الثلاثاء 22 يناير 2019 / 17:02

سلطان القاسمي يفتتح مجلس الحيرة الأدبي

أكد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أهمية الشعر النبطي ودوره في توثيق الحوادث والانتصارات ونقل العلوم المختلفة للأجيال اللاحقة.

وجاء ذلك في الكلمة التي ألقاها مساء أمس، في افتتاح مجلس الحيرة الأدبي، الواقع على كورنيش بحر الشارقة، ويعد رمزاً لاستعادة الحركة الثقافية والأدبية والفنية في بلدة الحيرة.

وأشار القاسمي إلى الأهمية التاريخية لبلدة الحيرة التي يعود تاريخها إلى آخر العهد الجاهلي، وأن الحيرة كانت لها مجالس عامرة بالأدب والشعر على أيام المناذرة، والمناذرة والغساسنة قوم جاؤوا من اليمن، وانزاحوا إلى الشمال، فكان المناذرة في الحيرة، والغساسنة في الشام، لافتا سموه إلى حدوث نوع من التنافس بينهم.

ولفت إلى حدوث المساجلات الشعرية بين الشعراء قديما، ومنها قصة الشاعر العربي النابغة الذبياني الذي عاتبه قومه على تركه لهم وتوجه إلى سوق عكاظ في مكة، حيث قال قصيدته التي علقت على أستار الكعبة، فكان من النابغة أن كتب قصيدة أجمل مما قيل في المعلقة.

وبين أن أهل الحيرة قديماً من السناطير، وهم قوم مسيحيون أتوا من الشمال، ولم يكن لديهم لغة ولا أدب، ولكن كان هناك أمراء، وفي كل بيت أمير مجلس، وكان الأمراء أغنياء كون أهل الجزيرة يمرون من هناك فيأخذون منهم المكوس والمال، فكان أول شيء عملوه طوروا الأدب والشعر، وبذلك كانت الحيرة هي آخر حاضرة من حواضر الأنباط، الذين أخذوا الثقافة من الشمال من الآراميين.
وسرد القاسمي عدداً من النتائج التي توصل إليها خلال بحثه في جذور الثقافة العربية حيث وجد أن بحور الشعر المعروفة لدى العرب هي نفسها التي كانت لدى الآراميين، والظاهر أنهم أخذوها عنهم.

وتابع "الآراميين كانوا أصحاب ثقافة وتجارة، وأخذت الدولة الفارسية من ثقافتهم، وتواجد مع هؤلاء الآراميين الأنباط، الذين أخذوا الثقافة منهم ونقلوها إلى داخل الجزيرة، وكانوا ملوكا، حكموا منطقة البتراء، فأرادوا إيصال أخبار انتصاراتهم في الحروب إلى وسط الجزيرة، فقاموا بكتابة الشعر النبطي، وهو عبارة عن رسائل بالانتصارات، حيث لم يكن هناك إعلام كما هو اليوم، فبدأ هذا الشعر ناقل، ينقل الحوادث والانتصارات، ولذلك نجد الشعر النبطي عذبا وسلساً".

وتناول أهمية العناية بإخراج وتحقيق القصائد القديمة والتراثية بصورة جيدة، مشيدا بجهود المغفور له حمد بو شهاب في هذا المجال، وقال إن شاء الله في الفترة المقبلة نعد بإخراج الشعر القديم بتفاسيره، حيث نستفيد منه في التفسير والمناسبات. ونحن لدينا مخطوطات كثيرة، ونتمنى أن يعتني المجلس بالأشياء السابقة واللاحقة، وسنضع موازنة خاصة لطباعة الشعر الجيد ".

ويحوي مبنى مجلس الحيرة الأدبي عدداً من القاعات ومكتبة تضم 6 آلاف عنوان في مختلف الموضوعات في التاريخ والأدب والفنون والتراث وغيرها، إضافة إلى مسرح لإقامة الفعاليات المختلفة، وغرفة اجتماعات، ومجموعة من المجالس المغلقة والمفتوحة.