الشرطة تقفل طريقاً إلى نركز للمؤتمرات في كوبنهاغن بعد احباط مخطط لهجوم إيراني.(أرشيف)
الشرطة تقفل طريقاً إلى نركز للمؤتمرات في كوبنهاغن بعد احباط مخطط لهجوم إيراني.(أرشيف)
الجمعة 11 يناير 2019 / 14:53

الإجراءات المائعة لن تكفي لمنع إيران من استهداف أوروبا

رأى الصحافي البريطاني كون كوغلين أنّ العقوبات المتواضعة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على إيران تثير تساؤلات عن سبب رفض الاتحاد دعم قرار إدارة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي المثير للجدل حتى عندما يجابَه بأدلة حاسمة عن نشاطات إيران الإرهابية على أراضيه.

تركزت عمليات طهران الإرهابية في أوروبا على استهداف المعارضين الإيرانيين لكنّ المسؤولين الأمنيين الأوروبيين يخشون من أن توسع طهران نطاق عملياتها لاستهداف مواطنين أوروبيين

وأضاف في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية أنّ العقوبات الأوروبية التي أعلنتها السلطات الدنماركية تم فرضها بسبب الأدلة المتزايدة على شن إيران هجمات إرهابية كبيرة في عدد من الدول الأوروبية خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

أكثر المحاولات السافرة كانت محاولة تفجير تجمع للمعارضة الإيرانية في باريس السنة الماضية والتي لو نجحت، أمكن أن تؤدي إلى سقوط عدد هائل من الضحايا شبيه بذاك الذي حصدته مجزرة باتاكلان سنة 2015 والتي أودت بحياة 90 شخصاً. لقد حددت السلطات الفرنسية أسد الله أسدي المعتقل حالياً في بلجيكا كمخطط للتفجير. إضافة إلى أسدي الذي ينتظر المحاكمة، هنالك ثلاثة مشتبه بهم آخرين في هذه القضية تربطهم صلات بإيران. اعتقلت فرنسا زوجين إيرانيين بحيازتهما صاعق ونصف كيلوغرام من المتفجرات الشديدة الانفجار في حين حددت الاستخبارات الفرنسية المدير العام للاستخبارات الإيرانية سعيد هاشمي مقدم كمتورط في المحاولة. ويعتقد مسؤولو الاستخبارات في أوروبا أنّ محاولة تفجير التجمع في باريس هو مؤشر إلى سياسة أكثر عدوانية يتبناها النظام الإيراني ضد وجوه معارضة في أوروبا.

تغيير ملحوظ
لدى أجهزة الاستخبارات الإيرانية تاريخ طويل في شن اغتيالات على الأراضي الأوروبية يعود إلى عهد جهاز السافاك أيام الشاه. لكن مؤخراً، مالت إيران إلى حصر عملياتها الإرهابية في الدول القريبة منها مثل لبنان وسوريا والعراق والخليج خوفاً من الدعاية السلبية التي تجذبها هذه العمليات. الآن يعتقد المسؤولون الأمنيون في أوروبا أنّ هنالك تغيراً ملحوظاً في مقاربة طهران التي تريد أن تذهب بعيداً لشن عمليات إرهابية على أراضي دول الاتحاد الأوروبي. وينقل كوغلين عن ضابط استخباري غربي بارز قوله خلال حديث خاص: "يبدو أنّ إيران تدير عدداً من الشبكات الإرهابية في أوروبا، وهو شيء لم نشاهده في أوروبا لبعض الوقت. يبدو أنّ هنالك تغييراً واعياً للسياسة في إيران من أجل توسيع عملياتها الإرهابية أبعد من مساحة الشرق الأوسط المباشرة".

خطأ أوباما

الجانب الأكثر إثارة للدهشة هو أنّ الأدلة التي جُمعت لغاية الآن تقترح أنّ الإيرانيين بدأوا يوسعون عملياتهم الإرهابية في أوروبا بعد وقت قليل من التوقيع على الاتفاق النووي المثير للجدل، وفي هذه العمليات خرق واضح لروحية الاتفاق. وتشير الأدلة إلى عكس ما كان يعتقده باراك أوباما حول أنّ التوقيع على الاتفاق سيدفع طهران إلى تبني دور بنّاء أكثر في تعاملها مع العالم الخارجي. برز أول مؤشر على أنّ طهران وسعت عملياتها الإرهابية إلى أوروبا عندما اتهمت هولندا إيران باغتيال الناشط الإيراني المعارض علي معتمد، 56 عاماً، في ألمير سنة 2015. وبعد سنتين، تم اغتيال المعارض الإيراني أحمد مولى نيسي، 52 عاماً، في لاهاي. وأعلن جهاز المخابرات الهولندي أنّ لديه "مؤشرات قوية إلى أنّ إيران تورطت في اغتيالي الهولنديين ذوي الأصول الإيرانية".

أدلة إضافية
دفعت هاتان الجريمتان السلطات الهولندية بالاشتراك مع الفرنسيين إلى أخذ المبادرة لإقناع دول أخرى في الاتحاد بفرض عقوبات على طهران. وتعززت جهودها عبر المزيد من الأدلة على نشاط إيران الإرهابي في الدنمارك التي اكتشفت أجهزتها الاستخبارية مؤامرة إيرانية لاستخدام سيارة مفخخة من أجل اغتيال معارض يعيش في كوبنهاغن. ودفع هذا الدنمارك إلى استدعاء سفيرها من طهران وطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي.

لن تتمكن من البقاء على موقفها
لغاية اليوم، تركزت عمليات طهران الإرهابية في أوروبا على استهداف المعارضين الإيرانيين لكنّ المسؤولين الأمنيين الأوروبيين يخشون من أن توسع طهران نطاق عملياتها لاستهداف مواطنين أوروبيين. سيدفع تصاعد النشاط الإرهابي الإيراني في أوروبا إلى طرح تساؤلات عن سبب بقاء الرد الأوروبي محدوداً إلى درجة كبيرة. إنّ الإجراءات التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي قضت بوضع المسؤولين الأمنيين الإيرانيين المتهمين بمخططي القتل في فرنسا وهولندا على لائحة الإرهاب الأوروبية. وهي خطوة تشمل تجميد الأصول وتقييد تحركهما. لكن في الوقت نفسه، لا يزال الاتحاد الأوروبي يرفض دعم المقاربة الصلبة لإدارة ترامب تجاه إيران من خلال الإبقاء على الاتفاق النووي. ومع ذلك، يشكك كوغلين بإمكانية استمرار دول الاتحاد الأوروبي على هذا الموقف في وقت تتزايد الأدلة على سلوك طهران السيئ على أراضيه.