مسعف يحمل ولداً بعيداً من سيارة مشتعلة في سوريا.(أرشيف)
مسعف يحمل ولداً بعيداً من سيارة مشتعلة في سوريا.(أرشيف)
الإثنين 14 يناير 2019 / 15:27

تعثر العملية السياسية في سوريا يخدم إيران

24- زياد الأشقر

رأى الباحثان كولن ب. كلارك ووليم كورتني أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا يناقض السياسة التي أقرتها إدارته مؤخراً في ما يتعلق بالبقاء في سوريا طالما بقيت القوات الإيرانية هناك.

المتمردون على المدى الطويل سيهددون الآمال الروسية بقيام سوريا مستقرة وصديقة. كما أن استمرار القتال سيحول دون تقديم أوروبا مساعدات رئيسية لإعادة الإعمار

 وبذلك، قد تكون الولايات المتحدة تنأى بنفسها عن دور قيادي في الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سياسية في هذا البلد، على رغم تضاؤل الاحتمالات في هذا المجال. ويمكن استمرار الإضطرابات في سوريا أن يخدم على المدى الطويل مصالح إيران لا مصالح روسيا.
وقال الباحثان في مقال نشر في مجلة "ناشونال إنترست" إن الوجود الأمريكي في سوريا متواضع، ويتمثل في انتشار 2200 جندي من القوات الخاصة، يتلخص دورهم في تقديم المشورة والدعم لمقاتلين يفوقونهم عدداً من الأكراد والعرب. ولقد حقق هذا التحالف نجاحاً مدهشاً.

تمرد جديد
وكان داعش سيطر على 34 ألف ميل مربع من سوريا والعراق عام 2014، وخضع 8 ملايين شخص لحكم متوحش. واليوم تتبدد قبضة داعش باستثناء جيب هجين وبلدات وقرى صغيرة على طول وادي الفرات الأوسط بما يمثل أقل من واحد في المئة من الأراضي التي استولى عليها التنظيم الإرهابي في ذروة صعوده. ولكن انسحاباً أمريكياً قد يحفز ما تبقى من مقاتلي داعش على التمرد مجدداً.

العملية السياسية
الأسبوع الماضي، أخفقت مجدداً جهود التوصل إلى تسوية سياسية. ولم يتوصل اجتماع وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا السابق ستافان دي ميستورا إلى نتيجة في ما يتعلق بإصلاح الدستور السوري تمهيداً لإجراء انتخابات جديدة.

 ويرفض نظام بشار الأسد حتى الآن هذه العملية بقوة، وقد فشلت موسكو في إرغامه على القبول بها. وقد تصل المفاوضات في هذا الشأن إلى طريق مسدود. وهذا ليس بالشيء الجديد.

 إذ إنه قبل أعوام، رفض الأسد تنفيذ عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار تفاوض عليها وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بينما لم يحرك الكرملين ساكناً.

شرعية الأسد
ولفت الباحثان إلى أن إيران وروسيا وتركيا تفتقر إلى الخبرة التفاوضية والنفوذ الدولي المطلوبين لصياغة حل سياسي وتنفيذه لمثل هذا الصراع الواسع والمعقد. وقد تكون ثمة حاجة إلى جهد أوسع يشمل قوى عظمى (أمريكا والصين وأوروبا وروسيا) والقوى الإقليمية (مصر ودول الخليج والأردن وتركيا) لتنسيق مثل هذا الحل وتمويله. ومع وجود هذا الخليط من الجماعات المتمردة التي لا تزال تقاتل في أنحاء سوريا، من المرجح أن يستمر النزاع لفترة طويلة حتى بعد التوصل إلى تسوية سياسية من طريق التفاوض. وقد لا تعترف تنظيمات مثل داعش وهيئة تحرير الشام (وهي جماعات سلفية جهادية) وتلك المنتمية إلى تنظيم "القاعدة" إطلاقاُ بشرعية نظام الأسد.

ورطة لروسيا
واعتبر الباحثان أن المتمردين على المدى الطويل سيهددون الآمال الروسية بقيام سوريا مستقرة وصديقة. كما أن استمرار القتال سيحول دون تقديم أوروبا مساعدات رئيسية لإعادة الإعمار. وفي 2015 حذر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما روسيا من أن دورها العسكري في سوريا سيتحول إلى "ورطة". وهذا ما قد يحصل في حال غادر الأمريكيون سوريا وبقيت التسوية السياسية بعيدة المنال.