مقاتلون من هيئة تحرير الشام في سوريا(أرشيف)
مقاتلون من هيئة تحرير الشام في سوريا(أرشيف)
الإثنين 14 يناير 2019 / 18:52

فصائل متطرفة تُوسع نفوذها في شمال غرب سوريا

خلال الأسابيع الأخيرة، استطاعت هيئة تحرير الشام، المدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، تشديد قبضتها على شمال غرب سوريا،.

لم تتدخل تركيا لوقف تقدم HTS الأخير ضد NLF ومكوناته. وفي العام الماضي، عقدت صفقة مع HTS سمحت له بموجبها بإقامة نقاط تفتيش في شمال سوريا

ويلفت توماس جوسلين، زميل بارز لدى معهد "الدفاع عن الديمقراطيات"، وكبير محرري مجلة "لونغ وور جورنال"، إلى صدامات، منذ العام الماضي، بين الهيئة وجبهة تحرير الشمال، التحالف المتكون من متمردين آخرين. ولكن سرعان ما أصبح لهيئة تحرير الشام اليد العليا على منافسيها، واستولت على مناطق استراتيجية مجاورة لمعقلها في محافظة إدلب.

ضربات موجعة
ويشير جوسلين إلى تمكن الهيئة من توجيه ضربات موجعة لحركة نور الدين زنكي، التنظيم الإسلامي الآخر الذي حصل في السنوات الماضية على صواريخ "تاو" الأمريكية الصنع، وعلى دعم خارجي. كما تحالف الزنكي يوماً مع هيئة تحرير الشام.

ولم يكن الزنكي التنظيم الوحيد الذي نالت منه الهيئة، بعد أن نجح المتطرفون في إخضاع أحرار الشام، التنظيم الآخر الذي يوماً تحالف يوماً مع هيئة التحرير. وحسب اتفاق وُزع عبر وسائط التواصل الاجتماعي، أجبرت هيئة أحرار الشام على التخلي عن مواقعها في سهل الغاب ومناطق أخرى.

وفي صباح 10 يناير( كانون الثاني)، صدر عن وكالة الأنباء التابعة لهيئة تحرير الشام، بيان عن اتفاق هدنة مع  جبهة تحريرالشمال، تضمن تبادل أسرى، وتوسيع حكومة الإنقاذ المدعومة الهيئة سيطرتها على منطقة حكمها سابقاً آخرون.

 وانتزعت هيئة تحرير الشام من الزنكي وأحرار الشام عدداً من القرى غرب محافظة حلب، شمال محافظة حماة وجنوبي إدلب. وعلاوة عليه تخلت قوة شرطة إدلب الحرة، عن صلاحياتها بعدما قدمت بعض الخدمات الأمنية.

ويتزعم أبو محمد الجولاني، الذي صنفته واشنطن إرهابياً، هيئة تحرير الشام بعد أن كان أمير جبهة النصرة سابقاً، فرع القاعدة في سوريا، حتى منتصف 2016. ثم غير تنظيم جبهة النصرة اسمه إلى جبهة فتح الشام، وشكل مع عدة تنظيمات أخرى هيئة تحرير الشام في بداية 2017.

وكانت حركة نور الدين زنكي من العناصر المؤسسة لهذه الهيئة، ولكن زعماء الحركة اختلفوا لاحقاً مع الجولاني وأتباعه.

غزو
ويشير الكاتب إلى سعي الجهاديين لإنشاء إمارة إسلامية، أو دولة، في شمال غرب سوريا. وفي يوليو( تموز) 2014، تسرب شريط صوتي ظهر فيه الجولاني، يقول لأعضاء جبهة النصرة إن الوقت حان لتشكيل إمارة إسلامية.

وفي بداية 2015، غزا تحالف من مجموعات متمردة قادها تنظيم جبهة النصرة محافظة إدلب. ولكن رغم سيطرته منذ قرابة أربع سنوات على معظم أراضي المحافظة، لم يعلن النصرة ولا خلفه هيئة تحرير الشام، تشكيل إمارة إسلامية.

تحديات
وحسب كاتب المقال، ورغم سيطرته  على مناطق واسعة من إدلب على حساب مجموعات مسلحة أخرى، يواجه تنظيم الهيئة تحديات كبرى، على رأسها قوات الرئيس بشار الأسد وحلفائه الذين وضعوا نصب أعينهم الهجوم على إدلب لتحريرها.

وتدخلت تركيا في العام الماضي لصالح المتمردين في إدلب، ووقعت صفقة مع الروس منعت هجوم بدا وشيكاً. لكن لا يعرف إذا كان محور الأسد، وإيران، وروسيا سيبقى صامداً، أو إذا كانوا سيدفعون تعزيزات نحو إدلب خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

وفي الوقت نفسه، لم تتدخل تركيا لوقف تقدم هيئة تحرير الشام الأخير، ضد جبهة تحرير الشمال ومكوناتها.

وفي العام الماضي، عقدت صفقة مع تنظيم الهيئة، سمحت له بإقامة نقاط تفتيش في شمال سوريا. ولكن تركيا وضعت نصب عينيها الهجوم على قوات كردية تحارب داعش.