(أرشيف)
(أرشيف)
الأحد 13 يناير 2019 / 12:16

إيران قد تواجه مصير الاتحاد السوفييتي

حذر العضو في مجلس الشورى الإيراني جليل رحيمي جهان أبادي من أن "تكاليف غير ملزمة"، وأولويات سيئة في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، قد تقود لانهيار الدولة، منبهاً لمصير مشابه لما آل إليه الاتحاد السوفييتي.

عندما انهار الاتحاد السوفييتي، كان لديه 13 رأساً حربياً، ونفوذ في أكثر من 20 بلداً ومحطة فضائية، ولكنه سقط في شوارع موسكو، وفقد وحدته الأمنية والإقليمية

وحسب ما أشار إليه راديو "فري يوروب"، عرض السياسي الإصلاحي تلك التحذيرات أمام البرلمان الإيراني، في الأسبوع الماضي.

ولفت جاسون ليمون، كاتب سياسي لدى "نيوزويك"، لتركيز النائب في مطالعته على النتائج السلبية لسلوكيات إيران عبر الشرق الأوسط والعالم على بلاده، ومنها تظاهرات حاشدة شهدتها معظم المدن الإيرانية الكبرى.

وقال جهان أبادي إن "نفوذنا في المنطقة مهم، ولكن لا يجب نسيان نقطة أهم، وهي أنه من الممكن لتكاليف غير ضرورية أن تشلنا في شوارع طهران". من ثم أشار لما جرى للاتحاد السوفييتي القديم لكي يوضح وجهة نظره.

أثمان باهظة
وفسر السياسي الإصلاحي وجهة نظره بقوله: "عندما انهار الاتحاد السوفييتي، كان لديه 13 رأساً حربياً، ونفوذ في أكثر من 20 بلداً ومحطة فضائية، ولكنه سقط في شوارع موسكو، وفقد وحدته الأمنية والإقليمية. وفي الوقت الحالي، يواجه الناس صعوبات في تأمين معيشتهم وطعام أطفالهم. فشلنا في حل مشكلة داخلية ونفقات خارجية غير ملزمة، سوف يكلفنا أثماناً باهظة".

ويلفت كاتب المقال لتظاهرات شهدتها معظم المدن الإيرانية الكبرى خلال 2018 نتيجة هموم اقتصادية للإيرانيين. وتفاقمت المشكلة جراء تهديد بفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة، طبقتها إدارة ترامب في الصيف الفائت.

انكماش اقتصادي
ويشير الكاتب لتقرير صدر في أكتوبر(تشرين الأول) عن صندوق النقد الدولي أظهر أن الاقتصاد الإيراني دخل مرحلة ركود نتيجة لتدابير عقابية فرضتها واشنطن. وفيما كان من المتوقع أن ينمو اقتصاد إيران في 2018، فقد انكمش بالفعل. وتوقع صندوق النقد الدولي أن يواصل الاقتصاد الإيراني انكماشه في العام الجاري بنسبة 3.5٪، لكن يفترض أن يعاود "نمواً إيجابياً متواضعاً" بحلول 2020.

ويشير كاتب المقال لقرار أصدره الرئيس الأمريكي ترامب، في مايو(أيار) الماضي، يقضي بسحب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية لعام 2015، والتي وقعها سلفه أوباما مع إيران، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين. وكان القصد من المعاهدة ضبط طموحات إيران النووية في مقابل رفع عقوبات عن نظامها.

ولكن البيت الأبيض رأى أن الصفقة سمحت لإيران بتوسيع نفوذها الإقليمي عبر تمويل مجموعات مسلحة في الشرق الأوسط، وهو ما تعتبره واشنطن بأنه يمثل تهديداً لأقرب حلفاء أمريكا في المنطقة، السعودية وإسرائيل. ويسعى موقعون آخرون على الصفقة النووية إلى تطبيق بنود الاتفاق رغم صعوبات تفرضها عقوبات أمريكية.

تطوير الاقتصاد أولوية
وفي رأي الكاتب، عندما يهاجم جهان آبادي سياسة بلاده الخارجية أمام البرلمان الإيراني، فهو يردد صدى مخاوف عدد كبير من مواطنيه. ودافع عن وجهة نظره، قائلاً: "نحن بحاجة إلى أصدقاء، وخفض توترات، وزيادة التعاون في المنطقة، ولكن عبر جعل أولويتنا تطوير الاقتصاد الإيراني".