الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الأحد 17 فبراير 2019 / 13:00

همّه الإخوان لا الأويغور... هل وقع أردوغان في فخ صيني؟

رأت صحيفة "سعودي غازيت" أن هنالك احتمالاً جدياً، أن تكون القيادة الصينية نصبت فخاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

يستحق الأويغور أفضل من سياسي متبجح يحاول خطف عناوين الأخبار

قال له أحدهم إن موسيقياً بارزاً من أقلية الأويغور، تُوفي في أحد المعسكرات الضخمة التي أقامتها بكين في منطقة شينج يانغ غرب البلاد والتي يفترض أنها تتمتع باستقلال ذاتي، فأطلق أردوغان القلق ليُظهر دعمه للإخوان المسلمين وراعيتهم قطر، تصريحاً غاضباً ضد موت الموسيقي عبد الرحيم هييت وذهب ليعترض على تعامل الصين مع الأويغور المسلمين واصفاً إياه بـ "إحراج عظيم للإنسانية".

وقالت الصحيفة إنه رغم أن الرئيس التركي مُحق بخصوص معاملة بكبين البائسة للأويغور والتي تضمنت احتجاز حوالي مليون مشتبه بهم في "معسكرات إعادة تعليم"، يبدو أنه كان مخطئاً بوضوح في موت هييت. ومن المرجح جداً تعثر الرئيس المتهور في مصيدة صينية وُضعت له بعناية.

بعد فترة غير طويلة من إلقاء الرئيس التركي كلمته، نشرت الصين فيديو لشخص قال إنه هييت وأشار إلى أنه على قيد الحياة تماماً متابعاً أنه عومل بشكل جيد جداً في مركز احتجازه.

ويبدو أن منفيين من الأويغور أكدوا أنّ الشخص الذي ظهر في الفيديو كان هييت. لكنهم ذكروا أن مظهره كان بعيداً عن شخص مرتاح حين كان يتحدث أمام عدسة التصوير، وبدا كأنه يقرأ نصاً تدرب عليه، وهو نص لم يكتبه بشكل شبه مؤكد.

ليس إحراجاً شخصياً فقط
اعترضت الصين رسمياً على هذا الكلام لدى أنقرة، وطالبت الرئيس التركي بسحب اتهاماته "الخاطئة" عن هييت.

وفي جميع الأحوال، فإن تعثر أردوغان أبعد بكثير من مجرد إحراج شخصي.

وفي الواقع، تسبب أردوغان في إلحاق الأذى بقضية الأويغور، وللذين يسعون إلى دعمها بعبارات  معتدلة لكن ذات ضغط محدد جداً على السلطات الصينية. ولأن أردوغان كان مخطئاً حول هييت، سُمح لبكين بتجاهل جميع الاتهامات الأخرى المتعلقة بسوء معاملتها لأكبر أقلية مسلمة في البلاد.

صراخ بلا تدقيق 
إن مصير الأويغور ورد بكين على الضغط الدولي يعتمدان كثيراً على مقاربة مدروسة ومتقنة من الأمة الإسلامية برمتها.

فالصراخ المنفصل عن التدقيق في الوقائع لن ينجز أي شيء. ورغم القمع الذي تفرضه السلطات الصينية، هنالك جزء كبير مما هو معروف أساساً عما يحصل للأويغور ذوي الحظ المتعثر.
  
بفعل الهجرة التي ترعاها الدولة الصينية لأقلية الهان إلى إقليم شين جيانغ، أصبح الأويغور أقلية في أرضهم، وباتوا لا يشكلون ربما أكثر من 45% من السكان.

تسحق الحكومة في بكين تاريخهم العريق وإيمانهم الإسلامي العميق، وظهر ذلك أيضاً في ما حصل في السنوات السبعين الأخيرة في التيبت، لأن رغبة الحكومة تكمن في جعل الصين متجانسة، وسحق كل من لا يتبنى العقيدة الشيوعية.

أردوغان صديق؟
يستحق الأويغور أفضل من سياسي متبجح يحاول خطف عناوين الأخبار. ما يحصل لهم تطهير عرقي صادم تماماً كذاك الذي وقع في يوغوسلافيا السابقة.

ويمكن أن يُطرح تشكيك جدي في السمعة الدولية لثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم. لا يزال بإمكان بكين أن تقتنع بالتراجع عن طريقة معاملتها للأويغور. لكن ذلك يتطلب عناية وفطنة سياسية.

وتساءلت صحيفة سعودي غازيت: "اليوم، قد يظن بعض الأويغور أن في وجود أصدقاء مثل أردوغان، فمن يحتاج إلى أعداء؟"