دروز في هضبة الجولان المحتلة (أرشيف)
دروز في هضبة الجولان المحتلة (أرشيف)
الجمعة 18 يناير 2019 / 13:27

تقرير أمريكي: إسرائيل لن تتخلى عن الجولان

24- زياد الأشقر

تساءل الباحث ستيفن أي. كوك في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، هل على الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية؟

الاهتمام الإسرائيلي بمقايضة الجولان كان منطلقه، أن ابرام معاهدة سلام، ستكسر محور سوريا-إيران-حزب الله. ولكن ذلك صحيح على الورق

وبرز هذا السؤال في الأسابيع الأخيرة، لأن إسرائيل ذاهبة إلى انتخابات عامة في أبريل (نيسان).

ويُقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعترف رسمياً بقرار أصدرته إسرائيل في 1981 بضم هذا الجزء من الأراضي السورية.

الانسحاب من الجولان
وقال إن ثمة الكثير من الأسباب التي تدفع إلى الاعتقاد بأن الدافع الأساسي وراء هذه المقامرة الديبلوماسية، هو ما يأمل نتانياهو أن يكسبه سياسياًِ في وقت يواجه فيه احتمال اتهامه رسمياً في قضايا فساد.

ولكن المفاوضات الأمريكية الإسرائيلية، استعراض جانبي يخفي سبباً استراتيجياً أكثر أهمية.

وسواءً اعترفت أمريكا أم لم تعترف بضم الجولان، فإن الإسرائيليين ليسوا في طريقهم للانسحاب من المرتفعات، ولا يجب أن يفعلوا.

وأضاف أن إسرائيل غزت الجولان في حرب يونيو(حزيران) 1967 وتسيطر عليها منذ ذلك التاريخ. ويقول المنتقدون إن الاعتراف الأمريكي بالضم الإسرائيلي، سيعطي شرعية لحيازة الأراضي بالقوة، ويرسي سابقة في الضفة الغربية وغيرها. إنه انتقاد صحيح ولا جواب جيداً له.

كما أن هناك أسباباً تجعل دمج الجولان أقل أهمية وأقل إثارة للجدل مما سيكون عليه الحال مع الضفة الغربية، ذلك لأن الجولان لا يتطلب السيطرة على سكان معادين، وفق ما هو الوضع في الجولان التي يقطنها نحو 27 ألف من الدروز، الذين كيفوا أنفسهم سلمياً مع الحكم الإسرائيلي، رغم أن عدد السكان الذين يسعون إلى الجنسية الإسرائيلية لا يزال قليلاً، وإن كن في تزايد. 

المفاوضات
وفوق ذلك، لم يسع الإسرائيليون يوماً إلى اعتراف أمريكي بقرارهم اعتبار الجولان جزءاً من إسرائيل. وفي التسعينيات، عملت إسرائيل مع ديبلوماسيين أمريكيين لصياغة اتفاقات لإعادة الجولان إلى سوريا.
 
وبحلول 2010 ، كان الإسرائيليون يتفاوضون بشكل غير مباشر مع السوريين عبر الولايات المتحدة.
 
وحتى قبل ذلك بسنوات، كانت الحكومة التركية تلعب دور المسهل في مفاوضات غير مباشرة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي سابقاً إيهود أولمرت والرئيس السوري بشار الأسد.

ورغم نفي مكتب نتانياهو، فإن اقتراح السلام في 2010 تضمن انسحاباً من الجولان، ربما كان انسحاباً غير كامل.

إيران وسوريا وحزب الله
ولفت إلى أن الاهتمام الإسرائيلي بمقايضة الجولان كان منطلقه، أن إبرام معاهدة سلام، سيكسر محور سوريا، وإيران، وحزب الله. ولكن ذلك صحيح على الورق، لأن تجريد السوريين من إيران، وحزب الله لن ينجح.

وكان الرئيس الراحل حافظ الأسد، مشاركاً متردداً في عملية السلام في التسعينيات. ولم يبذل الديبلوماسيون السوريون الذين كان يذهبون إلى المحادثات، أي جهد في المفاوضات.

وفي كتابه "نهج الاعتدال العربي" يصف وزير الخارجية الأردني السابق مروان المعشر،  كيف أن السوريين سعوا إلى عرقلة السلام الإقليمي عوض المساهمة فيه.

ويخلص الكاتب إلى وجود القليل مما يدعو إلى اعتقاد أن السوريين سيرغبون في إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل.

وفي الحقيقة، ليس ثمة داعٍ لتعترف الولايات المتحدة بضم الجولان. فإسرائيل موجودة هناك لأسبابها الخاصة، وما من شيء تقرره إدارة ترامب، سيغير ذلك.