من أعمال الفنان العالمي مهند قادر (أرشيف).
من أعمال الفنان العالمي مهند قادر (أرشيف).
الإثنين 11 فبراير 2019 / 00:24

أعمال الفنان العالمي مهند قادر.. استحالة الإدراك المعنى

24 - الشيماء خالد

تعد رسومات الفنان البريطاني من أصل سيرلانكي، مهند قادر، من أبرز معروضات منارة السعديات في أبوظبي أخيراً، خلال برنامج فني ضم مجموعة بين أعمال معاصرة، سعياً لتحليل الأساليب الفنية في تكوين الأعمال الإبداعية، وتميزت أعمال قادر ولوحات الكولاج التي قدمها بترسيخ رؤى فناني المدرسة الدادية في مزج العلامات والأشكال مع "العناصر الجاهزة" المأخوذة من الطبيعة والمقتبسة من مجلات ومصادر تاريخية للفن.

ويقوم قادر بتعديل هذه المكونات ودمجها ومداخلاتها لتكوين صور متقاربة بشكل متجانس يذكر المشاهد أنه لا يمكن للمرء إدراك أي معنى بشكل كامل، وهذا يعد أمراً مستحيلاً في حال التدقيق فيه.

"لا شيء كما يبدو عليه"
وتمثل "الصفحتان/100 لوحة"، عملاً فنياً مزدوجاً إذ تضم كل "صفحة" 50 رسماً، و"النص" مصور من إبداع هذا الفنان، مقتبساً من مجموعة كبيرة من المراجع مثل شارلوت أ.روبرتس (تاريخ الأمراض)، و هيروشي سوجيموتو (بورتريه)، و كولينز (ورلد كوميكس)، وبفضل وجود هذه العناصر في لوحة واحدة يشير التأثير المشابه للخط إلى الوضوح، إلا أنه يحجب المعنى، بغرض حث المشاهد على تفسيره على صعيد شخصي وبأداء خاص.

ويقول الفنان التشكيلي، مياشين لونس: "إن الرؤية القائلة بأن لا شيء كما يبدو عليه هي ما يطبع أعمال قادر المعروضة أخيراً في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وربما وقع الاختيار على هذه الأعمال تحديداً للتعبير عن الاحتمالات اللامتناهية في تشكيل المعاني والأساليب الفنية، ويؤكد قادر فيها على غنى العناصر بحد ذاتها في الرسم والكلمة والمعلومة والعنصر البشري خلفها، بالإضافة للتفسيرات المتعلقة بالمتلقي، نافراً من توجيه المغزى أو حصره، ويطرح تصوراً يتناغم والعبثية لكن برؤي تفضي لأعمق من هذا الطرح ذاته في المدرسة الدادية".

إيقاع.. لمسة من ذاته
ويستخدم قادر مطويات سلكية جاهزة من ورق مولكسن الياباني، يدون فيها ملاحظاته عن كثب حول الطبيعة والمدينة واهتماماته الأخرى، وذلك بلغة رسمية مجردة يجمع بواسطتها بين الرسم والكولاج.

وتتناول الأعمال الأربعة في المعرض حالته الصحية، كمخطط كهربائي لقلب الفنان، والمناظر الطبيعية للسماء، واتجاهين مختلفين من الأنساب التاريخية للفن، وهما (أناندا كومارا سوامي "الفن السنهالي في العصور الوسطى"، ومجلة "منتدى الفن")، وتضفي فواصل المطويات على العمل ما هو أشبه بإيقاع موسيقي.

ويقول أستاذ تاريخ الفن، روبير ويلسون: "يشرح قادر في أعماله بسلاسة مقدرة اللغة والرسم في تشكيل يحتمل كل وجه، ويتلاقى واهتمامات معظم البشر، ويربط بين الماضي والحاضر، وانطباعات تلك الأزمنة وعالمنا المعاصر، وتحول الفرد عبر تغييرات المجتمع والاقتصاد والمعرفة، دون أن يغفل تزويد كل ذلك بلمسة من ذاته، تجعلنا ندرك بكل تأكيد كيف تميز هذا الفنان ونال حضوراً عالمياً".

يذكر أن قادر يقيم ويعمل بين جالي، سريلانكا، ولندن، المملكة المتحدة، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلي الفن في معهد شيكاغو 1994، وهو يحمل لقب "كالا سوري" (لقب الشرف الوطني السريلانكي للتميز في الفنون)، وعرضت أعماله في جميع أنحاء العالم، خاصة بين آسيا وأوروبا.