكذب علي أبداً أمي التي تركتني هذا العام ورحلت.

l الحب العامر في قلوب الطيبين هو طوق النجاة الأوحد لمرضى القلوب التعساء. والحب الذي أعني هو الحب الأوسع والأشمل والأبقى والأرقى. حب الإنسان للإنسان في كل مكان.

l غياب الكنز الثمين الذى اسمه "الحب" هو السبب الرئيس وراء كل شرور الدنيا.

l الذي ينقصنا بقوة في ذلك العالم المرزوء بالمحن والويل، هو المحبة. جربنا التخوينَ، والتكفير، والتباغض، والتلاعنَ، والتشكيك في النوايا، والتفتيشَ في صدور الناس ونسينا أن نفتش في صدرونا، فأخفقنا.

l والتقت في العام الماضي 2018 أيضاً عروس المولد النبوي الشريف، مع شجرة الميلاد المجيد.

ليعطينا هذا اللقاء رسالةً ناصعةً تقول إننا أمة واحدة، نقف تحت مظلة الإنسانية طامعين في وجه الله.

تصبو عيوننا للسماء، آملين في الرحمة والغفران. نعبد آلهاً واحدًا لا شريك له، كل يراه عبر زاويته.

وأينما ولينا شطرَنا فثم وجه الله الذي لا تحيط به أعين ولا تحده سموات ولا تحتويه أرض. كل سنة وكل البشر أكثر سواء ومحبة ورحمة ونبلاً وتحضراً.

l الإنسان، إن امتلأ قلبُه بحبِ الله، ما عاد بقلبه متسع لكراهية أحد.

l أنقذوا الكارهين بأن تُهدوهم شيئاً من رحيق قلوبكم، ففي أيدي الأطياب المُحبين دواء للأشرار المبغضين. الحب العامر في قلوب الطيبين هو طوق النجاة الأوحد لمرضى القلوب التعساء.

l الحب العام لكل الناس، قيمة عليا لا يدركها إلا ذوو العزم الأتقياء. فأنت حين تحبّ أطفالك وأقرباءك، تشبه القطةَ التي تحبّ أولادها ثم تفترس الفأر، وتشبه الأسد الذي يحنو على أسرته، ثم يفترس الظباء.
 
ولتعلو درجة عن مرتبة القطة، والأسد، والحيوان، وتستحق لقب "إنسان"، فعليك تجاوز عشيرتك ليُظلل حبّك مَن لا تعرف. في هذا يقول الألماني مارتن لوثر: "الإنسان العادي يتوافق مع الجماعة التي ينتمي إليها. أما الإنسانُ الفائق، فيشعر بانتمائه للبشرية جمعاء، فيتجاوز حدود جماعته، ليخاطب الإنسانيةَ كلها بلغة الحب".

l الكراهيةُ مرض قاتل، الحمد لله أن عافانا منه. إن لم نحب بعضنا البعض، بأي عين نطلب من الله أن يُحبنا؟ الحب هو الَملَكة السماوية التى أمرنا الله بها وزرعها فى قلوبنا. لكن بعضنا أمعن في قتلها داخل روحه فراح يقتل أحدنا الآخر، دون جريرة إلا الاختلاف في الفكر. والاختلاف رحمة وثراء، لو يعرفون.

الكراهية مرض قاتل نصاب به ونحن بكامل الوعي وتمام الرضا. فلا تتركوا ذلك السرطان ينال منكم. وإن صادفكم مصاب بهذا المرض اللعين عالجوه بالحب.

l لا أشفقُ على أحد قدر إشفاقي على مَن حرموا أنفسهم من تلك المتعة الهائلة "محبة الناس". فـ"المحِب المانح" يستمتع بحبه وعطائه أكثر مما يستمتع "المحبوب الممنوح". لو يعرف الباغضون هول النعمة التي حرموا أنفسَهم منها، لتعجبوا من قسوتهم على أنفسهم.

l الإنسانُ النظيف القلب العادلُ المتحضر، هو السفير الأجمل لعقيدته.

l كل عامٍ ونحن أجمل وأطيب وأرقى وأكثر تحضراً وأقوى قبولاً لكل مختلف عنا.