رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الخميس 10 يناير 2019 / 13:32

نتانياهو أسوأ عدو لنفسه...خطابه الأخير مثير للشفقة

ينظر بيني آفني، كاتب رأي إسرائيلي، إلى سباق الانتخابات العامة الإسرائيلية المقبلة في إبريل(نيسان) المقبل، باعتباره بين رجل دولة ناجح، هو بنيامين نتانياهو، وآخر فاشل في التكتيك اسمه بيبي.

على نتانياهو ترك السلطة، وعقد صفقة مع مانديلبيلت كفيلة باختتام مسيرته كرجل دولة في مقابل إسقاط جميع التهم ضده

وحسب ما كتب آفني، في موقع "نيوبوست" الأمريكي، طلب نتانياهو، يوم الإثنين الماضي، من وسائل الإعلام المرئية تخصيص فترة له في وقت الذروة المسائية للتقدم "تصريح هام".

ولكن ما صرح به بيبي لم يخرج عن التظلم مما اعتبره تحقيقات غير عادلة بحقه، بشأن عدد من الاتهامات بالفساد.

خطاب حزين
وفي رأي كاتب المقال، بدا خطاب نتانياهو حزيناً ومثيراً للشفقة، خاصةً عند مقارنته بآخر مرة وعد فيها بعرض دراما في فترة الذروة التلفزيونية أيضاً.

فقد عرض في إبريل( نيسان) مجموعة من الوثائق استحوذ عليها الموساد  في غارة على أرشيف سري في إيران. وأثبتت تلك الوثائق أن نظام طهران كذب سنوات طويلة حول نواياه النووية. وعززت تلك المعلومات قضية انسحاب أمريكا من الصفقة النووية، ولا شك أنها ستؤثر على النقاش حول إيران لسنوات قادمة.

لكن، حسب كاتب المقال، كان ذاك نتانياهو السياسي. وفي الوقت الحالي، فهو يلعاب سياسياً ويتعثر كثيراً.

ولم يكد يمضي وقت قصير على دعوته في الشهر الماضي لانتخابات مبكرة، حتى ظهر نتانياهو في البرازيل، سعيداً بزيارة صديقه الجديد، الرئيس جايير بولسونارو.

حلفاء جدد
وكسب نتانياهو حلفاء جدداً للدولة اليهودية في البرازيل، إحدى أكثر المناطق غير المتوقعة في العالم. لكن حتى هناك، جمع حوله صحافيين ليعبر عن ثقته في أن جميع تلك القضايا المتراكمة ضده بسبب كسب غير مشروع ستؤدي إلى "لا شيء"، الكلمة التي أصبحت شعار بيبي، حسب الكاتب.

وبينما ينهي نتانياهو فترة رئاسته الرابعة للحكومة الإسرائيلية، بما يمثل أطول عهد يشغله سياسي في تاريخ إسرائيل، يسعى زعماء أفارقة وآسيويون، ومن أمريكا اللاتينية للتحالف مع حكومته.

وتنفذ شركات صينية استثمارات ضخمة هناك. ورغم تعارض مصالح موسكو والقدس، تعمل روسيا للحفاظ على علاقات وثيقة مع إسرائيل.

نهضة جديدة
ويلفت كاتب المقال إلى نهضة جديدة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. إذ تراجع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، عن جزء من خطة ترامب للانسحاب من سوريا، لطمأنة تل أبيب.

وفي مؤتمره الصحافي، يوم الأحد الماضي مع بولتون، دعا نتانياهو أمريكا للاعتراف بضم إسرائيل مرتفعات الجولان المحتلة منذ 1981، فيما تستعد دمشق وحليفتها طهران لشن هجمات ضد إسرائيل.

ونتيجة لذلك، لم تتجسد، في رأي الكاتب، تحذيرات من "تسونامي" لعزل الدولة اليهودية. ويتمتع نتانياهو بطفرة ديبلوماسية. ويشهد اقتصاد إسرائيل تطوراً كبيراً. وخلافاً لمعظم أسلافه، لم يشن نتانياهو حروباً كبرى.

ولذلك لا عجب أن يتقدم حزب نتانياهو على كل الأحزاب. وتشهد استطلاعات للرأي بأن الليكود سيحصد 30 مقعداً من أصل 120 في الكنيست. ولكن استراتيجية نتانياهو الهجومية غالباً ما توقعه في مشاكل.

وعلاوة على ذلك، حسب كاتب المقال، ملَّ الناخبون من عيوبه الشخصية. وينقل عن بيبي طعنه لحلفائه في الظهر، وهو يدخن أثمن أنواع السيجار، ويحتسي الشمبانيا الفرنسية. ويصف منتقدوه زوجته سارا بأنها متلاعبة سوقية، وابنه يائير بصبي جاهل.

ويعتقد الكاتب، أن قصد نتانياهو من خطابه الأخير منع المدعي العام الجنرال آفيخاي مانديلبيلت، من اتخاذ إجراء ضده قبل الانتخابات العامة، خاصةً لأنه يفكر في الأخذ بتوصية الشرطة واتهام لنتانياهو.

لكن ديفيد برين، محرر "جيروزاليم بوست" قال إن "الخناق بدأ يضيق حول بيبي".

ويحض برين بيبي، على ترك السلطة، وعقد صفقة مع مانديلبيلت كفيلة باختتام مسيرته رجل دولة في مقابل إسقاط جميع التهم ضده.

وكتب برين: "لا أحد يريد تكراراً مهيناً لسجن زعيم إسرائيلي، كما حصل مع إيهود أولمرت، رئيس وزراء إسرائيل السابق، أوموشي كاتساف، رئيس إسرائيل السابق".