الكاتب العراقي صموئيل شمعون (أرشيف)
الكاتب العراقي صموئيل شمعون (أرشيف)
الأربعاء 13 فبراير 2019 / 19:02

الكاتب العراقي صموئيل شمعون: عمل روائي واحد يمكن أن يُخلد صاحبه

يرى الكاتب والصحافي العراقي، صموئيل شمعون، أن رواية واحدة يمكنها تخليد اسم صاحبها في عالم الأدب العربي، داعياً كل كاتب على إنجاز مثل هذا العمل المميز الذي يعلق في ذاكرة القراء ولا يغادرها.

وقال شمعون 63 عاماً، والذي يعيش في لندن ويزور المغرب حالياً للمشاركة في المعرض الدولي للنشر والكتاب في مقابلة مع رويترز: "الأدباء العرب يجب أن يصدروا ولو رواية واحدة تُكتب بشكل ما لتبقى في ذاكرة القراء وإلا لن يذكرهم أحد في المستقبل".

وأضاف "عندما نذكر الطيب صالح نتذكر روايته (موسم الهجرة إلى الشمال) وعندما نقول نجيب محفوظ نتذكر ‘الثلاثية‘ وعندما نذكر محمد شكري نذكر روايته (الخبز الحافي) وغيرهم بالتأكيد".

وشمعون روائي وقاص وشاعر اشتهر عالمياً برواية "عراقي في باريس" الصادرة  في 2005 وتُرجمت إلى الإنجليزية، والفرنسية، والسويدية، كما أصدر مجلة "كيكا" للأدب العالمي على الإنترنت.

ويبرهن شمعون على صدق نظريته باستفتاء أجرته مجلة بانيبال الفصلية التي يصدرها مع شريكته مارجريت أوبانك وتعني بترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية، وقال "قمنا باستفتاء حول 100 رواية عربية فكانت النتيجة أن الأدباء الذين دخلوا إلى القائمة لهم كتاب واحد اشتهروا به، ماستر بيس".

وأضاف "أن يتفق 100 شخص على أن الأديب الفلاني ليست له رواية معروفة هذه مشكلة كبيرة".

40 رواية
ويحلم الكاتب العراقي بنقل المنتج الثقافي العربي إلى الإسبانية إذ يرى أن الاهتمام الأكبر ينصب على ترجمته إلى الإنجليزية وهو ما لا يكفي لنشر الأدب العربي عالمياً.

وقال إنه قبل 20 عاماً عندما بدأ مجلة بانيبال، كانت هناك خمس روايات عربية تترجم سنوياً إلى اللغة الإنجليزية، واليوم هناك أكثر من 40 رواية عربية تترجم سنوياً.

وقال: "على مدى 20 عاماً نجحت إلى حد كبير في ترجمة الأدب العربي، ونقله إلى الغرب من خلال مجلة بانيبال، وبالتالي أشعر بمسؤولية كبيرة في إكمال هذا المشوار".

وأضاف "طاقم المجلة يفكر الآن في أن نعمل نسخة إسبانية، وأنا متحمس جدا للفكرة لأن الثقافة العربية المترجمة إلى الإسبانية لا تزال أرضاً بكراً وسأبدأ في الأسابيع القليلة المقبلة في دراسة الإسبانية".

وعلى المستوى الشخصي يحلم شمعون، الذي عاش في عواصم عربية عديدة قبل أن ينتقل إلى باريس ومنها إلى لندن، بإصدار رواية جديدة تتناول الفترة التي قضاها في لبنان وخروجه منها، وقال:"منذ سنوات، أريد أن أنجز رواية عن الفترة التي خرجت فيها من بيروت، لكن أشعر أن الوقت لم يحن بعد، ربما أحتاج إلى بعض الوقت لأنني تطرقت فيها إلى مواضيع، قد تجلب لي بعض المصاعب".

أدب المهجر
ويرى شمعون أن الكتاب العرب الذين هاجروا إلى الغرب واستوطنوه وأصبحوا يكتبون بلغات مختلفة غير العربية يلعبون دوراً كبيراً في التعريف بالأدب العربي.

وقال: "عند اندلاع الحرب اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي لبيروت في 1982 خرج الناس إلى قبرص، وباريس، ولندن، ثم بعد ذلك حدثت الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج الأولى.. بالتالي بدأت الهجرات من العالم العربي".

وأضاف "الكتاب العرب في المهجر الذين يكتبون باللغة الأجنبية يلعبون دوراً كبيراً في التعريف بالأدب العربي، ويخدمون الثقافة العربية حتى وإن كتبوا بلغات أجنبية فهم دائماً يكتبون مواضيع تتعلق بالعالم العربي، وبالإسلام، والاغتراب وهذا يساهم في محو الأفكار المسبقة والسائدة عن الثقافة العربية والإسلامية".

ويدلل شمعون على عدم انفصال هؤلاء الكتاب الذين يعيشون في الغرب عن مجتمعاتهم الأصلية بنشرهم أعمالهم الأدبية في دولهم العربية.