السبت 12 يناير 2019 / 12:57

الجابر: مواكبة زيادة الطلب على الطاقة تتطلب التركيز على رفع الكفاءة

أكد وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، على أهمية نهج الشراكات الاستراتيجية الذي تعتمده أدنوك تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة، موضحاً أن الشركة ترحب بالتعاون مع الشركاء في مختلف جوانب ومراحل الأعمال، بما فيها الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات.

وأكد د.الجابر على ضرورة التركيز على رفع الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف، وتوضح أن الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز يجب أن تتحلى بالمرونة والدقة وسرعة الاستجابة لكي تتمكن من تحقيق التوازن بين الظروف الآنية للسوق والنمو المستقبلي بعيد المدى في الطلب على الطاقة.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الجابر في الدورة الثالثة من "منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي" في أبوظبي، والتي تناول فيها الترابط بين الطلب على الطاقة وظروف الاقتصاد العالمي قائلاً: "يشهد العالم انتشار الازدهار من المراكز التقليدية إلى مناطق جديدة بمعدلات غير مسبوقة، وهذا يؤكد على أن الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي ما تزال صلبة وقوية، حتى ولو حصل تباطؤ على المدى القصير".

وأضاف: "بحلول عام 2030، سيكون هنالك ثلاثة مليارات مستهلك جديد في العالم، ومع استمرار التقنيات الحديثة المتطورة في تعزيز التقدم البشري، فإن الطلب على الطاقة سيشهد زيادة كبيرة في العقود المقبلة، وهذا يؤكد أنه على شركات الطاقة زيادة التركيز على العوامل التي بإمكانها التحكم بها مثل رفع الكفاءة التشغيلية، مع التأهب لمواكبة زيادة الطلب المتوقعة مع دخول العالم إلى العصر الصناعي الرابع".

النفط والغاز 4.0
وأوضح الدكتور سلطان بن أحمد الجابر كيفية استجابة "أدنوك" لهذه المتغيرات قائلاً: "نحن في أدنوك نعمل وفق مفهوم "النفط والغاز 4.0"، والذي يعني دمج التقنيات الرقمية الحديثة في كل مجالات أعمالنا، بما يسهم في الارتقاء بالأداء وتعزيز شراكاتنا وتمكين كوادرنا البشرية".

وبين أن استخدام التحليلات التنبؤية يسهم في خفض تكاليف الصيانة، والحد من عمليات إيقاف التشغيل وتجنب تعطل الأنظمة، موضحاً أن البيانات الضخمة تتيح اتخاذ قرارات فورية تستجيب لمتغيرات السوق واتجاهات القطاع، وذلك على نحو أسرع من المنافسين، مشيراً إلى أن "سلسلة الكتل" بلوك تشين، تسهم في رفع الكفاءة من خلال إمكانية تتبع كل جزيء هيدروكربوني يتم إنتاجه، بدءاً من مرحلة الإنتاج وصولاً إلى البيع.

وقال الجابر: "مع استعدادنا لأي تقلبات مستقبلية قد يشهدها السوق، فإن التركيز على خفض التكاليف وزيادة العائد الاقتصادي وتحقيق أقصى قيمة ممكنة من مواردنا الهيدروكربونية هي عوامل تحظى بأولوية اهتمامنا. ومن خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، فإننا نعزز المرونة والعائد الاقتصادي والربحية في مختلف عملياتنا التشغيلية".

وأشار الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إلى أن أدنوك مستمرة بالعمل على تحقيق أقصى قيمة من مواردها والتعاون مع شركاء استراتيجيين قادرين على نقل التكنولوجيا المتطورة وضمان الوصول إلى الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة، مضيفا أنه من خلال التفكير بأسلوب مختلف ومبتكر، وتوظيف التقنيات الحديثة وإعادة صياغة نموذج أعمالها، بدأت أدنوك العمل على استثمار مخزونات كبيرة من الغاز لم تكن مجدية اقتصاديا في السابق، والتي ستسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في دولة الإمارات مع إمكانية التحول إلى مصدر للغاز الطبيعي.

أكبر مجمع متكامل
وشدد على أن نهج أدنوك لتوسيع نطاق الشراكات يأتي كذلك في صلب استراتيجية الشركة للتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات من خلال استثمار 165 مليار درهم "45 مليار دولار أمريكي"، مشيراً إلى أنه في ضوء زيادة الطلب على البلاستيك والبوليمرات، التي تسهم في تطور العالم، تقوم أدنوك ببناء أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم في مدينة الرويس، حيث ستنضم مجموعة من الشركاء، الذين يسهمون في تحقيق قيمة إضافية، إلى منظومة صناعية تحقق التكامل بين منشآت التكرير والبتروكيماويات والصناعات التحويلية والتصنيع ضمن مجمع صناعي حديث.

وأعلن الدكتور سلطان أحمد الجابر خلال المنتدى عن ترسية عقود أول منطقتين ضمن المناطق البرية والبحرية التي تم طرحها لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز من خلال مزايدة تنافسية كجزء من استراتيجية أدنوك لزيادة السعة الإنتاجية من النفط والغاز، وذلك على شركتي "إيني" الإيطالية و"بي تي تي" العامة للاستكشاف والإنتاج التايلندية، مشيرا إلى أن المنطقتين تغطيان مساحة 8000 كيلومتر مربع وتمثلان بداية مرحلة جديدة من الاستكشاف من شأنها تعزيز موارد أبوظبي وترسيخ مكانتها مزودا عالميا أساسيا للطاقة.