دولة المبادئ.. رجل المبادئ

كلمة مشهورة سجلها التاريخ للمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حين أبدى مستشاروه استغرابهم من بناء أرصفة كثيرة لميناء جبل علي، بما يعادل أضعاف الاحتياج الفعلي لتجارة دبي النامية ذاك الوقت وقلة عدد السفن التي تدخل الميناء. ردّ عليهم قائلاً: "إذا شيّدناها فسوف يأتي الجميع".

وقد أتى الجميع بالفعل، وأصبحت دبي عاصمة عالمية للاقتصاد والتجارة والسياحة والإدارة. الشيخ راشد اليوم في الرفيق الأعلى، ومكتوم بن راشد في جوار ربه، لكن المسيرة مستمرة، ومزدهرة. فسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، يقودها بنهج متفرد. وتجربته ليست سراً يُخفى أو حكراً يحتكر.

ففي خضم احتفال شعبه به، بادلهم حباً بمبادئ ثمانية قامت عليها إمارة دبي، مضى عليها المؤسّسون، وحكم بها اللاحقون، ومازالت نبراساً لسموه، وستظل كذلك لأجيال وأجيال.

أول المبادئ هو الاتحاد، فالكلمة المفتاحية في دبي، لم تعد دبي، بل أصبحت دولة الاتحاد، وحكومة الاتحاد، وسياسة الاتحاد، ومصلحة الاتحاد. وثاني المبادئ هو القانون. قال سموه عنه: "العدل دولة وقوة وعزة وضمان استقرار وازدهار. لا أحد فوق القانون في دبي، ولا أستثني أحدا من الأسرة الحاكمة. ولا فرق بين مواطن ومقيم، أو غني وفقير أو ذكر وأنثى أو مسلم وغير مسلم في تطبيق القانون. والتأخر في العدالة ظلم. وكل عادل هو عندي قوي، وكل ظالم هو عندي ضعيف".

ثالث المبادئ هو الاقتصاد، ورابعها ثلاثية النمو: حكومة وقطاع خاص، وقطاع شبه حكومي فاعل. وخامسها هو المجتمع المتفرد بشخصيته المنضبطة المتسامحة، وسادسها تنويع مصادر الدخل، وسابعها صناعة واستقطاب المواهب، وثامنها التفكير بالأجيال.

هذه مبادئ الحكم من رجل الحكم والمبادئ. في دولة الاستقرار والمبادئ، قدمها الشيخ محمد بن راشد نبراساً للأجيال، وهدية للعالم، أعطى فيه نموذجاً إماراتياً متفرداً في الإدارة وبناء الإنسان. فهو أحق ما يجب أن تلتفت إليه الحكومات والهم الذي يجب أن تعمل من أجله الإدارات.

أراهن على أمر لست أشكك فيه: ستكون هذه المبادئ حاضرة في قمة الحكومات القادمة. شهور قليلة، وسيتحدث العالم كله عن هذه المبادئ الثمانية. فترقبوا هذه القمة.