الأحد 20 يناير 2019 / 23:25

الفنانة الأمريكية أزيتا لاشاغري لـ 24: أسعى للتعبير عن الروح الخفية في الإمارات ومشروعي المستقبلي حول نسائها

24 - الشيماء خالد

تعمل الفنانة والمصور الأمريكية، أزيتا لاشاغري، على نسق متعدد الوجوه في إبداعاتها الفنية،بين التشكيل والتصوير والنحت، ولا تؤمن بوحدة الموضوع، وتعبر عن ذلك اليوم في الإمارات، حيث أنها فنانة مقيمة في منارة السعديات، وتشارك أخيراً في معرض أفنان الدولي المقام نهاية الأسبوع في نيشن تاورز غاليريا.

ودرست لاشاغري الهندسة المعمارية، وتنحدر هذه الفنانة حدر من سياتل واسنطن، وعاشت في أوروبا لسنوات عديدة وبرزت في المشهد الفني هناك، وخاصة في ألمانيا، وانتقلت بعدها لشنغهاي وموريشيوس وهونغ كونغ ولبنان، وأخيراً أبوظبي.

وتقول: "منذ انتقلت للإمارات قادمة من موريشيوس، مضى نحو عام، وأنا أركز على أعمال اللوحات الزيتية وهو خط جديد نسبياً في عملي، ودتني أكثر ميلاً له هنا في الإمارات، وأعتره وسطاً رائعاً لإظهار مقدرة الفنان وكيفية تعبيره عن الضوء وعلاقة ذلك بما يلحظه حوله، واستعراض فذ للمهارات واستخدام طبقات المرشحات الضوئية خاصة".

اللون لا الثقافة

وللاشاغري رؤية خاصة تحيد تأثر الثقافة بالفهوم العام على عملها، فتقول: "أعتقد أن التعامل مع ثقافات مختلفة يغني خبرة الفنان ويزيدها ويصحح رؤيته للأشياء ويفتح آفاقه، وأشعر أن ذهني كفنانة انفتح أكثر على الأشياء من حولي، فلم يعد الأمر فقد متعلقاً بما أراه بل بما نطوي عليه من معاني، وما يأتي معه من خط ومشاعر بشكل ما تعمقت لدي القدرة على التعامل بشكل إبداعي مع الحياة اليومية، وتمكنت إلى حد كبر من رؤية الأشياء بزوايا متعدد لا من منظور واحد أو شابت، بل شاسع كالحياة نفسها، وهذا يغير فعلاً ما نقدمه في الفن، لا أعتقد أن فني رغم ذلك، يعكس ثقافة معينة أو مكانأً معيناً".

وتضيف: "أن بالفعل أنتجت أعمالاً تعلق بموريشيوس ولكن الدافع لم يكن الثقافة أو المكان، بل اللون، الأزرق والسماء ودرجات اللون فيها، والمحيط والأزهار وعجيب تمازج الألوان في الأسماء، وكذلك هنا أرسم الخيول، وكنت رسمت فيما مضى الألعاب التقليدية للأفغان، مثل "بوسكيشي"، وهو شكل من ألعاب البولو، وأرسم الغابات بينما الأطفال الصغار يجمعون الفطر والبندق وهو مشهد أوروبي وأرسم حصاد التفاح وهو أمر شهير حيث نشأت، ولدي أشاء كثيرة لأعبر منها لكن ليست الثقافات بالمعنى المباشر للكلمة".

حياة النساء المحليات

وتؤكد لاشاغري: "أعتقد أنه من المبكر بالنسبة لي ربط الفن بقاعدة وأسلوب معين، أترك العملية الإبداعية تتطور بشكل حر تنبع من داخلي، أرى غير ذلك أمراً قاصراً ومحجماً بشكل خانق، إذ أؤمن أنك حين تقدم عملاُ فنياً تسمح له بالخروج من ذاتك كما هو، كفورة خواطر، وتتركه ليكون كما يريد أن يكون، فأنت جزء من العملية الخلاقة، وربما بعد عشر سنوات أخرى لن يكون لدي ما أقوله سوى شيء واحد، لكن حتى الآن لدي الكثير من الأفكار والاتجاهات، حيث إن جمعت أعمالي كلها في غرفة واحدة لن يعتقد المشاهد أنها من إنتاج فنان واحد، هي مختلفة كل على حدة".

وتعتبر مشاركة جون في معرض فني في الإمارات، الأولى، وتقول: "هذا واحد من المشاريع التي لم أخطط لها، ولاحقاً أتمنى أن تقديم سلسلة مجموعات من لوحات للنساء في مساحاتهن الخاصة، للنساء العربيات بالذات، بين الألعاب التي يقومون بها، التفاصيل الصغيرة المتعلقة بهن، مساعدة بعضهن للتحضير للزينة، كل الألوان حولهن، وأول مجموعة ستكون حول نساء إماراتيات في أماكن راحة ومنازل وكشف جانب مثير للاهتمام، وهذه بالنسبة لي مغامرة وأنا متحمسة جداً لمعرفة حياة النساء المحليات، كوني لزمن طويل قدمت أعمالاً تعتمد على الأجساد والأشخاص وتحمل قصة خلف كل منها".

الكيان فنياً

وتضيف: "تطور الأدب والشعر في منطقة الخليج بشكل أكبر بكثير من التشكيل والرسم الحر والنحت، ويعود ذلك لاعتبارات اجتماعية صارمة، وكان الأدب والشعر بالتالي أسلوب التعبير المتاح، ومن المحزن ألا يأخذ التشكيل وبقية أنواع الفنون حقها في التطور، لكن برؤية ما يحدث فنياً في الإمارات، خاصة في منارة السعديات، نجد أمراً مثيراً للاهتمام، فالناس أخذت تتواد بأعداد متزايدة على الساحة الفنية وحول الحراك الإبداعي القائم، وآمل أن يتطور التعبير الفني عن الوجود والكيان وتعبير الناس عن ذواتهم فنياً، حيث يحكون ما يحدث في هذه البقعة من العالم، والنمو المدهش فيها، لدينا حروب مخيفة تدور حول الإمارات، لكن هناك ازدهار مذهل هنا، وعلم يأخذ بالتطور، ولعكس ذلك نحتاج للفنانين، خاصة الكثير من الفنانين الإماراتيين، نحتاج لحركة كاملة، ليس فقط في اللوحات، بل في كل أشكال الفنون، والقيادة الإماراتية مهتمة جداً وتقدم مشاريع ضخمة لتعزيزها، وتشجيع الحركة الإبداعية".

ما ينقص.. الزمن

وتضيف لاشاغري: "برأيي ما ينقص الإمارات هو التماثيل في الأماكن العامة، والمنحوتات، وهي أمر ملح في هذه المساحات الواسعة المفتوحة والجميلة في الإمارات، أتمنى أن يشجعوا ذلك، كفن الشارع، والمنحوتات لأشكال ومعاني متنوع، هذا ما يمنح هوة أقوى وأوضح للمكان، سيلتقط ذلك روح المكان، روح أهل هذه اللاد، عبر وجه فني وليد أهلها، لا أن يقتصر الأمر على تعبير فني عبر رسم الخيول والجمال والتراث، بل التعبير عن الشعور وانعكاس حيواتهم هنا في الإمارات، بعمل فني يلمس شعور البشر جميعاً، ويعكس الزمن الذي يعبر ويعكس صورة وجوده في المكان هذا أصل الفن، وهذا كيف عبر الناس، خلال الثورة الصناعية، في أعمال فنية مذهلة لأنهم كانوا جزءً من تلك الحركة وذلك الزمن، وعبروا عما فعله بهم وكيف أثر فيهم، وهذا وقت الفن حقاً في الإمارات، هناك فنانين واعدين هنا وهذا هو الزمن المناسب لهم للبروز".

وتقول: "أنا أعبر عن عينة مختلف كخمس أساليب ومواضيع مختلفة، لوحات ومنحوتات وصور، وأريد رؤية انعكاس ذلك بالنسبة للزوار ، وآمل أن تتاح لي الفرصة هنا في الإمارات، لأن أعبر عن الروح الحقيقية الخفية لهذا المكان، عبر الولوج أكثر فيه فيما يتعلق بكون الناس فخورين بالانتماء للإمارات أو الوجود فيها".