الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحدثاً إلى الصحافيين (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحدثاً إلى الصحافيين (أرشيف)
الثلاثاء 15 يناير 2019 / 14:41

ترامب المنسحب من سوريا يصرّ على أنه الرابح!

24- زياد الأشقر

أرسل الرئيس دونالد ترامب أرسل مستشار الأمن القومي جون بولتون في مهمة استمرت 3 أيام إلى المنطقة هدفت في إسرائيل، إلى طمأنة حليف موثوق على أن قراره المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من سوريا فوراً، سيُنفذ بشكل أبطأ ومترافقاً مع تحذيرات مهمة. ولوهلة بدا أن مهمة بولتون نجحت، بعد أن شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضيفه على الدعم الأمريكي.

يمكن القول إن قرار ترامب الانسحاب من سوريا سيئ، وإنه لا يساعد على الاستقرار، لكن لا يمكن الادعاء بأنه مفاجئ

لكن بحلول نهاية الأسبوع، تلاشت محاولات ثني ترامب عن قراره أو وضع شروط للانسحاب، إذ أعلن "بدء عملية الانسحاب من سوريا". وأخفقت كل محاولات مسؤولي الأمن القومي والحلفاء الأجانب والصقور الجمهوريين في الكونغرس، لإقناعه بالعدول عن قراره.

بولتون في إسرائيل
وكتب جوش دوسي وجون هودسون وآني غران في تقرير بصحيفة "واشنطن بوست" أنه منذ إعلان ترامب المفاجئ عن الانسحاب من سوريا الشهر الماضي، دار نقاش مع الحلفاء ومع مستشاري الرئيس وجهازه للأمن القومي، حول طريقة تنفيذ الانسحاب. 

وتحدث نتنياهو مع ترامب قبل يومين من الإعلان، وكذلك بعده. وحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إقناع ترامب بتغيير رأيه. وحتى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان قلقاً من ألا يُنفذ قرار الانسحاب بآمان إذا حصل بهذه السرعة.

وأشار الصحافيون إلى أن السلوك الغريب للرئيس في سوريا كلفه فقدان أكثر الأشخاص احتراماً في إدارته، وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، وحلفاء وشركاء باتوا غير واثقين في التزام الولايات المتحدة في المنطقة، كما زادت احتمالات المواجهة العسكرية بين تركيا والقوات الكردية في سوريا.

"سندمر اقتصاد تركيا"
وفي تغريدة مربكة كتب ترامب الأحد "بدأ الانسحاب الذي طال انتظاره من سوريا في الوقت الذي نوجه فيه ضربات قوية لجيوب داعش المتبقية، ومن جهات عدة". وأضاف "سندمر تركيا اقتصادياً إذا حاولت ضرب الأكراد".

 وسعى وزير الخارجية مايك بومبيو إلى طمأنة الحلفاء خلال جولة طويلة هذا الأسبوع، مؤكداً أن الانسحاب الأمريكي لن يغير التزام إدارة ترامب بإلحاق الهزيمة الكاملة بداعش، وإخراج القوات الإيرانية من سوريا.

وقال في الإمارات، إن "هدفنا إخراج كل جندي إيراني من سوريا. وهذه مهمتنا... إن سحب ألفي جندي أمريكي من سوريا هو مجرد تغيير تكتيكي، و لن يؤثر على قدرتنا على شن عمليات عسكرية نحتاج إليها".

ورأى الصحافيون أن هذه الرسالة لم تترك أثراً كبيراً لتهدئة الحلفاء القلقين.

أحد القريبين من الجدل الداخلي حول سوريا قال إن الأشخاص الذين يعملون في الدائرة الضيقة للرئيس هم الذين يجب لومهم. وأفاد أحدهم بأن "قرار مغادرة سوريا لم يأتِ من فراغ. إذ دعا إليه خلال حملته الانتخابية. يمكن القول إنه قرار سيئ، وأنه لا يساعد على الاستقرار، لكن لا يمكن الادعاء بأنه مفاجئ".

"إننا نربح"
و
خلص التقرير إلى أنه من الصعب أن يغير ترامب رأيه من الانسحاب. وعندما زار أعضاء في مجلس الشيوخ بالكابيتول هيل الأربعاء الماضي لمناقشة الإغلاق الحكومي، ندد بـ"الحروب التي لا تنتهي" والمكلفة. وعن سوريا ونزاعات خارجية أخرى، قال ترامب:" إننا نربح".