نساء من عائلات مقاتلين دواعش عند مغادرة باغوز السورية (أرشيف)
نساء من عائلات مقاتلين دواعش عند مغادرة باغوز السورية (أرشيف)
الأربعاء 20 فبراير 2019 / 13:44

300 مقاتل من داعش يريدون الخروج من باغوز إلى إدلب!

يسعى مئات من مقاتلي داعش المحاصرين في آخر قرية تحت سيطرتهم في سوريا، للتفاوض من أجل تأمين خروج آمن نحو منطقة سورية أخرى تخضع لتنظيمات جهادية معارضة.

لا يزال مئات من المدنيين عالقين في القرية المدمرة، ويعتقد أن داعش لن يسمح لهم بالمغادرة، وسوف يستخدمهم كدروع بشري

وحسب وكالة "أسوشييتد برس"، لا يزال نحو 300 متطرف داخل قرية باغوز في جنوب شرق سوريا، وهي تعد آخر ركن في ما كانت يوماً دولتهم الواسعة والغنية.

ونقلاً عن نشطاء سوريين وشخص على صلة بالمفاوضات، كتب ديفيد بيرنان، مراسل أخبار دولية لدى مجلة "نيوزويك"، أن الجهاديين الباقين، ومعظمهم أجانب، يرفضون الاستسلام لقوات سوريا الديمقراطية قسد، التحالف من الميلشيات التي تقودها وحدات حماية الشعب، وتدعمه الولايات المتحدة.

دروع بشرية
ولا يزال مئات المدنيين عالقين في القرية المدمرة، ويُعتقد أن داعش لن يسمح لهم بالمغادرة، وسيستخدمهم دروعاً بشرية. كما يعتقد أن بعض المقاتلين وأسرهم ورهائن لديهم لجؤوا إلى شبكة من الأنفاق حفرت تحت القرية الصغيرة المطلة على ضفتي نهر الفرات، عند الحدود العراقية.

وحسب مصدر مطلع على المفاوضات، طلب مقاتلو داعش توفير ممر آمن للانتقال إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، المنطقة الوحيدة الحيوية التي لم يسيطر عليها لا الجيش السوري، ولا الأكراد، ولا تركيا.

الانتقال إلى العراق
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طلب داعش بالانتقال إلى العراق رُفض قبل بضعة أيام.

وحسب موقع دير الزور 24، سُمح، قبل يومين، بدخول شاحنات محملة بالأغذية إلى قرية باغوز، في إطار اتفاق هدنة مدته خمسة أيام. وأفاد موقع دير الزور 24، والمرصد السوري بتحرير عشرة جنود من قوات قسد، رغم أنه لم تتضح ذلك بالسماح لشاحنات الإغاثة بدخول القرية، أو حصول داعش على مزيد من التنازلات في المفاوضات.

وحب مراسل "نيوزويك"، يتلهف مسؤولون أمريكيون وحلفاؤهم المحليون والدوليون لإعلان استئصال داعش من جميع المناطق في سوريا.

وسبق لهم أو أوحوا بأن المعركة لتحرير باغوز ستنتهي خلال أيام، ومعها حملة عسكرية مكلفة بدأت قبل أربع سنوات.

شريط ضيق
ويشير المراسل إلى طرد داعش من شمال سوريا على يد قوات قسد، ومن العراق عبر حملة شنتها قوات عراقية.

ومنذ الوقت، بات التنظيم محاصراً في شريط ضيق من المدن والبلدات في وادي نهر الفرات، فيما أدت عمليات برية وقصف جوي لقوات التحالف الدولي إلى تراجع قوته.

وتعتبر قرية باغوز آخر ملاذ للتنظيم، الذي تحكم سابقاً في ما بين 7و 8 ملايين شخص عبر مساحة واسعة من سوريا والعراق.

ولكن، وحسب المراسل، سيكون تحرير باغوز نهاية للتنظيم. ورغم ذلك قال جوزف فوتيل القائد الأعلى للقيادة المركزية الأمريكية، في الأسبوع الماضي: "لا يزال لدى داعش قادة ومقاتلون ومتعاونون، وموارد، ولذلك من الضروري مواصلة ضغطنا العسكري لملاحقة تلك الشبكة".

وتجد الولايات المتحدة وقوات قسد صعوبات في التعامل مع مئات من الأسرى المشتبه في ولائهم لداعش.

ومن بين هؤلاء أجانب لبوا دعوة التنظيم للانضمام إلى قواته، وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حلفاءه الغربيين من احتمال إطلاق سراح هؤلاء المقاتلين إذا لم تستردهم دولهم.

تحذيرات
وحذر محللون ومراقبون من احتمال عودة من تبقى من مقاتلين لممارسة شكل من حرب العصاباتن بعد تقويض قوات داعش التقليدية.

وبدا ذلك واضحاً في العراق، الذي لم يمنع إعلان حكومته الانتصار على التنظيم في ديسمبر(كانون الأول) 2017، ارتفعت الاغتيالات والاختطاف.