مقاتلة كردية في الرقة.(أرشيف)
مقاتلة كردية في الرقة.(أرشيف)
الإثنين 11 فبراير 2019 / 12:22

حظر طيران شمال سوريا يحمي الأكراد ويصدّ إيران

في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه على سحب قواته من سوريا، قائلاً إنه بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، حان الوقت لتعود القوات الأمريكية إلى وطنها". لكن المؤسف برأي ديليمان عبد القادر، محلل سياسي في شؤون الشرق الأوسط والقضية الكردية، أن داعش أثبت أنه لا يزال موجوداً ونشطاً، عندما فجر انتحاري نفسه في سوريا، وقتل أربعة أمريكيين.

ثمة فرصة جديدة لترامب كي يفرض منطقة حظر طيران أخرى في الشرق الأوسط، وتكون صديقة لا للولايات المتحدة فقط، بل لباقي الدول الغربية

وأكد في مقال ضمن موقع ناشونال إنترست، أن داعش لم يقهر، وقدر احتفاظ التنظيم الإرهابي بما بين عشرين وثلاثين ألف مقاتل في سوريا والعراق.

رسالة
وبرأي كاتب المقال، ربما كان ذلك التفجير بمثابة رسالة من التنظيم الإرهابي إلى الرئيس الأمريكي. وأياً يكن الدافع، إن كانت الولايات المتحدة تنوي استمرار دورها كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط، يجب أن تكون متواجدة في سوريا، إن لم يكن على الأرض، فمن خلال الجو.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، قوات يقودها أكراد، قادت القتال ضد داعش، بطلب من الولايات المتحدة، وهي اليوم مهددة من تركيا، العضو في الناتو. فقد تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتدمير قوات قسد، وإحلال قوات محلية مكانها. ولكن الأكراد قوات محلية، ويبلغ عدد السكان المقيمين في مناطق قسد قرابة أربعة ملايين نسمة، ولديها قرابة 60 ألف مقاتل، من ذكور ونساء، وجميعهم من سكان سوريا الأصليين. وتضم قسد مختلف أنواع الطوائف السورية من أكراد وعرب وأيزيديين ومسلمين ومسيحيين.

خيارات قابلة للتطبيق
وبرأي كاتب المقال، تقع على عاتق أمريكا مسؤولية لا ضمان أمن الأكراد وشركائهم لسنوات مقبلة فحسب، وإنما أيضاً السماح لهم بحكم أنفسهم. فقد حاربوا داعش نيابة عن الأمريكيين، ولذا تجب حمايتهم.

ووفقاً للكاتب، تتوافر لدى الولايات المتحدة خيارات قابلة للتطبيق إن هي أرادت الاحتفاظ بنفوذها في سوريا. وأول تلك الخيارات يتحقق عن طريق وقف قرار سحب قوات أمريكية من سوريا. ولكن لأنه لا يرجح تطبيق ذلك، فإن الخيار الثاني يقوم على دعم دول أوروبية مستعدة لإنشاء منطقة فاصلة بين تركيا وسوريا لتجنب شن عدوان تركي ضد قسد.

ولكن، لأن تركيا أمرت قواتها بالبقاء داخل سوريا، فإن الخيار الثالث يتحقق عبر فرض منطقة حظر طيران في شمال – شرق سوريا لمنع "ذبح تركيا لقوات قسد".

تجربة سابقة
وحسب الكاتب، فرضت بعد 1991 منطقة حظر طيران، عندما هدد صدام حسين الأكراد في العراق. وبدون وجود قوات في الميدان، طبقت الولايات المتحدة القرار بالتنسيق مع المملكة المتحدة وفرنسا. وقد أتاح ذلك حماية الأكراد حتى هذا اليوم، وقيام حكومة كردستان العراق التي قدمت خدمات كبيرة للولايات المتحدة.

وباعتقاد كاتب المقال، تتوافر اليوم فرصة جديدة للرئيس الأمريكي ترامب كي يفرض منطقة حظر طيران أخرى في الشرق الأوسط، وتكون صديقة لا للولايات المتحدة فقط، بل لباقي الدول الغربية. وفي الوقت الحالي، تبدو قوات قسد في موقف أفضل بكثير مما كان عليه وضع أكراد العراق في 1991. فقد أجرت قسد انتخابات، وأنشأت مجالس محلية فيها ممثلون لمختلف الديانات والأعراق، وسمحت للنساء بالمشاركة.

وحسب الكاتب، يتطلب فرض منطقة حظر طيران بقاء قوات دول مثل فرنسا علـى الأرض لمنع تركيا من غزو شمال سوريا. وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالبقاء في سوريا لعام آخر بعد مقتل أربعة جنود أمريكيين. كما أبدت دول أخرى كبريطانيا وهولندا، استعدادها لدعم قوات قسد بقوات برية، طالما كانت هناك قوة جوية أمريكية تدعمهم وتحميهم.