صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الثلاثاء 15 يناير 2019 / 10:06

صحف عربية: غياب ليبيا يضفي جدلاً واسعاً على القمة الاقتصادية

24 - معتز أحمد إبراهيم

أعلنت ليبيا عن مقاطعتها للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها في بيروت السبت المقبل، على خلفية تمزيق محسوبين على حركة "أمل" اللبنانية علم الاستقلال الليبي، ما زاد من حدة النزاع بين الجانبين.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، تباينت ردود الفعل العربية واللبنانية على هذه الخطوة، حيث أعربت بيروت عن أسفها للقرار الليبي الذي جاء عقب حرق علم الاستقلال الليبي في بيروت، بينما رأت مصادر أن الخطوة تعكس سطوة وقوة الميليشيات في لبنان.

غياب ليبي 
ذكرت أوساط في الرئاسة اللبنانية لصحيفة الشرق الأوسط، امتعاضها مما حصل في بيروت من حرق للعلم الليبي، وما ترتب عليه بعد ذلك من قرار ليبي بالانسحاب من القمة.

وقالت مصادر لمنظّمي القمة في بيروت إن "خيار مشاركة أي دولة هو قرار سيادي مع تأكيدنا على اتخاذ كامل الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين سلامة الوفود المشاركة"، وكما كشفت مصادر على صلة باللجنة التنظيمية للقمة، أن مسؤولي الأمن اللبناني في مطار رفيق الحريري الدولي امتنعوا عن السماح لعدد من رجال الأعمال الليبيين بالدخول إلى بيروت للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العربي، الأمر الذي عجل باتخاذ قرار عدم المشاركة الليبية".

ومن جهة أخرى، تخوّفت مصادر من أن يكون التحرك لمنع الوفد الليبي من الاشتراك في القمة الاقتصادية العربية مقدمة لقطع الطريق على تلبية لبنان الدعوة الأمريكية لحضور المؤتمر الدولي - العربي الذي يُعقد في النصف الأول من الشهر المقبل في بولندا، تحت عنوان إقامة أكبر حشد دولي وإقليمي لمواجهة المشروع الإيراني الهادف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يزيد من تداعيات الخطوة الليبية بعدم المشاركة في القمة.

رفض صريح 
وبدورها، كشفت صحيفة الحياة، أن رئيس غرفة التجارة والصناعة في طبرق إبراهيم الجراري بعث برسالة إلى الأمين العام لاتحاد غرف التجارة العربية خالد حنفي رداً على دعوة الأول له، إلى حضور منتدى القطاع الخاص العربي التحضيري لقمة بيروت.

وأشارت إلى فحوى هذه الرسالة حيث قال الجراري إنه "نظراً لما تعرضت له بلادي من إهانة في تمزيق علم الدولة الليبية ذات السيادة، ومنع الوفد الليبي من المشاركة ومنع دخول اتحاد المصنعين ورؤساء الغرف التجارية، ورجال الأعمال من دخول لبنان والتهديد والوعيد للوفد الليبي من قبل أطراف بدولة لبنان، لن نرضى بذلك أبداً ولن نشارك في أي قمة أو منتدى يعقد على أرض لبنان مستقبلاً، ونطالب بنقل مقر اتحاد غرف التجارة للبلاد العربية من بيروت إلى القاهرة في أسرع وقت، رداً على تصرفات الدولة اللبنانية".

لبنان تحت حكم الميليشيات
وأوضح الكاتب أحمد الجار الله في مقال له بصحيفة السياسة الكويتية، أن ما حصل في لبنان يمثل سقوطاً للدولة، وقال "حين تسقط الدولة تحت حكم الميليشيات يكون المشهد مأسوياً كما هي الحال في لبنان الذي تحاسب فيه ميليشيا (أمل) الحكومة والشعب الليبيين على جريمة ارتكبها نظام معمر القذافي في عام 1978، بإخفائه موسى الصدر ورفيقيه، أي محاسبة الضحية بدلاً من المجرم الذي سقط نظامه وانتهى زعيمه قتيلاً على أيدي ثوار بلاده".

وأضاف أن "القمة الاقتصادية التنموية التي ستعقد في بيروت خلال أيام، هي فرصة لهذا البلد المنهك بالديون التي راكمها حكم الميليشيات والمحاصصة السائد منذ انتهاء الحرب الأهلية في عام 1992، لأن تجار الدم نقلوا صراعهم على قوت الناس ودمهم من الشارع إلى المؤسسات، وتقاسموها ممارسين أفعال اللئام على المائدة حين يأكلون مال اليتيم بصفاقة لم يسبق لها مثيل".

وذكر الكاتب أن ما فعله مجلس الدولة الليبي بعد هذا الشغب "حسناً" بإعلانه مقاطعة القمة، لأن الإهانة التي تعرضت لها ليبيا تشير إلى أن ما يسمونهم في لبنان (زعران أمل) لن يسمحوا بأي عمل عربي يفيد بلدهم، طالما أن هناك من يحرك الزعامات الدمى من الخارج بخيوط مربوطة جيداً بالقرار الإرهابي الإيراني عبر ما يسمى ميليشيا "حزب الله"، ويتحكم بسلوك من يفترض أنه الرجل الثاني بالدولة.

اعتذار لبناني 
واهتمت صحيفة الديار اللبنانية بتطورات القضية، وأشارت إلى أن الحكومة والمؤسسات اللبنانية منقسمة إزاء التعاطي والتفاعل مع القرار الليبي، وفي الوقت الذي يتم فيه منع عدد من الليبيين من المشاركة بالقمة ويتم حرق العلم الليبي، فإن بعض من المسؤولين أعربوا عن غضبهم وأسفهم من القرار الليبي بالغياب عن القمة العربية.

وعبر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عن أسفه إلى نظيره الليبي، لعدم مشاركة بلاده في أعمال القمة العربية التنموية، معلناً رفضه المطلق للأمور والأعمال التي طالت دولة ليبيا ومشاركتها والتي لا تعبر عن موقفه وموقف لبنان.

وأوضح باسيل حرصه على العلاقات بين البلدين وضرورة وضعها على السكة الصحيحة من دون أن يتخلى لبنان إطلاقاً عن واجبه الوطني بمعرفة مصير الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه وحل هذه المسألة التي عكرت العلاقات بين البلدين لأكثر من 4 عقود، مجدداً دعوته إلى تقديم كل ما يلزم من مساعدة لمعرفة مصير الإمام ومكرراً أسفه لما حصل ومؤكداً وجوب معالجته.