رئيسة مجلس النواب الأمريكي الجديدة نانسي بيلوسي (أرشيف)
رئيسة مجلس النواب الأمريكي الجديدة نانسي بيلوسي (أرشيف)
الجمعة 4 يناير 2019 / 01:12

نانسي بيلوسي أقوى امرأة في التاريخ الأمريكي .. في وجه ترامب

استعادت نانسي بيلوسي لقب أقوى امرأة في السياسة الأمريكية معتمدةً على حسها الاستراتيجي بمهارة لسحق التمرد في صفوف حزبها الديموقراطي بهدوء، لكنها ستحتاج إلى حنكتها لمواجهة الرئيس المتقلب دونالد ترامب.

وعقد الكونغرس الأمريكي الجديد الذي يضم عدداً قياسياً من النساء وأعضاء يتحدرون من الأقليات، الخميس جلسته الأولى وسط انقسام بين الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب والجمهوريين الذين عززوا غالبيتهم في مجلس الشيوخ.

إيطالية في الكونغرس 
ولدت نانسي باتريشا داليساندرو ببالتيمور في عائلة تضم سياسيين جذورها إيطالية، وترأس والدها وشقيقها بلدية مدينة إيست كوست الساحلية، وبعد دراسة العلوم السياسية في واشنطن، انتقلت مع زوجها إلى سان فرانسيسكو، ولديهما 5 أولاد.

وانتخبت عضواً في مجلس النواب للمرة الأولى في 1987، وشقت طريقها لتصبح زعيمة الديموقراطيين في المجلس اعتباراً من 2002، المنصب الذي تتولاه حتى اليوم.

وبيلوسي التي زادتها الصراعات السياسية التي لا تحصى صلابة، تمكنت بشكل كبير من الحفاظ على وحدة الحزب، وقالت مرة إن السياسة الأمريكية تتطلب ارتداء "درع" والقدرة على "تلقي لكمات".

في مجلس النواب
وينتقل مجلس النواب الأمريكي، في الكونغرس الجديد، إلى سيطرة الديموقراطيين لترتسم حقبة جديدة في واشنطن مع مزيد من استهداف رئاسة دونالد ترامب. 

ووصلت الديموقراطية نانسي بيلوسي 78عاماً مع عائلتها، لانتخابها رئيسةً للمجلس، المنصب الذي سبق أن تولته بين 2007 و2010 لتصبح أول امرأة تحفر اسمها في التاريخ الأمريكي وتعتلي ثالث أعلى المراتب السياسية في تاريخ الولايات المتحدة، منصب رئيس مجلس النواب، بعد الرئيس ونائبه.

وفي مقتطفات من كلمتها في مجلس النواب الخميس، وعدت بيلوسي بأن يكون الكونغرس الجديد "ثنائي الحزب وموحداً .. وسيناقش ويدعم الأفكار الجيدة مهما كان مصدرها".

وأضافت "بهذه الروح سيعرض الديموقراطيون على لجنة المخصصات الجمهورية في مجلس الشيوخ مشروع قرار لإعادة فتح الحكومة في وقت لاحق من اليوم لتلبية احتياجات الشعب الأمريكي وحماية حدودنا".

ولكن يبدو أن هذا التعاون بين الحزبين غير مرجح وسط استمرار تمسك ترامب بضرورة أن يوافق الكونغرس على خطة بـ 5 مليارات دولار لتمويل بناء الجدار لوقف الهجرة غير الشرعية، في حين من المستبعد أن يرضخ الديموقراطيون لطلبه.

ومن المرجح أن يحرص الديموقراطيون على كبح جماح الإدارة التي يعتقدون أنها تجاوزت سلطاتها وأساءت استخدام السلطة نحو عامين منذ تنصيب ترامب.

تدابير جديدة
ومن المهام الأولى للكونغرس اليوم، إنهاء الشلل الحكومي الجزئي الذي أدى إلى إغلاق ربع الأجهزة الفدرالية، وقال ترامب إنه "لن يوقع الموازنة إذا لم تشمل 5.6 مليارات دولار لبناء الجدار".

وطرحت بيلوسي تدابير جديدة لتمويل الادارات، إلا أنها أشارت إلى أنها "لا تشمل تمويلاً جديداً للجدار" وهي الخطوة التي رفضها البيت الأبيض، وقادة مجلس الشيوخ الجمهوريون.

عزل ترامب
وسيلوح في واشنطن أيضاً تهديد بعزل الرئيس، ومن شبه المؤكد أن بعض الديموقراطيين سيطرحون إجراءات لعزل ترامب من منصبه، ورغم اعتقاد الديموقراطيين بأن بعض أفعال ترامب قد ترقى إلى "جرائم خطيرة" إلا أن بيلوسي قللت من احتمالات عزله.

وقالت بيلوسي لمجلة "إل" في نسختها الأمربكية، إن هذه الخطوة، أي عزل ترامب، "ستتسبب في انقسامات شديدة .. لن أدفع بذلك الاتجاه".

ويمكن لبيلوسي أن تصعب الأمور أكثر على ترامب إذا ما أطلقت إجراءات لعزله، وحتى الآن عبرت عن معارضتها لاستخدام هذه العصا الغليظة ضده، قائلةً إنها "يمكن أن تؤدي إلى تعبئة الناخبين الجمهوريين لحماية الرئيس".

مواجهة منتظرة مع ترامب
ومع تسلمها المهام من رئيس المجلس المنتهية ولايته بول راين، ستصبح نانسي بيلوسي الشخصية الثالثة في هرم السلطة في البلاد بعد الرئيس ونائبه.

وستبدأ مهامها بتحدٍ أول لدونالد ترامب يتمثل بالتصويت المقرر بعد ظهر الخميس، على قوانين مؤقتة للميزانية، يمكن أن تسمح "إذا وقعها الرئيس" باستئناف العمل في الإدارات الأمريكية التي توقفت بسبب "إغلاق" جزئي منذ 22 ديسمبر (كانون الأول).

وبات الأمر يتعلق الآن بمعرفة من سيستسلم أولاً في المواجهة بين دونالد ترامب، والسيدة رئيسة المجلس، التي لا يشك مؤيدوها في نتيجتها.

وقالت ابنتها الكسندرا لشبكة "سي إن إن" أمس الأربعاء: "لم يسبق لأحد أن انتصر عندما راهن على مواجهة نانسي بيلوسي، يُمكن أن تنزع رأسك دون حتى أن تشعر أنك تنزف".

وهذه الموجهة لن تكون الأولى بين ترامب وبيلوسي، بعد أن جعلها المرشح الجمهوري في حملته "فزاعة" استخدمها لإدانة السياسيين الديموقراطيين والحديث عن مشاكل السياسة في واشنطن، ويدين محافظون آخرون "وقاحة" هذه السيدة المتزوجة من رجل مليونير.

وسبق لبيلوسي في ولايتها الأولى أن كانت قوة معارضة كبرى للجمهوري جورج دبليو بوش في السنتين الأخيرتين من رئاسته، ولن تتخلى عن قوتها في رئاستها الثانية على ما يبدو، سيكون دورها الرقابي على ترامب مماثلاً.

أكثر حنكة
وسيكون لديها وللقيادة الديموقراطية القدرة على منع تمرير قوانين يطرحها الجمهوريون وتعطيل الكثير مما على أجندة ترامب، من مقترحات لخفض ضريبي جديد إلى بناء جدار على الحدود مع المكسيك.

وفي دورها الجديد سيتحتم عليها الوقوف أحياناً ضد ترامب اذا استدعى الأمر ذلك، ولكن أيضاً العمل معه لإقرار قوانين، اذا تيسر الأمر.

وقالت بيلوسي بعد إعلان حصول حزبها على الأكثرية في مجلس النواب إن "كونغرس ديموقراطياً سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعاً الانقسامات"، وأضافت "الشعب الأمريكي يريد السلام. يريد نتائج".

ترامب يهاجو وات
في تجمع في مينيسوتا الشهر الماضي، سأل ترامب الجمهورا "هل يمكنكم تصور نانسي بيلوسي رئيسة لمجلس النواب؟" وأضاف "لا تفعلوا هذا بي! لا أتصور ذلك، ولا أنتم".

وتعرضت بيلوسي لهجمات من اليمين على مدى سنوات، فالمحافظون كانوا يصورون زوجة مليونير الاستثمارات من كاليفورنيا، تجسيداً لنخبة اليسار.

وهي متهمة في كل شيء، من السعي لزيادة الضرائب على العائلات المتوسطة إلى دعم تدفق المهاجرين غير الشرعيين، تذكيراً بأصولها الإيطالية البعيدة.