بيني غانتس رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق (أرشيف)
بيني غانتس رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق (أرشيف)
الجمعة 1 فبراير 2019 / 12:14

هذا هو الرجل الذي قد يطيح بنتانياهو

رغم انطلاق المهرجانات الانتخابية استعداداً لانتخابات الكنيست الإسرائيلي منذ شهر، إلا أنها بدأت الحملة جدياً ليلة الثلاثاء، 29 يناير( كانون الثاني) عندما القى بيني غانتس، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، أول خطاب في حملته.

لا يزال الليكود مرشحاً للحصول على أكبر عدد من أصوات الناخبين. ولكن أحزاب الوسط قد تتوحد، وهو شيء قد يجري قبل موعد نهائي في 19 فبراير

ويرى مارك شولمان، كاتب رأي لدى مجلة "نيوزويك"، ومحرر موقع هستري سنترال، أن ما قاله غانتس في خطابه، يتطابق مع آراء غالبية الإسرائيليين، إذ تحدث عن السلام وذكر مستمعيه بأن مناحيم بيغن وإسحق رابين تفاوضا على اتفاقات سلام، وحتى نتانياهو نفسه ألقى خطبته الشهيرة في بار إيلان، وأعاد معظم أراضي مدينة الخليل إلى الفلسطينيين.

الجولان
لكن غانتس قال إن مرتفعات الجولان ستبقى جزءاً من إسرائيل، وأن نهر الأردن سيؤمن الحدود الشرقية لإسرائيل.

وأشار إلى صعوبة التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، وربما لن يتحقق السلام أبداً. وفي تلك الحالة، قال غانتس إنه لن يسمح لملايين الفلسطينيين المقيمين عل الجانب الآخر من الجدار بتهديد أمن غالبية اليهود الديمقراطيين في دولة إسرائيل.

آراء الغالبية
من هذا المنطلق، يعكس غانتز معتقدات غالبية الإسرائيليين، الراغبين في اتفاق سلام، لكنهم لا يعتقدون في إمكانية تحقيقه حالياً.

وفي مؤتمر السنوي في بداية الأسبوع الماضي، نشر معهد الدراسات الأمنية القومية INSS، دراسة شاملة لآراء اليهود الإسرائيليين.

وأظهرت الدراسة أن 58٪ يدعمون حل الدولتين، بتراجع عن 71٪  في 2006. ولكن 37٪ من الذين شملهم الاستطلاع يرون أنه يمكن التوصل لاتفاق في المستقبل القريب.

وعندما سئلوا عن حل يفضلونه، عبر 40٪ عن رغبتهم في سلام شامل، فيما يأمل 22٪ في الانفصال عن الفلسطينيين، وفضل 13٪ الإبقاء على الوضع الراهن، ويرغب 16٪ في ضم الكتل الاستيطانية، ويدعم 9٪ فقط منهم ضم كامل الضفة الغربية.

تدابير استباقية
وأظهرت الدراسة أن 73٪ ممن استطلعت آراؤهم يؤيدون إجراءات استباقية ضد إيران في سوريا، حتى لو أدت لنشوب حرب.

وفي ظل تلك الظروف، وكما ثبت مراراً طوال تاريخ إسرائيل، يؤكد الإسرائيليون رغبتهم في أن يكون لهم قائد قوي وبخبرة عسكرية لقيادة البلد. وفي خطابه الأولي، حذر غانتس الإيرانيين وحزب الله وحماس من مهاجمة إسرائيل عند تسلمه السلطة، ومضى لأبعد من ذلك فذكر حماس بأن إسرائيل نفذت يوماً اغتيالات، وأنها قد تعود إلى تلك السياسة.

حملة ضد الفساد
ويشير كاتب المقال إلى أن الانتخابات المقبلة، لن تدور هذه الانتخابات حول الحرب والسلام، بل حول الفساد واحتمال إدانة رئيس الوزراء أو انتخابه من جديد ليحاكم وهو في السلطة.

ودعا نتانياهو إلى الانتخابات المبكرة بعد أن تأكد له أن الشرطة والمحققين يتحركون بسرعة أكبر مما كان متوقعاً، مستقباً إعلان المدعي العام بشأن إدانته.

ومن جانبه، هاجم تكتل الليكود غانتز، وكرر اتهامه له بأنه "يساري". ولكنه حصن نفسه جزئياً ضد تلك الهجمات، عندما اتفق مع وزير الدفاع المتشدد الأسبق موشيه يعالون، زميل رئيس الأركان السابق، من الانضمام إلى حزبه الوليد "المناعة لإسرائيل".

قوائم انتخابية
ويشير الكاتب إلى أهمية الزعامة والقيادات السياسية في إسرائيل، ولكن الناخبين لا يختارون مرشحيهم بل قوائم انتخابية. ويتأهل الحزب الذي يحصل على معظم الأصوات لتشكيل تحالف توكل له مهمة تأليف حكومة.

وحتى هذا الوقت، لا يزال الليكود مرشحاً للحصول على أكبر عدد من أصوات الناخبين. ولكن أحزاب الوسط قد تتوحد، قبل موعد نهائي في 19 فبراير( شباط).

ويختم الكاتب رأيه بالإشارة إلى أنه لايزال من المبكر معرفة الذي سيُنتخب لرئاسة الحكومة الإسرائيلية في أبريل( نيسان) المقبل، ولكن هناك فرصة لأن تشهد تل أبيب رئيس وزراء جديد.