عراقيون يحتجون على تردي الأوضاع المعيشية في البصرة خلال الصيف الماضي (أرشيف)
عراقيون يحتجون على تردي الأوضاع المعيشية في البصرة خلال الصيف الماضي (أرشيف)
الثلاثاء 22 يناير 2019 / 17:14

اختبار حاسم للحكومة العراقية خلال أشهر

تسود العصامة العراقية بغداد أجواء إيجابية، خصوصاً بعد تأليف حكومة جديدة، في ظل الارتفاع النسيبي لأسعار النفط، ما يمكن بغداد من معالجة مشاكلها الاقتصادية. ورغم غياب الأمن في مناطق متباينة، ما بين بغداد والموصل ومدن أخرى، تظل مستويات العنف محدودة.

ثمة اقتناع عام بأن أزمة جديدة تلوح في الأفق تتعلق بتردي البنية التحتية والخدمات. فارتفاع درجات الحرارة بشدة في الصيف، يثير أزمة بسبب ارتفاع الطلب على الكهرباء لتكييف الهواء، بشكل أساسي

وفيما يختار معظم الغربيين التنقل عبر سيارات دفع رباعي، مقيدين بمتطلبات الحفاظ على أمنهم، أو بسياسات حكوماتهم، يتنقل آخرون بحرية بصحبة أصدقائهم العراقيين. وتعيش بغداد في الليل أجواء احتفالية، نتيجة تفاؤل جيل الشباب العراقي، وسعيهه للعيش بأمان في بلده.

لكن مناطق أخرى من العراق لا تنعم بأمان بغداد النسبي، حسب ما يؤكده، مدير سابق لـ"مجلس الأمن القومي للعراق فالإدارة الأمريكية" دوغلاس أوليفانت، الذي يرى أن النموذج الذي تقدمه العاصمة العراقية هام وذي جدوى.

احتجاجات البصرة
ويؤكد أوليفانت، وهو محرر بارز في مجلة "وور أون ذا روكس" أن ظلال احتجاجات البصرة في السنة الماضية لا تزال تلوح أمام الطبقة السياسية هناك، حيث هزت تلك الاحتجاجات الدولة في عقر دارها، لعدة أسباب، بينها أنها جرت في قلب قاعدة عدد من أكبر الأحزاب، وهاجم محتجون مكاتب أحزاب شيعية كبرى، معبرين عن استيائهم من سياساتها.

وبحسب كاتب المقال، تبقى البصرة بمثابة قلب الاقتصاد العراقي، فبدون عائدات نفط البصرة، يتوقف النشاط الاقتصادي في بغداد وفي محافظات أخرى.


تحالفات جديدة
ويلفت الكاتب لانقسام البرلمان العراقي إلى كتلتين متعارضتين، أولهما كتلة الإصلاح، وتتكون من "الصدريين" وحزبي "الحكمة" والنصر"، بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي. أما الكتلة الثانية، فتتكون من أحزاب سنية تقليدية، وتحالف "البناء" المكون من حزب "الفتح" و"دولة" القانون، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، في حين بقي معظم الأكراد بمنأى عن الاصطفاف مع أية كتلة سياسية.

خطوة للأمام
وبرأي الكاتب أنه لا بد من الإشارة إلى أهمية تكوين تحالفات عراقية جديدة عابرة للطائفية، مشيراً إلى وجود اقتناع عام بأن أزمة جديدة تلوح في الأفق، وهي بالتأكيد مرتبطة بتردي البنية التحتية والخدمات.

وفيما تعاملت الحكومة السابقة مع تنظيم "داعش" وأزمة الميزانية، سيحكم على الحكومة الجديدة من خلال مستوى خدماتها وحالة الاقتصاد.

ويختم الكاتب قائلاً: الصيف آتٍ، وصبر العراقيين، بدأ بالنفاد. ويفترض ببغداد إحراز تقدم جاد في مجال توفيرها للخدمات الرئيسية، وإلا فإن سيقلب الموازين بطريقة عجز تنظيم داعش عن تحقيقها.