(أرشيف)
(أرشيف)
الأحد 13 يناير 2019 / 16:00

روسيا لا تركيا قادرة على مواجهة داعش

يعد قرار الرئيس دونالد ترامب سحب قوات أمريكية من سوريا خطأ برأي إيلان غولدنبرغ، مدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط لدى مركز الأمن الأمريكي الجديد، وزميله نيكولاس هيراس، وإذا أصر على المضي قدماً فيه، فإن الخيار الأفضل للولايات المتحدة يقضي بأن تضمن أن تحل موسكو، لا أنقره، مكانها، وأن تفاوض على تسوية سياسية تمنع نشوب حرب جديدة في شرق سوريا، بما يمنع داعش من النهوض مجدداً، ويحدّ من نفوذ إيران في شرق سوريا.

رغم تعهد أردوغان لترامب بمحاربة داعش، فإن أي محاولة تركية للاستيلاء على مناطق في شرق سوريا، ستكون مدفوعة برغبته في الحد من النفوذ الكردي

ويرى كاتبا المقال أن انسحاب الولايات المتحدة من شرق سوريا يحتمل أن يولد فراغاً أمنياً ما قد يمكن داعش من النهوض ثانية، وخاصة إذا اندلع قتال جديد. وفي حال الانسحاب، سوف تتخلى الولايات المتحدة عن أفضل شريك لها في الحملة ضد داعش: قوات سوريا الديمقراطية( قسد)، التي توقع قادة أمريكيون أن ترسي الاستقرار في شرق سوريا، بعد هزيمة داعش.

ويعتقد الكاتبان أن إيران قد تستغل الفرصة لدعم خطوط إمدادها عبر شرق المتوسط، وأن تضاعف مخزوناتها الصاروخية التي تعمل على بنائها اليوم في غرب سوريا.

أكبر نقطة نفوذ لأمريكا

وحسب كاتبي المقال، عبر الابتعاد عن منطقة تمثل قرابة ثلث مساحة البلاد، وتضم بعضاً من أهم مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية، وأهم موارد سوريا من الماء والنفط واحتياطات القمح، تكون الولايات المتحدة قد تخلت عن أكبر نقطة نفوذ لها في أية مفاوضات حول مستقبل سوريا.

حماية مصالح أمريكا
وباعتقاد الكاتبين، حتى لو غير ترامب موقفه، أو أبطأ انسحابه، فقد تضررت مكانة الولايات المتحدة في سوريا. كما بدأت الدول الإقليمية، ومنها أقرب الحلفاء العرب لأمريكا، تتصرف وكأن الأمريكيين قد رحلوا. وبالنظر لهذه الحقيقة، تتركز القضية الأهم حول الوسيلة المثلى لحماية المصالح الأمريكية.

ويشير الكاتبان إلى وجوب تركيز صناع السياسة الأمريكية على ضمان انتقال سلمي في شرق سوريا. فإذا قاد الانسحاب لتجدد القتال بين تركيا وأكراد من مكونات قوات قسد في شمال شرق سوريا، أو بين سنة عرب من قسد مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد في جنوب شرق البلاد، فإن النتائج ستكون كارثية.

فقد تنهض فلول داعش المتبقية في وسط وادي نهر الفرات، في جنوب شرق سوريا ومناطق مجاورة غرب العراق. وقد يقود الصراع لمزيد من المآسي لمدنيين، ويدفع إلى هروب عدد منهم نحو الأردن والعراق وتركيا، ومناطق تسيطر عليها الحكومة السورية.

خيارات ضئيلة
وبرأي الكاتبين، يبقى أفضل ما لدى الولايات المتحدة من خيارات ضئيلة في التوصل إلى صفقة سياسية بين الأسد وقوات قسد وإيران وروسيا وتركيا. ولكن يفترض بصناع السياسة الأمريكية التحلي بالواقعية بشأن حدود نفوذهم حال اكتمال انسحاب القوات الأمريكية.

ولأن تركيا عضو في الناتو، فقد تبدو كأفضل شريك للحفاظ على الاستقرار في شمال وشرق سوريا، ولكن ذلك احتمال غير واقعي. إذ بالرغم من تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لترامب بمحاربة داعش، فإن أي محاولة تركية للاستيلاء على مناطق في شرق سوريا، ستكون مدفوعة برغبته في الحد من النفوذ الكردي، ويرجح أن تقود لتجدد قتال شرس. ويضاف إليه أن فلول مقاتلي داعش في وسط وادي نهر الفرات وفي غرب العراق، بعيدون جداً عن الحدود التركية. ولن يكون لدى الأتراك لا الإرادة ولا القدرة على محاربتهم في تلك المنطقة البعيدة.

خيار أسوأ
ويرى الكاتبان أن إيران تمثل خياراً أسوأ لأن تمركزها في غرب سوريا وفر لفيالق الحرس الثوري الإيراني ولحزب الله القدرة على تهديد تل أبيب بضربات صاروخية. وقد ردت إسرائيل بغارات جوية استهدفت منشآت إيرانية في سوريا. وعشية الانسحاب الأمريكي، سوف تسعى إيران للاستيلاء على مناطق سورية أخرى، من ثم سوف تستفيد من سيطرتها على الحدود السورية – العراقية لنقل مقاتلين وأسلحة من بغداد إلى دمشق.

اتصالات مباشرة
ويلفت الكاتب إلى انتشار قوات روسية خاصة ومتعاقدين عسكريين خاصين، في وسط وادي نهر الفرات، حيث يتواصل الروس مع قوات أمريكية عبر قناة للاتصالات المباشرة بهدف منع حصول حوادث عسكرية.

ويشير الكاتبان لوجوب استفادة البلدين من هذه القناة للتنسيق من أجل تسليم سلمي لمناطق. وفي إطار هذا المسعى، يفترض بالولايات المتحدة تبادل معلومات مع الروس بشأن مناطق تخضع لسيطرة داعش في سوريا، فضلاً عن مطالبة موسكو لجعل أولويتها استعادة تلك المناطق شمال شرق سوريا، ومنع داعش من النهوض ثانية.