موكب لمؤيدين لحزب الله في لبنان (أرشيف)
موكب لمؤيدين لحزب الله في لبنان (أرشيف)
الخميس 17 يناير 2019 / 12:24

مساعدة لبنان تفترض أكثر من احتواء إيران

مع تصاعد التوترات عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية إثر كشف أنفاق حفرها حزب الله، وبموازاة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا، تزداد احتمالات انتقال المواجهة مع إيران من سوريا، إلى لبنان.

يجب توخي الحذر من الرواية القائلة إن" لبنان هو حزب الله"، لافتة إلى قول بعض اللبنانيين أن "حزب الله لا يسيطر على لبنان، بل إن اللبنانيين هم ضحايا لحزب الله"

وأشارت دالية داسا كين، مديرة مركز السياسة العامة للشرق الأوسط، وعالمة سياسية بارزة لدى معهد "راند" للأبحاث، إلى أن التعامل مع لبنان يتزايد من منظور احتواء النفوذ الإيراني، وساحةً لصد حزب الله، حليف إيران الرئيسي في المنطقة.

مثال نادر
ووفق ما كتبت كين، في موقع "ناشونال إنترست"، فإن من المؤكد أن مقاومة إيران وحزب الله موضوع رئيسي في زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للمنطقة. ولكن من الخطأ تحويل لبنان إلى جبهة جديدة ضد إيران.

وعوضاً عن ذلك، ترى كاتبة المقال، أنه من الحكمة أن يُشرك صناع السياسة الأمريكية لبنان وفقاً لظروفه. وذلك يعني أن يكون لبنان شريكاً مهماً لأمريكا، ومثالاً نادراً على التعايش الديني المشترك. كما يسود في لبنان نظام ديموقراطي فاعل، لكن مع عيوب متأصلة في نظام سياسي طائفي.
  
ويحظى حزب الله بنفوذ مزعزع لاستقرار لبنان والمنطقة، ولكن أفضل وسيلة لتهميشه وإضعافه، ربما تكون بمساعدة لبنان على النجاح باعتباره دولةً، لا باختزاله في جبهة بالوكالة في المواجهة مع إيران.

مرونة فائقة
ولكن، في رأي الكاتبة، ورغم تحلي لبنان بمرونة فائقة في احتواء ومنع انتقال حرب مزعزعة لاستقراره من سوريا المجاورة، وفي حسن إدارته لعدد كبير من اللاجئين باتوا يشكلون ما لا يقل عن ربع سكانه، يعاني لبنان من مشاكل عدة.

وأكثر ما يثير القلق احتمال الانهيار الاقتصادي الناتج عن استشراء الفساد، والانقطاع المنتظم للكهرباء، وضعف البنية التحتية، وتراجع السياحة، وارتفاع معدل الدين العام، 155٪ من إجمالي الدخل العام، يُضاف إليه العجز عن تشكيل حكومة بعد إجراء انتخابات مايو( أيار) الماضي.
  
ولكن دولة فاشلة أخرى في المنطقة، ناهيك عن مجاورتها لإسرائيل، قد تُشعل، في رأي الكاتبة، حروباً إقليمية أخرى، وتُولد موجات لاجئين وإرهاب جديدة. ولا يصب هذا في مصلحة أي كان، بما في ذلك الولايات المتحدة.

قوة محترمة
وتقول الكاتبة إن الجيش اللبناني يحظى باحترام واسع النطاق لأنه غير طائفي، وقادر على حفظ الاستقرار داخل البلاد، ومراقبة حدوده وموانئه لمنع التهريب، والتصدي لمتطرفين إسلاميين يتسللون من سوريا.

وهكذا عبر تقدير تلك القوى، والتعامل مع لبنان على أنه لاعب مستقل، يصبح ممكناً إضعاف نفوذ حزب الله وإيران، وتعزيز واحد من بعض مجتمعات حرة وتعددية في المنطقة. وقد تساعد خطوات عدة في تحقيق هذا الهدف.

وبدايةً، تقول كاتبة المقال إن المهم هو استمرار المساعدة الأمريكية للجيش اللبناني، فضلاً عن استمرار دعم قوة اليونيفل الدولية في لبنان، ومهمتها المساعدة على منع نشوب حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله.

وتشير الكاتبة إلى وجوب توخي الحذر من الرواية القائلة إن "لبنان هو حزب الله"، لافتةً إلى قول بعض اللبنانيين إن "حزب الله لا يسيطر على لبنان، بل إن اللبنانيين هم ضحايا لحزب الله".

ولذلك، تدعو الكاتبة صناع القرار في واشنطن، إلى دعم دولة لبنانية ناجحة، وتقديم بديل أفضل للبنانيين، محذرة من أن تخلي أمريكا عن دعم هذا البلد الصغير، ذي الأهمية الاستراتيجية، والخلط بين مصالح أمريكا في لبنان والمواجهة مع إيران، قصر نظر، وإضاعة لفرصة في منطقة لا تتوفر سوى فرصٌ نادرة أساساً.