الداخلية المصرية (أرشيفية)
الداخلية المصرية (أرشيفية)
السبت 19 يناير 2019 / 00:20

باحث لـ24: مصر أجهضت مشروع توطين التنظيمات المتطرفة على أراضيها

24 - القاهرة - عمرو النقيب

كشف الباحث في شؤون تنظيمات الإسلام السياسي، الدكتور عمرو عبد المنعم، أن مواجهة الإرهاب تتطلب السير في ثلاثة اتجاهات متزامنة ومتواكبة، أولها المواجهة الأمنية المسلحة للعناصر التكفيرية، ومحاولة القضاء على القيادات والمراجعات التنظيمة، وتجفيف منابع الاستقطاب والتجنيد، وتحجيم مصادر الدعم اللوجيستي.

وأشار عبد المنعم لـ24، إلى أن هذا الاتجاه نجحت فيه بقوة الأجهزة الأمنية المصرية، وتحديداً خلال عام 2018، من خلال العملية الشاملة سيناء 2018، وما قبلها حيث تمكنت من تفكيك غالبية الخلايا المسلحة التابعة لتنظيم "داعش"، المتمركزة في مدن شمال سيناء، والخلايا المتمركزة في مناطق الدلتا، واستطاعت تحجيم خلايا الوادي وصعيد مصر، التي يقودها التكفيري الهارب عمرو سعد عباس، وأجهضت مخططهم في نقل الصراع من الجانب الشرقي، إلى الحدود الجنوبية وإقامة ولاية داعشية في صعيد مصر.

وأضاف عبد المنعم، أن الأجهزة الأمنية المصرية، قضت أيضاً على بقايا الخلايا الكامنة للجناح المسلح للإخوان المتمثل في حركة "حسم"، وحركة "لواء الثورة"، إضافة للقضاء على الخلايا التابعة لتنظيم "القاعدة" التي كان يقودها هشام عشماوي، وعماد عبد الحميد، وعمر رفاعي سرور في منطقة الصحراء الغربية.

وأوضح عبد المنعم، أن ثاني تلك المحاور للقضاء على الإرهاب ومستقبله، هي المواجهة الفكرية، وتقديم مشروع فكري مستنير، يفند أدبيات وأفكار التنظيمات التكفيرية، والرد عليها، ويطرح الرؤية التنويرية البديلة، لوقاية الأجيال الشبابية من مخاطر الوقوع في شباك ومخططات الجماعات المتسترة والمستخدمة للدين، لتحقيق مآربها التخريبية، وهي الخطوة التي تسعى إليها الدولة المصرية، لاسيما أن الخطوات التي اتخذت في هذا الشأن غالبيتها فردية، واقتصار الأمر على مرصد الفتاوى التكفيرية التابعة لدار الإفتاء المصرية، الذي أخذ على عاتقه منذ اشهاره، رصد ومتابعة وتفنيد أفكار تلك الجماعات والرد عليها، وهو مجهود لا يرقى لمستوى المشروع التنويري، خاصة أننا في حاجة إلى حراك فكري وثقافي لوأد الأفكار الظلامية واقتلاعها من جذورها.

وأكد عبد المنعم، أن ثالث تلك المحاور، هو المواجهة المجتمعية، التي تعمل على زيادة الوعي للدى المواطنين، وعدم تحول التجمعات والمناطق الجغرافية لملاذ آمن، وبيئات حاضنة للأفكار التكفيرية ومؤيديها، وهذا الأمر، فيه صعوبة بشكل عملي، في ظل انتشار التيارات السلفية وتوغلها في المجتمع المصري، رغم التجرية القاسية التي عانتها مصر على مدار سنوات طوال في مواجهة التنظيمات المتطرفة منذ ثمانينات القرن الماضي، وحجم العمليات التي نفذت وتسببت في اراقة دماء الأبرياء دون وجه حق.

وقال عبد المنعم، إن العوامل الثلاثة سالفة الذكر، يتوقف عليها مستقبل الجماعات المتطرفة في مصر، ومدى ايجاد حاضنة لها ولأفكارها على مدار السنوات المقبل، لاسيما أن جماعة الإخوان وهيكلها التنظيمي، يتميز بالقدرة على التمحور، والاختفاء، لحين استقرار الأوضاع في ظل العجز الكلي عن المواجهة الفكرية لمشروع الإسلام السياسي في المنطقة العربية، وليس مصر وحدها، إضافة لانتشار السلفية الجهادية، وتحول قياداتها لمرجعيات فكرية وشرعية، وانتشار مايسمى بـ"السلفية السائلة" في عدد من محافظات مصر، وانخراط قياداتها وعناصرها بين الشباب، وتعد بيئة خصبة لاستقطاب العناصر الجديدة داخل التنظيمات التكفيرية المسلحة من حين لأخر مثل داعش والقاعدة.