الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني (أرشيف)
الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني (أرشيف)
الأربعاء 20 فبراير 2019 / 12:52

روسيا وإيران وتركيا في سوريا...أين تتفق وأين تختلف؟

24- زياد الأشقر

في 14 فبراير (شباط) الجاري، التقى ثلاثة من قادة أوراسيا الأساسيين في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأحمر، لبحث الوضع في سوريا. وكان حاضراً المضيف الرئيس فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإيراني حسن روحاني.

لإيران، تكمن أهمية سوريا في كون قيادتها شيعية ومؤيدة لطهران وكذلك كونها طريق امداد لحليف آخر هو حزب الله في لبنان. وبالنسبة إلى روسيا، فإن سوريا مهمة طالما هي تشكل دليلاً على عودتها لاعباً على الساحة الدولية

وبينما كانت سوريا نقطة التركيز في الاجتماع، مثلت القمة تطوراً مهماً في الشؤون الأوروآسيوية، وتزايداً في تقاطع المصالح بين إيران وروسيا وتركيا.

وفعلاً أتت القمة في وقت يقترب الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة من الاتفاق على عقوبات جديدة على روسيا، وإحياء إيران ذكرى 40 عاماً على ثورتها، وتحديها للغرب بتأكيد استمرارها في بناء ترسانتها الصاروخية وتوسيع نفوذها الإقليمي، بينما أطلقت حكومة أردوغان جولة جديدة من الاعتقالات على خلفية المحاولة الإنقلابية الفاشلة في 2016.

علاقات متوترة مع الغرب
وكتب سكوت ب. ماكدونالد في مقال نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إنه رغم أن هذا التجمع لا يصل إلى مستوى التحالف الوثيق، فإنه يوفر نموذجاً مضاداً لصعود القوة الصينية في الشرق وأوروبا التي تمر بأزمة هوية في الغرب.

وهو يشكل أيضاً نقطة مواجهة للولايات المتحدة، التي أبدت اهتماماً في ظل قيادة الرئيس دونالد ترامب بسحب قواتها من سوريا وأفغانستان. ومن المؤكد أن لإيران وروسيا وتركيا، أهدافاً مختلفة في سوريا، لكن لديها أيضاً أهداف متداخلة في بقية أنحاء أوراسيا، وتخاطر بالتحول إلى امتداد اقتصادي للصين، كما أن للدول الثلاث علاقات متوترة مع الغرب.

عقوبات على روسيا

وذكر الكاتب أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرضا عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا، وضم شبه جزيرة القرم في 2014، ويدرسان فرض عقوبات جديدة بسبب التطورات في بحر آزوف.

وأعادت إدارة ترامب فرض عقوبات على إيران، وفرضت عقوبات لفترة وجيزة على مسؤولين كبار في الحكومة التركية. وتختلف نتائج هذه العقوبات من بلدٍ إلى بلدٍ.، لكنها بالتأكيد ألحقت ضرراً باحتمالات النمو في روسيا وإيران.

المصلحة المشتركة
وأشار إلى أن المصلحة المشتركة في سوريا هي الحاجة إلى الاستقرار السياسي. وبالنسبة إلى إيران، تكمن أهمية سوريا في أن قيادتها شيعية ومؤيدة لطهران، وهي طريق امداد لحليف آخر هو حزب الله في لبنان.

وبالنسبة إلى روسيا، فإن سوريا مهمة طالما شكلت دليلاً على عودتها لاعباً على الساحة الدولية، وتوفر لها موانئ في المياه الدافئة،  وقواعد جوية تمكنها من إبراز قوتها، ومكاناً تختبر فيه الأسلحة الجديدة وتستعرض خبرتها في الميدان.

الأكراد
وترغب روسيا وإيران في رؤية نظام بشار الأسد يعيد سيطرته على كامل سوريا ويضع حداً للصراع.

وبالنسبة إلى تركيا فإن الأهمية الاستراتيجية لسوريا تبرز في القلق من الأكراد السوريين الذين يمكن مع أكراد تركيا، أن يثيروا تمرداً يطالب بدولة كردية مستقلة.

ولاحت المخاوف من كردستان الكبرى في المنطقة منذ حصول أكراد العراق على حكم ذاتي تلاهم في ذلك أكراد سوريا. وتطالب تركيا بمنطقة عازلة بين جنوبها الشرقي ومناطق الأكراد السوريين.

وأضاف الكاتب أن إيران وروسيا وتركيا عقدت عدداً من القمم حول سوريا. وفي قمة 14 فبراير (شباط)، كانت النقطة الأساسية على طاولة البحث، هي الانسحاب الأمريكي المزمع من شرق سوريا وتوفير طريقة تمكن نظام الأسد من إعادة بسط سيطرته على المنطقة الكردية.

وسيكون ذلك بمثابة تحدٍ. لكن القوى الثلاث تفضل التحدث في ما بينها عوض القتال.