عمال وافدون في قطر.(رشيف)
عمال وافدون في قطر.(رشيف)
الأحد 10 فبراير 2019 / 14:14

في استراتيجية قطر الكبرى..هذا هو هدف دعم الثورات

24- زياد الأشقر

رأى مدير قناة "الحرة" الأمريكية الناطقة بالعربية ألبرتو فرنانديز الذي عمل لفترة طويلة في وزارة الخارجية الأمريكية، أن الطريقة التي تروّج بها القناة القطرية مظالم الإسلاميين في أنحاء المنطقة، هي وسيلة لتشجيع ما تصفه القناة بـ"القادة العظماء ...للجماهير العربية... سواء الأخوان أو حماس أو حزب الله أو القاعدة"، معتبراً أنها تغذي عمداً وجهة النظر العالمية التي تنتج حركات إسلامية ثورية تهدف إلى إسقاط الممالك العربية التقليدية.

أفعال قطر العدائية، محلياً وعالمياً، تعبير عن مخاوف حصول تمرد نتيجة العبودية

عندها تساءل رئيس منتدى الشرق الأوسط دانيال بايبس عن السبب الذي يدفع قطر إلى مثل هذا النهج وهي بحد ذاتها ملكية. وقال إنه كان يعتقد أن قناة الجزيرة تستخدم "قوتها الناعمة، لأنها لا تملك قوة قاسية"، إلا أن رواية فرنانديز كشفت أنها تسعى وراء أجندة ثورية صريحة. وأضاف "ما يقوله فرنانديز هو أن قطر مثل رجل يرمي الآخرين إلى نمور، على أمل أن يكون الأخير". ومن وجهة النظر هذه، فإن هذه الحركات الإسلامية الثورية مثل القاعدة قد لا تستهدف قطر لفترة طويلة، بسبب التركيز على السعودية أو دولة الإمارات العربية المتحدة. وتأمل قطر في أن تكون الأخيرة. لكن بايبس يحذر من أن ذلك سيكون بمثابة لعبة خطيرة.

"عبودية حديثة"
وقال براد باتي الذي عمل مستشاراً للعمليات الاستخباراتية لوحدات الجيش الأمريكي في العراق في مقال نشره في موقع "سيكيوريتي ستاديز" إن قطر تلعب لعبة خطيرة، إذ إنها تتبع استراتيجية كبرى تقوم على زعزعة أعدائها كطريقة لزيادة قوتها النسبية. والسبب وراء هذه الاستراتيجية هو أن قطر تواجه تهديداً قوياً لبقائها. وهذا التهديد ليس بسبب أعدائها الخارجيين، على رغم المقاطعة التي يفرضونها عليها. وبدلاً من ذلك، تواجه قطر تهديداً مستمراً وفورياً بالتدمير نتيجة الثورة. والثوار ليسوا من الجماعات الإسلامية التي تدعمها الدوحة، وإنما مصدر التهديد نابع من العمال الأجانب لديها. ويشكل المواطنون القطريون 12% فقط من سكان قطر الفعليين. وهناك 88% من السكان عمال وافدون. ويتعرض هؤلاء لمعاملة فظيعة، وصفتها صحيفة إندبندنت البريطانية بأنها "عبودية حديثة".

الثورة الهايتية
وفي مقابل كل مواطن قطري-ذكر، أنثى، راشد، طفل، مسن-هناك سبعة عمال أجانب لديهم أسباب مشروعة ليضمروا الكراهية لهم. والوضع هنا مشابه لحالة الثورة الهايتية، التي انتفض فيها السكان العبيد وقتلوا جميع السكان الفرنسيين الذين كان يتحكمون برقابهم. ويقول الكاتب إن القطريين لا يخشون القاعدة، لأن هذا التنظيم لا شأن له بالتهديد الأكثر إلحاحاً الذي يواجهونه، وإنما يخافون من عبيدهم. وهذا ما يفسر محاولة إثارة الثورات في الدول المجاورة. وتريد قطر أن تكون هذه الدول مضطربة داخلياً كي تتمكن هي من تركيز قوتها العسكرية المحدودة على خطر قيام تمرد. ويتعين على القطريين أن يخشوا تعرضهم للقتل من أناس يضطهدونهم بشكل مريع. ويشبه وضع قطر ما قاله توماس جيفرسون عن بلاده في عصره، وهو إنها تمسك بأذني نمر، لكنها لا يمكنها أن تظل متمسكة بهما إلى الأبد، ولا يمكنها أيضاً تركها بأمان.

دبابات ومدفعية
وإنطلاقاً من هذه الاعتبارات، قررت قطر شراء العديد من الدبابات والمدفعية المتحركة، زاعمة الاستعداد لنهائيات كأس العالم بكرة القدم عام 2022، علماً أنها لا تحتاج إلى دبابات كي توقف مشاغباً في ملعب لكرة القدم. إن أفعال قطر العدائية، محلياً وعالمياً، تعبير عن مخاوف حصول تمرد نتيجة العبودية.