آثار الهجوم على سوق أعياد الميلاد في برلين عام 2016 (أرشيف)
آثار الهجوم على سوق أعياد الميلاد في برلين عام 2016 (أرشيف)
الجمعة 18 يناير 2019 / 13:42

هل دقت ساعة اليقظة في أوروبا ضد مشروع الإخوان؟

ذكرت الصحافية سعاد سباعي أن فرقة العمليات الخاصة في الدرك الإيطالي "كارابينييري" وضعت حداً لعصابة تهريب مهاجرين بهدف إدخال متطرفين مرتبطين بداعش إلى صقلية. في الوقت نفسه، حذرت الاستخبارات الإيطالية في تقرير إلى البرلمان،من خطر "العائدون" من مقاتلي داعش الأجانب في سوريا والعراق.

كشف تحقيق صحافي حديث أنّ المخابرات الألمانية ترى الإخوان المسلمين تهديداً جدياً للأمن القومي نظراً إلى ازدياد أعداد المساجد والمنظمات المرتبطة بالتنظيم الإرهابي

وتوضح سباعي في صحيفة "المغربية" أن ميادين البحث في "تقرير إلى البرلمان" تتألف من قسمين  محددان بشكل واضح: الترابط بين الإرهاب والهجرة غير الشرعية من جهة، وسلوك وتحركات المقاتلين السابقين في صفوف داعش، الذين عادوا إلى إيطاليا لأنهم يملكون الجنسية أو تصريح الإقامة أو لأنهم يستخدمون إيطاليا دولة عبور، من جهة أخرى.

جيش من الانتحاريين
قال أحد المعتقلين الذين قبضت عليهم الفرقة الخاصة: "هنالك خطر أن يتشكل جيش من الانتحاريين".
 
في الواقع، فإن الأرقام الرسمية التي تشير إلى وجود مئات العائدين، تُظهر أن هذه المشكلة في إيطاليا  بعيدة عن الحجم الذي بلغته هذه الظاهرة في بلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة.

فمن هذه الدول سافر 3 آلاف للقتال مع داعش، كما أنها تشهد هجمات إرهابية شبه اعتيادية. وإذا كانت هذه الهجمات متفاوتة الحدة، إلا أنها تبقى دمويةً. 

وعلى الضفة الأخرى، يمكن لانعدام النزاهة الفكرية والعمى الأيديولوجي فقط، أن يستمرا في تخفيف أو إنكار واقع أن القوارب التي تنتقل من شواطئ شمال أفريقيا إلى إيطاليا، تنقل أيضاً متطرفين لتنفيذ هجمات إرهابية، أو أشخاصاً يميلون إلى التطرف.

1200 مركز
من وجهة النظر هذه، تتمتع قضية أنيس عمري، الإرهابي المسؤول عن الهجوم على أسواق الميلاد في برلين في ديسمبر(كانون الأول) 2016، بدلالة لافتة، وصل إلى لامبيدوزا في 2011 قادماً من تونس وزُرع التطرف فيه داخل السجن.

وحين أطلِق سراحه، استقبلته شبكات الجهاد المنتشرة على الأراضي الإيطالية والمرتبطة بسائر أوروبا، وفي النهاية، وقعت مجزرة برلين.

هنالك كثيرون مثل أنيس عمري، يعملون في الخفاء، وظهر ذلك في العملية الأخيرة للشرطة الإيطالية.

والذين يستطيعون الهرب من القوات الأمنية ينتهون في شبكات التطرف.

هذه الشبكات هي "العالم الوسطي" الذي يتميز بالمساجد ومراكز الصلاة غير المنظمة، وبالجمعيات الثقافية الوهمية، وبأماكن اللقاء الأخرى للمتطرفين الذين يطمحون ليكونوا إرهابيين عبر انتهاز الفرصة التي قدمتها الهجرة غير الشرعية والمقاتلون الأجانب الذين يعودون متمرسين بالخبرة المكتسبة من مسارح القتال، ومؤمنين بالدعم اللوجستي والتغطية والعمليات التشغيلية.

تراقب الخدمات الاستخبارية بعناية فائقة هذه العمليات. وفي "التقرير إلى البرلمان" جاء أن هنالك أكثر من 1200 "موضع اهتمام" تحت المراقبة. 

ويراقب الإخوان بشكل أساسي هذه المواضع،  يشكلون سادة هذا "العالم الوسطي" للتطرف، لا في الشرق الأوسط وحسب، بل في الغرب أيضاً. وترتكز ظاهرة داعش، والقاعدة، وسائر المتطرفين، على المنظمة الإخوانية العابرة للأوطان.

ازدواجية المسار
حسب الكاتبة، تدعم  قطر الأجندة الإسلاموية للإخوان المسلمين، وتقدم لهم بالمناسبة مساراً مزدوجاً، من جهة، وعبر شبكاتها الإقليمية، تقوم بإدارة نشاطات "العالم الوسطي".

ومن جهة ثانية، يُنظر إليها على أنها قوة إسلامية معتدلة مفيدة في مكافحة التطرف الذي تولده هي نفسها. وهذا المخطط شبيه بذاك الذي تبناه الحزب الشيوعي الإيطالي، زمن إرهاب الألوية الحمراء، للظفر بأهمية وسلطة سياسية أكبر.

وفي ألمانيا، كشف تحقيق صحافي حديث، أن المخابرات الألمانية ترى أن الإخوان المسلمين تهديد جدي للأمن القومي، في ظل تنامي أعداد المساجد والمنظمات المرتبطة بالتنظيم الإرهابي.

وتُشير سباعي إلى أن أجهزة الأمن الوقائي تدرك هذا الواقع فيما تزداد اليقظة إزاء الشبكات الإخوانية لمنعها من دعم للعائدين، وتجنيد المزيد من الأعضاء عبر الهجرة الشرعية، والهدف في الحالتين شن هجمات إرهابية.