الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الأحد 17 فبراير 2019 / 13:40

عودة روسيا إلى الشرق الأوسط من الباب الكبير

في مقال عنوانه "الهجوم الكبير لفلاديمير بوتين على الشرق الأوسط"، كتبت الأستاذة الجامعية أنجيلا ستينت في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" أن روسيا مشغولة بتعزيز علاقاتها بدول الشرق الأوسط، بما فيها حلفاء الولايات المتحدة، بعد تحررها من الحقبة السوفياتية، وفي ظل الفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة في المنطقة.

الزعماء الإيرانيون قلقون من العلاقات المتزايدة بين إسرائيل والسعودية، ويبدي إيرانيون قلقاً من نظام، على غرار الولايات المتحدة، تدخل غالباً في شؤونهم

ولفتت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن سروره عندما أعلن نظيره الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر(كانون الأول) الماضي، عزمه على سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وعندما سُئل في مؤتمره الصحافي السنوي في نهاية العام الماضي عن تقييم ترامب المتمثل في إلحاق الهزيمة بداعش في سوريا، أجاب بأنه يتفق مع ما يقوله في هذا السياق، ولم تعد ثمة حاجة لبقاء القوات الأمريكية في المنطقة.

انتصار كبير
وتقول ستينت إن الخطوة التي يعتزم ترامب القيام بها والمتمثلة في الانسحاب من سوريا تعتبر انتصاراً كبيراً للرئيس بوتين، لأنها تعزز جهوده لجعل روسيا الوسيط القوي الجديد في الشرق الأوسط.

ولكنها تلفت إلى أن الوجود الروسي مكان الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، يكلف موسكو الكثير على المستويين الاقتصادي والعسكري، رغم نجاح بوتين في إعادة إرساء دور بلاده لاعباً رئيسياً في المنطقة في الأعوام الثلاثة الماضية.

وتنسب الكاتبة إلى مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن السياسة الروسية في الشرق الأوسط تعتبر عدوانية ومرنة ومعروفة بحدودها.

وتقول إن بوتين استغل تردد الولايات المتحدة في ظل إدارتي باراك أوباما وترامب من وجود الولايات المتحدة المترامي في المنطقة بعد هجمات سبتمبر(أيلول) 2001، كما أن تركيز ترامب خاصةً على مواجهة النفوذ الإيراني أعطى بوتين المجال لمتابعة رؤيته عبر سياسة براغماتية قائمة على المصالح.

حديث مع الجميع
وتشير الكاتبة إلى أن روسيا هي القوة الأجنبية الكبرى الوحيدة التي تتحدث إلى جميع الأطراف الفاعلة الرئيسية في المنطقة، مثل إيران والدول العربية السنية، وإسرائيل، وتركيا، والأكراد، والسلطة الفلسطينية، وحركة حماس، وحزب الله اللبناني، وسوريا.

وإذ تلفت الكاتبة إلى أن روسيا بدأت تعود أدراجها إلى الشرق الأوسط، بعد أن تراجع دورها فيه  منذ 1989 بعد انهيار الاتحاد السوفييت، إلا أنها رأت أن النفوذ الروسي الجديد في المنطقة يعتبر من الإنجازات الرئيسية للسياسة الخارجية التي يتبعها بوتين، إضافةً إلى شراكته الجديدة مع الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ.

أمريكا اللاعب الأهم
وتؤكد الكاتبة أن الولايات المتحدة لاتزال اللاعب الخارجي الأكثر أهمية في الشرق الأوسط، ومن المرجح أن تبقى كذلك لبعض الوقت.

 ولاتزال روسيا تعاني من محدودية مواردها الاقتصادية والعسكرية ومخاوف من تطرف عناصر من سكانها المسلمين بعد ذهابهم إلى ميادين القتال في الشرق الأوسط. وكما قال فياتشسلاف نيكونوف، عضو مجلس الدوما الروسي: "هدفنا الرئيسي في سوريا، التأكد من أن مواطنينا الذين ذهبوا إلى هناك  لن يعودوا أبداً".

دون قيود
ولكن فيما يسرع ترامب انسحاب بلاده من الشرق الأوسط، تقول الكاتبة إن بوتين كان سريعاً في الاستفادة من الانفتاح على دول أخرى، وتحرك دون قيود كبلت أسلافه السوفيات. وسيتعين على الولايات المتحدة أن تعتاد على التعامل مع منافس بارع للتأثير في الشرق الأوسط.