أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية حسن الزوادي والأمينة العامة ل"الفيفا" فاطمة سامورا في الدوحة (رويترز)
أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية حسن الزوادي والأمينة العامة ل"الفيفا" فاطمة سامورا في الدوحة (رويترز)
الإثنين 18 فبراير 2019 / 13:42

قلق أمريكي متزايد من النفوذ القطري

حض خبراء أمريكيون في السياسة والأمن على بذل مزيد من القوة في إنفاذ قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، واتخاذ تدابير أخرى لتعزيز شفافية التمويل الأجنبي لمواجهة حرب النفوذ واسعة النطاق التي يخوضها النظام القطري ضد الأمريكيين، وغيرهم حول العالم.

قطر وتركيا تنشطان للاستفادة من البيئة الحالية لتمويل وبناء مساجد جديدة تركز على جماعة الإخوان المسلمين وتحاول السيطرة على المجتمعات الإسلامية في بلدان تعددية

وفي عرضها لنتائج المؤتمر الذي نظمه منتدى الشرق الأوسط، في العاصمة الأمريكية في 6 فبراير (شباط) الجاري، تحت عنوان "قطر: حليف أمريكي أم تهديد عالمي؟"، لمناقشة التأثير الخبيث لقطر،  قالت صحيفة "ديلي كولر" إن الخبراء كشفوا جرائم قطر في الأشهر الأخيرة، ومنها الضغط غير المسبوق والتجسس الإلكتروني، وجهود التضليل على الأراضي الأمريكية، بما فيها قرصنة كبرى قادتها الحكومة، وأفادت التقارير بأنها أثرت على أكثر من 1500 شخص في 20 دولة.

وقال خبير مكافحة الإرهاب رونالد ساندي، المحلل السابق في الاستخبارات العسكرية الهولندية، وأحد ضحايا القرصنة القطرية، إن المحادثات المالية جزء من طريقة قطر للتأثير على الجميع، وقوتها الناعمة. ولفت إلى أن تنظيم الحمدين لا يملك قوة حقيقية، لذلك يحتاج إلى القوة الناعمة".

تمويل المؤسسات الدينية
وقال ساندي: "من المهم وقف تمويل المؤسسات الدينية في الخارج، نحن نرى أن قطر وتركيا تنشطان للاستفادة من البيئة الحالية لتمويل وبناء مساجد جديدة تركز على جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وتحاول السيطرة على المجتمعات الإسلامية في بلدان متعددة الثقافات".

قاعدة العديد
وركز الباحث فى شؤون مكافحة الإرهاب جيم هانسون، رئيس مجموعة الدراسات الأمنية والمحارب القديم في القوات الخاصة بالجيش الأمريكي، في حلقة نقاشية بعنوان "حرب النفوذ القطرية الجديدة" على قاعدة العديد الجوية، وجولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو  في الشهر الماضي بالشرق الأوسط، التي وقع فيها اتفاق توسيع القاعدة الجوية، مشيراً إلى أنه من المقرر أن ينتهي عقد الإيجار الجوي في 2023.

ولكن هانسون يرى أنه يمكن الاستغناء عن القاعدة الجوية القطرية التي تستضيف المقر الرئيسي للقيادة المركزية للجيش الأمريكي و10 آلاف أمريكي، و"هناك الكثير من الأماكن في الشرق الأوسط التي يمكن أن تستقبل طائراتنا".

وأشار إلى أن لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب تبحث خيارات أخرى لتكون موقعاً جديداً للقاعدة  إذا قررت الولايات المتحدة نقلها بمجرد انتهاء عقد الإيجار.

ودعا أورين ليتوين، رئيس مشروع المال الإسلامي في السياسة التابع لمنتدى الشرق الأوسط،، إلى تعزيز إنفاذ قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، خاصةً ضد أنشطة مؤسسة قطر الدولية، التي "تجاوزت حدود تدريب المعلمين إلى البحث عن النفوذ".

التعليم
ويقول منتدى الشرق الأوسط للأبحاث إن مؤسسة قطر تمول بشكل مباشر الفصول الدراسية العربية على الصعيد الوطني، وتنفق عشرات الملايين من الدولارات على المنح، والبرامج اللغوية في المناطق التعليمية الفقيرة مثل توكسون، وأريزونا، وتُضمن هذه المدارس في الدعاية القطرية، التي تنفي الدعم القطري المنتظم للإخوان المسلمين الإرهابيين، وتمويل عملياتهم الإرهابية.

وأكد ليتوين أن قطر أصبحت الممول الوحيد للجامعة الأمريكية، مشيراً إلى أنها مولت جامعتي جورجتاون، وتكساس بأكثر من مليار دولار منذ 2010، للتأثير على الولايات المتحدة.

وأجمع المشاركون على أن التأثير على الرأي العام أصبح أحد السمات المميزة للسياسة الخارجية القطرية في السنوات الأخيرة، إذ سعت حملة الدوحة للعلاقات العامة في الخارج لتغيير صورة دول الخليج في الولايات المتحدة، ما أدى إلى تخفيف موقف إدارة ترامب من تمويل الدوحة للجماعات الإرهابية الإسلامية مثل حماس، والإخوان المسلمين، والقاعدة.

خاشقجي
وتحدث رونالدو ساندي عن إشكالية تحوّل الصحافي السعودي جمال خاشقجي إلى عميل أجنبي في خدمة  قطر لنشر دعاية معادية للسعودية عبر مقالاته في صحيفة "واشنطن بوست".

وقال هانسون: "لا يجب أن نكون مرتاحين لفكرة أن دولة أجنبية وضعت عميلاً معلوماتياً في صحيفة أمريكية كبرى وقدمت له معلومات، واستقبلها الجميع على أنها حقائق. هذه هي الطريقة التي تموت بها الديمقراطية".

إلى ذلك، تمثل القرصنة القطرية أحدث فصل في تاريخ طويل من سلوكها غير القانوني على الإنترنت.

وتحدث الخبراء في الحلقة النقاشية عن دور القطريين في هجمات خداعية لاستهداف الصحافيين والناشطين حول العالم الذين كانوا يعملون للكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان، والانتهاكات العمالية في قطر، خاصةً عمال السخرة الذين خصصتهم الدوحة لبناء الساحة الرياضية استعداداً لكأس العالم 2022.