كتاب  نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد.إنترنت)
كتاب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد.إنترنت)
الإثنين 21 يناير 2019 / 19:08

قصة محمد بن راشد

هذا فصل من قصة محمد بن راشد يأمل جميع العرب لو كانوا معه في قصته. ويفتخر الإماراتيون أنهم يعيشون قصته

مراسل إعلامي في لبنان، يتجول بين الحشود الغاضبة من اللبنانيين الذين طحنتهم رحى الحياة، وزاد حياتهم قسوة سوء إدارة للحكم، وفساد في الإدارة. يسألهم المراسل عن شأن لبناني بحت. يجيب بعضهم بغضب، والآخر بيأس. لكن صوتاً ثالثاً كان غاضباً بما فيه الكفاية، يائساً غاية اليأس، أعلنها واضحة للمراسل "هذا البلد لن ينصلح حاله إلا برئيس مثل محمد بن راشد".

تبدو تلك العبارة عاطفية إلى حد كبير، وربما تكون مزعجة لأصحاب السلطة هناك، وفي "ما وراء هناك". لكنها تمثل ردة فعل عفوية لما يشاهده الشارع العربي من إنجازات ونمط حياة مختلف في الإدارة والحكم يظهره واقعاً جلياً واضحاً سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. إنها قصته الخاصة.

تلك القصة التي سطرت فصولها في كتاب أصدره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» في مستهل هذا العام أسماه «قصتي»، وهو سيرة ذاتية تتضمن 50 قصة في 50 عاماً.

في أحد فصول الكتاب، ثمة وصايا عشر تتعلق بالإدارة، والإدارة الحكومية على وجه التحديد، يضعها مؤلف الكتاب خبرة خالصة للجيل القادم وللقيادات الجديدة.

بدأها بوصية غاية في العمق، حين أوضح سموه أن الأنظمة ليست أهم من البشر، ولذا فإن الغاية الكبرى من الوظيفة الحكومية ليست تطبيق الإجراءات والأنظمة والقوانين فحسب، بل تسخيرها لخدمة البشر.

وحذر سموه من عبادة الكرسي، فالوظيفة والمنصب والمسؤولية كلها مؤقتة، والرصيد الحقيقي هو العمل والإنجاز.

كما أكد مؤلف الكتاب على أهمية التخطيط، موضحاً أن دور القائد الأساسي هو معرفة الاتجاه، وإرشاد فريقه نحوه، ومراقبة الأداء في مؤسسته، وفق مؤشرات يضمن من خلالها المضي في الاتجاه الصحيح لتحقيق الخطة مع فريق عمل متعاون.

كما يدعو سموه إلى الابتكار لأن "الحكومات التي لا تبتكر تشيخ وتهرم وتخرج من السباق ومن السياق"، كما يدعو إلى التفاؤل والتواصل، والبحث عن منافس يدفع لإنجاز العمل دون التخوف من الإعلام لأنه شريك لا عدو. ودون احتكار دور القيادة والاستمتاع بوجود الأتباع، فالقائد الحقيقي هو يحيط نفسه بالقادة بل يصنع القادة وينطلق معهم لبناء الحياة.

هذا فصل من قصة محمد بن راشد يأمل جميع العرب لو كانوا معه في قصته. ويفتخر الإماراتيون أنهم يعيشون قصته.