رجل يتلو الفاتحة في جنازة أحد ضحايا هجوم حركة الشباب على نيروبي (أرشيف)
رجل يتلو الفاتحة في جنازة أحد ضحايا هجوم حركة الشباب على نيروبي (أرشيف)
الإثنين 21 يناير 2019 / 13:26

الشباب الصومالية تعرض عضلاتها في نيروبي بحثاً عن تمويل

قبل بضعة أيام، قتلت حركة الشباب، التابعة للقاعدة، ما لا يقل عن 21 شخصاً في نيروبي، عاصمة كينيا، عندما أطلق مسلحوها النار في فندق فخم، ومكاتب ومجمع للتسوق يقع في منطقة راقية قريبة من مركز المدينة.

حولوا هجماتهم نحو كينيا عندما ساء وضعهم في الصومال، وهم يستخدمون تلك الهجمات لتعزيز صورتهم وسط دوائر جهادية عالمية

وكتبت أماندا سبيربر، مراسلة مجلة "فورين بوليسي" في نيروبي ومقديشو، أن الحركة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم عبر إحدى وكالاتها. وفي مساء اليوم التالي للهجوم، أصدرت الشباب بياناً بالعربية والإنجليزية قال إن أكثر من 50 من "كافراً" قتلوا في الهجوم، وأن العملية، التي أطلق عليها اسم "القدس لن تُهود" جاءت رداً على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

دوافع خفية
ورغم إعلان تلك الدوافع، بات يفهم، على نطاق واسع، أن قصد الشباب من الهجوم كان لفت الأنظار  إليها باعتبارها منافسة داعش في الصومال.

وتلفت كاتبة المقال إلى وصول داعش للصومال، في 2015، عبر اليمن من خلال جبال ولاية بانتلاند ذات الحكم شبه الذاتي، ولكن يُتعامل معها كأنه كيان مستقل.

ولم يستطع داعش تحقيق تقدم حقيقي في مقديشو، عاصمة الصومال، موقع أشرس هجمات نفذتها الشباب. ولكن سجل مؤشر حقيقي على تحقيق داعش بعض الاختراق، في الشهر الماضي، عندما أعلنت حركة الشباب الحرب على التنظيم.

واتهم المتحدث باسم الحركة زعيم داعش علي محمد ريج، بإهدار جهود الجهاديين وقتلهم. ويأتي هجوم الأسبوع الماضي ليذكر الصوماليين بأن الشباب لم تنته.

هستيريا
وأشار حسين شيخ علي، مستشار سابق في مكافحة الإرهاب والأمن لدى الرئيسين الصومالين السابق والحالي، ومؤسس مركز هيرال إلى أن "البيان جاء بعدما حصلوا على جميع الحقائق على الأرض، وشن عملية هستيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وفي رأي كاتبة المقال، ورغم أن الهجوم كان في كينيا، إلا أن بيان الشباب لم يذكر الحضور العسكري الكيني في الصومال، كما حصل سابقاً.

وتعتبر نيروبي محور الاقتصاد في المنطقة، ومقراً لعدد لا يحصى من المنظمات الدولية، ورمزاً للنشاط الغربي. ولذلك نفذت الشباب هجومها هناك لتدعي أنها القوة المسيطرة في أفريقيا، وأنها لم تتأثر بدخول أطراف متشددة أخرى، وتحديداً داعش، وزيادة الهجمات الأمريكية ضدها في الصومال.

إلى كينيا
وقال كين مينخاوس، خبير في شؤون الصومال لدى كلية دافيدسون: "حولوا هجماتهم نحو كينيا عندما ساء وضعهم في الصومال، يستخدمون تلك الهجمات لتعزيز صورتهم وسط دوائر جهادية عالمية".

ويعتقد شيخ علي أنه عند الإشارة لتنظيم  داعش أو الغارات الجوية الأمريكية تظهر الشباب انفعاليةً وضعيفةً.

لكن عندما تتصدر وسائل إعلام دولية خبر هجومها ضد الغرب، تستطيع الشباب استعراض عضلاتها دون الاعتراف بتعرض هيمنتها لأي تهديدات.

استجداء
ورغم تشكيك بعض المحللين في فعالية عملياتها، تواصل القيادة الأمريكية في أفريقيا إصدار بياناتها الصحافية التي تقول إن "الولايات المتحدة تواصل تقويض الشباب".

وفي واقع الأمر، أشارت محطة إن بي سي، في يناير(كانون الثاني) الجاري إلى أن البنتاغون يخطط لتقليص عملياته في الصومال بعد نجاح غاراته المتزايدة في تحقيق أهدافها.

وحسب كاثرين بيتريش، باحثة في قسم شؤون الأمن القومي الأمريكي، تُنبئ لغة البيان الصادر عن الشباب حول عملية كينيا، بأنها تسعى للحصول على تمويل.

وقالت بيتريش: "رغم أن الشباب تُمول نفسها عامةً بالابتزاز والنشاط الإجرامي، فقد تلقى أيضاً تمويلاً من القاعدة. ولذا قد يكون الادعاء بأن هجوم نيروبي جاء رداً على قرار أمريكا بنقل سفارتها إلى القدس موجهاً لجهات مانحة إسلامية أصولية في مسعىً لإظهار التزامها بالجهاد العالمي".

 وكان آخر مرة تحصل فيها الشباب على تمويلٍ من القاعدة في 2015، عندما ألمحت إلى إمكانية الاندماج مع.. داعش.