طفلات إيزيديات ينتظرن نضوج طعامهن بفارغ الصبر (نيويورك تايمز)
طفلات إيزيديات ينتظرن نضوج طعامهن بفارغ الصبر (نيويورك تايمز)
الثلاثاء 22 يناير 2019 / 20:28

صور تعكس توقف الزمن في سنجار

24 - بلال أبو كباش

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الثلاثاء، مجموعة من الصور لمجريات الحياة في إقليم سنجار ذو الأغلبية الأيزيدية في العراق.

تقول الصحافية الإيطالية إميليان مالفاتو التي التقطت مجموعة الصور خلال زيارتها لسنجار، بدت لي الحياة في سنجار باهتة تخلو من أي مقومات أساسية، وشعرت أن كل شي تغير هناك، حتى الوقت نفسه ظننته توقف عند زمن ما.

واحتل تنظيم داعش الإرهابي إقليم سنجار في 2014، وارتكب جرائم فضيعة بحق مئات الإيزيديين، وقتل آلاف الرجال هناك، واختطف آلاف النساء وأجبرهن على العبودية الجنسية.

وبدأت الصحافية مالفاتو بتوثيق عودة الأيزيديين إلى مناطقهم في سنجار في 2015، حين بدأوا بإعادة بناء حياتهم من جديد في المنطقة المدمرة جراء الحرب مع داعش.

أكثر من 4 سنوات مرت على تدمير سنجار، حاول خلالها آلاف الإيزيديين المهجرين العودة إلى مناطقهم التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة، ويقول "مجلس اللجوء النرويجي"، "على الرغم من بطء عمليات إعادة الأعمار التي تجري في مدن عراقية مختلفة، فإن العملية لم تبدأ بعد في سنجار"، ويؤكد التقرير، أن "المدينة تعاني من نقص في الخدمات الأساسية، كالمياه، والكهرباء، والمرافق الصحية". 

ويؤكد التقرير أيضاً، أن معظم بيوت الإيزيديين في المدينة مدمرة، وما زال تحتها عشرات القنابل والمتفجرات التي خلفها داعش الإرهابي.

وتقول الصحافية الإيطالية، إن الطريق المؤدي إلى سنجار مليء بنقاط التفتيش التي تسيطر عليها ميليشيات مسلحة مختلفة، والتي تعيق بدورها عودة الإيزيديين إلى ديارهم، متسائلة عن سبب إصرار الإيزيديين على العودة إلى مناطقهم رغم كل تلك المعيقات.

وتشير الصحافية إلى صعوبة حياة الإيزيديين، قائلة إنهم ما زالوا خائفين من عودة داعش، والآلاف منهم يعيشون في أماكن مؤقتة ويحملون دوماً حقائبهم معهم تحسباً لهجوم جديد.

وعاشت الصحافية الإيطالية خلال وجودها في سنجار مع عائلة "خلف" التي تنحدر من منطقة "تل قصاب" الواقعة جنوب سنجار، وقالت مالفاتو، إن أفراد "العائلة يصفون منطقتهم المهجرة بالجنة المفقودة". وأن حياتهم كانت بسيطة سعيدة رغم فقرهم قبل اقتحام داعش.

واليوم أصبحت "تل قصاب" مدمرة بالكامل، ومهجورة تماماً، وأجبرت العائلات التي سكنتها على الرحيل إلى منطقة بوريك، الواقعة إلى الشمال من سنجار.

ويؤكد أفراد عائلة "خلف"، إنهم كانوا محظوظين أكثر من غيرهم، حيث فروا من منطقتهم فور رؤيتهم لقوافل داعش قادمة إليهم، في حين أن العائلات الأخرى قتل عدد كبير من أفرادها كونهم لم يستطيعوا الفرار مبكراً.

وتشير الصحافية، إلى أن الحياة تعود إلى طبيعتها في سنجار لكن ببطء، إذا بدأ الإيزيديون بإعادة بناء بيوتهم ومدارسهم بأيديهم، آملين باستقرار الأوضاع الأمنية هناك.

ورغم انتهاء الحرب في سنجار، إلا أن النسيج الاجتماعي هناك أصبح مدمراً، حيث يشك الناس ببعضهم البعض، وما زال الإيزيديون متخوفون من جيرانهم المسلمين، الذين يظنون أن بعضاً منهم ما زال متعاوناً مع التنظيم الإرهابي في ظل وجود خلايا نائمة لداعش هناك.