الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الثلاثاء 22 يناير 2019 / 14:28

البحر الأسود والبلقان في مرمى تهديدات روسيا

وجه كاتب الرأي والمساهم في تحرير موقع "ذا هيل" ستيفن بلانك، رسالة إلى حلف الأطلسي "الناتو"، مطالباً قادة الحلف بعدم تجاهل منطقتي البحر الأسود والبلقان.

أرسلت موسكو، في إطار حشدها العسكري المتواصل في منطقة البحر الأسود، أسلحة ذات قدرات نووية إلى دول في المنطقة، في مسعى ملموس لتخويف حكومات غربية

ويستهل بلانك مقاله بالإشارة إلى اجتماع لوزراء دفاع "الناتو" سيعقد، في فبراير( شباط)، وسيتلوه في إبريل (نيسان) مؤتمر آخر لوزراء خارجية دول الحلف، مؤكداً أنه يفترض أن تعيد تلك اللقاءات تقييم أهمية منطقتي البحر الأسود والبلقان الاستراتيجية، وخاصة في ضوء الأحداث الأخيرة.

تعزيز الردع
ويشير كاتب المقال إلى أن موسكو تهدد باستمرار دولاً مطلة على البحر الأسود، وجميعها أعضاء في "الناتو". وتبرز تلك التهديدات ضرورة تعزيز الردع في البلقان والبحر الأسود، ومساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها.

ويلفت الكاتب النظر إلى عدة تقارير حديثة لتهديد روسي لدول البلطيق وبولندا، وأهمية تعزيز القوات الأمريكية و"الناتو" هناك، مؤكداً أنه لا جدوى من إنكار تلك التهديدات، ولكن، من خلال التركيز على تهديدات في البلطيق، دون ذكر البحر الأسود يسود انطباع خاطئ، لأن البلقان ودولاً مطلة على البحر الأسود،  تمثل أهمية أقل بالنسبة للحلف، ولذا فإن الدفاع عنها ضد التهديدات الروسية يصبح أقل إلحاحاً.

وسائل غير عسكرية
ويشير الكاتب إلى أنه، في الوقت نفسه، تستخدم موسكو جميع الوسائل غير العسكرية ضمن ترسانتها، من أجل إثارة توترات بين صرب ومسلمين في كل من صربيا والبوسنة، وتنفذ قواتها طلعات جوية في رومانيا، وتهدد محطات الطاقة الرومانية في البحر الأسود، فيما تحاول إخضاع أحزاب سياسية في بلغاريا، ومنطقة البلقان.

ويضيف الكاتب: أرسلت موسكو، في إطار حشدها العسكري المتواصل في منطقة البحر الأسود، أسلحة ذات قدرات نووية إلى دول في المنطقة، في مسعى ملموس لتخويف حكومات غربية. وفي الوقت ذاته، تعمل المجر، حليفة موسكو، على إثارة عواطف قومية مناهضة لأوكرانيا ورومانيا، لخدمة مصالح بوتين، ولزعزعة استقرار المنطقة.

فرصة
وفيما أعلن "الناتو" التزامه بمنع تحول البحر الأسود إلى بحيرة روسية، كانت مساعيه وانتشاره في تلك المنطقة بطيئة ومتأخرة جداً، برأي الكاتب، الذي لا يشكك في امتلاك "الناتو" و"الاتحاد الأوروبي" قدرات اقتصادية وعسكرية لنشر قوات واستثمار مصادر سياسية، تحتاج إليها دول البحر الأسود لتعزيز استقرارها وأمنها.