لا تترك ابنك خارج بيتك

البيت حضن آمن، وملاذ دافئ. وتحصين البيت تحصين للفرد، وهو في محصلته النهائية تحصين للمجتمع. فمن المعلوم أن المجتمعات العربية مجتمعات اجتماعية، وربما يكون للمجالس وجماعات الأقران، ولجلسات السمر تأثير يفوق تأثير الأسرة. فالمجالس عند العرب مدارس، والصاحب من الرفاق ساحب. ولذا وجب التحذير ولزم الحذر.

ما مر به بعض أفراد المجتمع من الوقوع في براثن الجماعات الإسلامية كان بسبب إهمال هذه النصيحة أو التعاطي بطيبة معها. فتلك الجماعات جعلت من المخيمات، والرحلات وسيلة لاستقطاب الشباب الباحثين عن محضن اجتماعي يتسم بالترفيه، ووجدوا في ظاهره الترفيه، وفي باطنه الضلال.

ما مرت به بعض الأسر من اتصال صباحي مفاجئ من المستشفى ينبؤهم بأن ابنهم وقع ضحية حادث مروري كان بسبب التسامح الزائد مع هذا المبدأ. فهذه المغامرات تحلو مع الأقران بعيداً عن السلطة الأبوية والمراقبة الوالدية.

ما عاناه أب وأم من فقد ابن في جلسة تعاطٍ في بيت صديقه أو ابن عمه أو قريبه، كان بسبب الثقة المفرطة، وترك مفتاح البيت بيد الطفل ليحدد وقت عودته للبيت أو عدم عودته. فليس مكان آمن للطفل من بيت أمه وأبيه.

حملة "أمن وسعادة" هي حملة إعلامية تهدف إلى تقديم رسائل توعوية ومجتمعية، للتصدي لآفة المخدرات، بالتعاون مع مجلس مكافحة المخدرات، والبرنامج الوطني للوقاية من المخدرات.

ويأتي إطلاق الحملة الوطنية من مجلس الفريق ضاحي خلفان تميم، وهو الرجل الذي خبر القضايا الأمنية وعرف كيف يحاصرها، ليؤكد أن المجتمع كله يسعى لحماية الشباب من عفونة الأفكار وعفونة الممارسات.

إنها إجراء وقائي حتى لا نبقى واجمين منتظرين متأملين عودة الابن الضال. إنه منع للأبناء من الغواية والضلال، إنها تجمع تحت ظل الأسرة التي تحب الوطن وقيادته، وتغرس في نفوس أبنائها هذا الحب، تورثه جيلاً بعد جيل.

أمن وسعادة، مبادرة تتسم بالريادة، وتستحق أن تُشجع.