شعار مونديال قطر 2022 (تعبيرية)
شعار مونديال قطر 2022 (تعبيرية)
الأربعاء 16 يناير 2019 / 14:48

هل يتقلص دور قطر في كأس العالم 2022؟

تعليقاً على إعلان لاعب كرة القدم الفنلندي ريكو ريسكي تخلفه عن المشاركة مع منتخب بلاده في مواجهة السويد بقطر احتجاجاً على انتهاكات الدوحة لحقوق العمال الأجانب، أعلنت الصحافية سعاد سباعي، أن الرياضة باتت تتحدى تعجرف أمراء آل ثاني.

بالنسبة إلى الفيفا، إنّه أمر محرج بشكل متزايد أن يتمّ ربط اسمه بنظام الدوحة، ولا يعود السبب فقط بسبب قضية استعباد العمّال الأجانب. الدوحة هي الداعم الأساسي لشبكة التطرف العابرة للأوطان

وكتبت في صحيفة "لوبينيوني" الإيطالية أنه خلال السنوات الأخيرة، سقط العديد من الضحايا ومئات المصابين بين العمال، خاصةً الآسيويويين، خلال بنائهم الملاعب والبنى التحتية التي ستستضيف بطولة كأس العالم 2022.

وإلى جانب الظروف الأمنية المحفوفة بالمخاطر، تجد سباعي أن من الضروري إضافة القيود الخطيرة على الحرية الشخصية للعمال، ورفض دفع أجورهم، إلى قائمة المآخذ على قطر، استجابة لمطالب منظمة العمل الدولية، الوكالة الأممية المعنية بحماية اليد العاملة.

ورغم إعلان الدوحة اعتماد قانون جديد لإنهاء نظام الكفالة، وهو النظام الذي لا يسمح للعمال الأجانب مغادرة البلاد دون موافقة رب العمل، إلا أنه لم يدخل بعد حيز التنفيذ حسب منظمة العفو الدولية، ولا يُعرف متى سيبدأ تطبيقه. تواصل المنظمة نفسها إدانة سلوك شركات البناء المرتبطة بنظام الدوحة والتي لا تملك النية لدفع الأجور على الرغم من المطالبات والوعود، ما سيخلف تداعيات خطيرة على حياة العمال وعائلاتهم.

مفعول الدومينو؟
تشير سباعي إلى أن الحوادث هي وقائع معروفة جداً لكنها وإلى اليوم لم تؤثر على العلاقات بين الحكومات الغربية وقطر، ولم تؤد إلى سحب استضافة البطولة المقبلة من الدوحة.

وظن أمراء آل ثاني، حسب الكاتبة، أنه يمكنهم الإفلات من الأمر بالاعتماد على صمت الطبقات الحاكمة المهتمة بالجوانب الربحية أكثر من اهتمامها بالجوانب الحقوقية، حتى جاء خبر ريكو ريسكي ليكون مثل الصاعقة وسط سماء زرقاء، لأن رفضه اللعب في قطر، هو لفتة استثنائيّة بما أنه أعاد وضع الأخلاق والقيم في مركز ميدان اللعب، وعنصراً أساسياً في الحدث الرياضي.

علاوة على ذلك، يمكن لقراره أن يضع سابقة قد تنظر إليها الدوحة بقلق بالغ، وربما يكون لها مفعول دومينو حقيقي وعظيم إلى درجة أنه ربما يحدُّد، منذ اليوم وحتى 2022، الفشل التنظيمي لكأس العالم في قطر.

ديبلوماسية إنفانتينو

ليس من قبيل الصدفة، أن يطلق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو الذي شعر باحتمال ازدياد الفضائح، أخيراً عملية ترسيم حدود. فبمناسبة حفل توزيع جوائز غلوب سوكر في دبي، أعلن إنفانتينو احتمال زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48 في البطولة المقبلة، بدلاً من كأس العالم 2026.

وأعلن إنفانتينو أن "الاحتفال بكأس العالم فقط في قطر يبدو صعباً وبالتالي فإن دولاً أخرى سيتحتم عليها تقديم البنى التحتية لاستضافة عدد كبير من الفرق". وهذه طريقة ديبلوماسية ولبقة للبدء في مسار التقليص التدريجي لدور قطر كدولة مضيفة.

حرج الفيفا
بالنسبة إلى الفيفا، من المحرج أن يُربط اسمه بنظام الدوحة، ولا يعود سبب الحرج إلى قضية استعباد العمال الأجانب، فقط. فالدوحة داعم أساسي لشبكة التطرف العابرة للأوطان التي يقودها الإخوان، والتي أنتجت القاعدة وداعش والظاهرة الجهادية العالمية بشكل عام.

وتختم سباعي بالإشارة إلى أنه إذا فشلت السياسات الدولية حتى الآن، في تغيير مواقف الدوحة، يمكن الرياضة أن تنجح في ذلك بامتياز.