الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الثلاثاء 15 يناير 2019 / 11:43

تشكيك عسكري أمريكي في قدرة تركيا على دحر فلول داعش

عندما ظهر داعش الإرهابي في الشرق الأوسط، وسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، لم تكن أية دولة بمأمن من طموحه لإنشاء خلافة إسلامية. ولكن تركيا احتضنت التنظيم في بداياته، وحتى أنها استفادت من مبيعاته لنفط مهرب. وفي نهاية المطاف انقلب السحر على الساحر، ونفذ الإرهابيون عمليات داخل تركيا، ما أضطر حكومة أردوغان للرد.

ات داعش ظلاً لما كان عليه، عندما شنت الولايات المتحدة حملتها ضده. ولذا لا ضرورة لأن تتصرف أنقره كقوة عظمى من أجل القضاء على داعش

ورغم ذلك، ما زالت قوات تركية تستهدف ميليشيات كردية باعتبارها بنظرهم تمثل تهديداً حقيقياً لأمن تركيا.

وقال دوغ باندو، زميل بارز لدى معهد كاتو للأبحاث، ومساعد خاص للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، فيما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسحب قواته من سوريا، اقترحت الإدارة تسليم تركيا مهمة القضاء على داعش. ولكن تركيا قد قبل الطلب الأمريكي شرط تنفيذ أمريكا معظم العمليات القتالية.

مطالب واسعة
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال": "تطالب تركيا الولايات المتحدة بتوفير دعم عسكري إضافي، بما فيه غارات جوية والخدمات اللوجيستية والنقل، كي تتحمل القوات التركية معظم مسؤولية محاربة عناصر داعش في سوريا"، مشيرة إلى أن "تلك المطالب واسعة لدرجة أنه، في حال تلبيتها بالكامل، قد يعمق الجيش الأمريكي مشاركته في سوريا".

وتكشف المطالب، برأي كاتب المقال، أن تركيا ليست سوى قزم سياسي، أو لاعب من فئة وزن الريشة طلب منه التغلب على بطل في الوزن الثقيل. لكن حتى وقت قريب، وصف الناتو تركيا كحليف لا غنى عنه، يحمي الجبهة الجنوبية الشرقية للحلف من روسيا (كما كان الحال زمن الاتحاد السوفييتي)، ويحمي الشرق الأوسط من الفوضى وعدم الاستقرار.

إنفاق هائل
ويشير باندو لإنفاق أنقره قرابة 8 مليارات دولار سنوياً على جيشها. ولفت المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى أن "القوات المسلحة التركية قادرة على توفير قوة فائقة الحركة قادرة على محاربة مختلف ألوان الطيف في أي صراع". كما تملك تركيا جيشاً قوامه 335 ألف جندي عامل، فضلاً عن 379 ألفاً من قوات الاحتياط. ولدى الجيش التركي خبرة في مقاتلة متمردين، ونفذ حرباً وحشية طويلة ضد حزب العمال الكردستاني، أو PKK، والتي اندلعت مؤخراً من جديد.

ويلفت كاتب المقال لاستعداد القوات المسلحة التركية لاكتساح قوات كردية سورية، وحدات حماية الشعب، أو YPG. ولكن عندما يتعلق الأمر بمحاربة داعش، تطالب أنقرة واشنطن بدعم جيشها.

لا ضرورة
ونسبت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى ثلاثة مسؤولين عسكريين أمريكيين أن الأتراك عاجزون عن القيام بنفس الدور الذي لعبه الجيش الأمريكي في سوريا ضد داعش.

ويقول باندو "من يفترض قيامهم بنفس الدور؟ فقد بات داعش ظلاً لما كان عليه، عندما شنت الولايات المتحدة حملتها ضده. ولذا لا ضرورة لأن تتصرف أنقره كقوة عظمى من أجل القضاء على داعش".

وحسب كاتب المقال، بدون الدعم الأمريكي، قد لا تفلح أنقرة، بداية، في ملاحقة فلول داعش. ولكن الأتراك سيتعلمون من خلال التجربة. كما يفترض أنهم لن يحاربوا ما كان عليه أحد أشرس المقاتلين في العالم.

ويضاف إليه، استفاد داعش من ضعف خصومه، وخاصة الجيش العراقي. وقد حذر توم روغان، كاتب عمود لدى صحيفة "واشنطن إكزامينر"، واشنطن من مغبة توفير دعم عسكري للأتراك لأنهم "سوف يستغلون تلك المساعدة لاستهداف ميليشيات YPG الكردية الحليفة للولايات المتحدة فضلاً عن داعش". ويختم كاتب المقال رأيه بالإشارة إلى أن أنقره تستهدف الأكراد أولاً وأخيراً.