الثلاثاء 15 يناير 2019 / 09:30

الفوتوغرافيا والتشكيل.. ورش تفاعلية في السعديات تأخذ التصوير لآفاق أرحب

24 - الشيماء خالد

يقبل جمهور واسع في أبوظبي أخيراً، على ورش فنية متعددة، تقام في منارة السعديات، ربما من أبرزها وأكثرها تواتراً تلك المتعلقة بالفوتوغرافيا، حيث تجذب شريحة واسعة من محبي التصوير والراغبين بالاحتراف أو دمج هذا الفن بشقيقاته من الفنون الأخرى، كالتشكيل خاصة.

والتقى 24 بمصورين وفنانين شباب، ممن تناولوا التصوير في بعده التشكيلي أخيراً إلى جانب تفاصيله الاحترافية الاعتيادية، ويقول الفنان الشاب رايان كوردن: "لفتت نظري دورات أطلقت في منارة السعديات حول تعليم أساسيات التصوير، ورغم أن لي تجربة في هذا المجال إلا أني أريد التأكد وتعزيز قدراتي من طرف الخبراء، ولكن المرحلة الثانية هي الأهم بالنسبة لي، وهنا أعني رغبتي في أن أنتج أكثر من مجرد صورة مدهشة أو مميزة، بل أن أنتج صورة هي كلوحة فنية، بحيث تحمل رؤى وتفاسير منظورة عبر التشكيل".

ويضيف كوردن: " تعتبر الصورة اليوم في عالم الفن متداخلة بشكل واضح مع ما يتعلق بالإخراج التشكيلي وتقديم خطاب فني بحت، وبهذا أصبح لها وحي تعبيري يتجاوز حدود المعنى وتثبيت اللحظة المميزة، وخرجت من إطارها الاعتيادي لدلالات متفردة في المعاني ومناقشة موضوعات وأفكار قائمة لتحمل عدة أبعاد فنية تشكيلية".

أكثر من مجرد إتقان
ويقول المصور والفنان الشاب ناصر المهيري: "شاركت في دورات تدريبية متنوعة على فترات متباعدة، ووجدت في الورش التي تقام في استوديو التصوير داخل منارة السعديات الكثير مما يسمح لي بتطوير قدراتي، وأخذت أنظر لهذه العملية الإبداعية بشمولية أكبر مع الوقت، وأشعر أن حسي الفني أخذ بالتبلور، وأصبحت أنتج أعمالاً تجمع بين الفوتوغرافيا والفن المعاصر".

وتقول المصورة سارة أمير: "المشاركة في الورش التفاعلية التي يقدمها استوديو التصوير، ضمنت للجميع التعرف بمجتمع المبدعين في هذا المجال، وفتحت فرصاً أكبر لكل المهتمين، فالأمر أكثر من مجرد اتقان التقاط صورة، بل تجد فن المعمار والتجريد والهندسة والمناظر الطبيعية وغيرها الكثير في توليفة فنية متكاملة، وغالباً ما يرى الناس أن التصوير بحد ذاته قائم كفن وبعيد إلى حد ما عن عالم التشكيل بمفهومه الواسع، لكن من خلال هذه الورش ولجت لبعد تمتزج فيه اللقطة مع مفاهيم فنية غنية".

الزمن والفضاء الإبداعي
ويقول المصور روجر هيوز: "تساعد الورش التفاعلية المتنوعة في التصوير الفوتوغرافي، والتي أصبحت قائمة ومتكررة في أبوظبي، على إدراك جوانب هذا الفن بمعايير ذات قيمة إبداعية مترامية الأطراف، فكثير من المصورين الهواة وخاصة من جيل الشباب أصبحوا يرون التصور كرؤية فنية تحمل إعادة صياغة تشكيلية، فبالإضافة للواقع البصري هناك التفاعل مع المشاهد والمتلقي وكذلك الجمع بين اللحظة والفكرة والأسلوب الفني، أي بين الزمن والفضاء الإبداعي، فتشكل الصورة هنا مادة فنية، لبعد أرحب من تقنية التصوير".

وتقول الفنانة والمصورة كاثرين رامدل: "عالم التصوير الفوتوغرافي ممتع وشيق وشاسع، بين تقنياته، خاصة المعاصرة، ومدارسه، وإمكانياته، لكن الأجمل هو بعده الفني، وتماهيه مع الفنون الأخرى، فالتشكيل الفوتوغرافي أو الفوتوغرافيا الفنية تعد بالكثير بالنسبة للمبدعين المعاصرين في التصوير، وتأخذ شيئاً فشيئاً موقعاً بارزاً في الثقافة الفنية اليوم، حيث تصبح للصورة وظيفة تطويع وكشف الرؤى التشكيلية في أعمال تحظى بمشروعية ثقافية وتعبر عن القيم الجمالية بتحليل بنيوي عميق، وأحياناً بتجزئة البساطة في التفاصيل، وغيرها الكثير أيضاً، حيث التصوير هنا يعني عملاً أقرب للمعجزة، كما هي الفنون الأخرى بشكل ما".