إيرانيات يستمعن الى خطاب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
إيرانيات يستمعن الى خطاب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
الجمعة 8 فبراير 2019 / 21:24

نحن وإيران

القوانين لا تحظر التعنيف بشكل واضح، حتى حينما ترجّح الاحصائيات تعرّض امرأة له كل 9 ثوان. كذلك، لا يتم الاعتراف بالاغتصاب الزوجي، وهي التسمية التي وجدت بأنها تُدخل العُربان في حالة من الضحك الهستيري، وربما الإيرانيين أيضاً

إيران. اسم تتضارب حوله مشاعري الشخصية، والصور المخزّنة في ذهني. فحيناً تكون مشهد جلوس الخميني أرضاً بين كتبه، وأحياناً تكون مشهد سيارات بي أم دبليو التي يقودها فاحشو الثراء في كاليفورنيا، وحيناً تكون الابتسامة الدمثة لخبّاز حارتنا، وأحياناً أخرى تكون الاستقبال العنصري الذي تحظى به وفودنا الرياضية هناك.

إيران. أعتقد أنه ذلك البلد الذي تعقّدت علاقاتنا به حينما نجحت ثورته ضد محمد رضا بهلوي. ثم أنتبه بأنّ في الواقع، احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، والأحواز العراقية، تم قبل عقود من إصابته بهوس تصدير الثورة الإسلامية.

إيران. أذكّر نفسي بمحنة ذلك البلد المظلوم، الذي يرزح قرابة 55% من سكان مدنه تحت خط الفقر، وتصل نسبة عاطليه إلى 12%. ثم تداهمني الأخبار بصور القتلى الإيرانيين الذين تطوّعوا لتلبية نداء الظلم في سوريا واليمن.

إيران، ذلك البلد الذي أحدق فيه مع الذكرى الـ40 لوقوعه في براثن أكذوبة الثورة الإسلامية، فلا ترى بصيرتي بوضوح سوى مأساة نسائه.

لنبدأ من الولاية، التي يتصوّر البعض بأنها منتج "أعرابي"، إذ تتباين أشكال تطبيقها على امتداد شبه الجزيرة العربية. ولكن المرأة الإيرانية ليست في مأمنِ منها، وهي التي تحتاج إلى موافقة وليها للحصول على جواز سفر، كما بإمكان زوجها أن يمنعها من السفر إذا شاء. أما الحصول على وظيفة خارج المنزل، فهو يتطلب موافقة أخرى من الولي، حيث ستُصدم لاحقاً بالفارق في الرواتب بينها وبين زملائها الذكور.

والبيت الإيراني مألوف المعالم بالنسبة لنا. فالقوانين لا تحظر التعنيف بشكل واضح، حتى حينما ترجّح الاحصائيات تعرّض امرأة له كل 9 ثوان. كذلك، لا يتم الاعتراف بالاغتصاب الزوجي، وهي التسمية التي وجدت بأنها تُدخل العُربان في حالة من الضحك الهستيري، وربما الإيرانيين أيضاً. أما زواج القاصرات، فمسموح على الرغم من ندرته هناك.

وحينما نأتي لمظهر المرأة الإيرانية، فيا لها من ملحمة جمعتها بالحجاب! منعه الشاه، فدفعت الكثير من الإيرانيات الثمن من حريتهن، إذ أرغمتهن الأعراف على ملازمة البيوت عوضاً عن الخروج بدون "الشادور". ثم فرضه المعممون، فجُردت بقية النساء من حريتهن في خلعه.

كيف ننسى مقالة رويا حكاكيان في "نيويورك تايمز" في أواخر 2017، إذ تحدثت عن تزايد مطامع الإيرانيات بسبب حصول جاراتهن الخليجيات على المزيد من حقوقهن؟ أو تصريحات الناشطة مريم معمار صادقي، إذ عبّرت عن سعادتها بحصول نظيرتها السعودية على حقها في دخول الملاعب؟

إن الأمر الوحيد الذي لا تتضارب مشاعري تجاهه هو كراهيتي للتشابه العجيب بين بعض مشاكل النساء على ضفتي هذا الخليج، فهل سنرمي لبعضنا بعضاً أطواق النجاة؟