الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيف)
الخميس 21 فبراير 2019 / 13:59

أي مخاوف من القمة المقبلة بين ترامب وكيم؟

ذكر دونالد كيرك، صحافي وصاحب كتب عدة في الشؤون الآسيوية، أن أبرز منشق عن النظام الكوري الشمالي، أكد استحالة تخلي بيونغ يانغ عن أسلحتها النووية. ومن سيؤول، أعد كيرك تقريراً لموقع "ذا دايلي بيست" الأمريكي يشير فيه إلى أن هذا المنشق، ثاي يونغ هو، توقع أن ينزلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى رمال متحركة تؤدي "حتماً" إلى سحب 28500 جندي أمريكي من كوريا الجنوبية، إذا لم يلزم الحذر.

الاستراتيجيون في بيونغ يانغ واثقون تمام الثقة بأنهم يستطيعون إحباط الالتزام الأمريكي بالدفاع عن كوريا الجنوبية

في لقاء مع مراسلين أجانب، حدد ثاي المخاطر التي تواجه السياسة الأمريكية مع بروز ما سماه "عقيدة ترامب" التي تحمل تشابهاً واضحاً مع "عقيدة نيكسون" التي أدت إلى انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام الجنوبية، ما أفسح المجال للفيتناميين الشمالين لاجتياحها منذ حوالي نصف قرن.

إن جلوس ترامب مع كيم جونغ أون الأسبوع المقبل في العاصمة الفيتنامية، يجعل الصورة مخيفة أكثر.

المُقارِن والمقارنة ليسا عشوائيين
يرى كيرك أن ثاي ليس لاجئاً عشوائياً من الشمال، فهو كان ثاني أهم ديبلوماسي في السفارة الكورية الشمالية بلندن حتى نجاح المخابرات الكورية الجنوبية في مساعدته على الانشقاق مع زوجته وولديه في آب (أغسطس) 2016. والمقارنة مع فيتنام ليست عشوائية هي الأخرى، إذ إن ثاي متبحر في التاريخ الآسيوي.

هيأت عقيدة نيكسون في يوليو (تموز) 2016 الأرضية من أجل "الفْيَتنَمة" التي دفعت واشنطن للاعتماد على القوات الفيتنامية الجنوبية لتقاتل بمفردها الشمال، وبعد أربعة أعوام، غادرت القوات الأمريكية فيتنام، وبعد عامين، سقطت سايغون. الأمر المختلف بحسب ثاي هو أن كوريا الشمالية تملك تهديداً بالرؤوس النووية.

وبسبب تركيز جميع المحادثات على القدرات النووية لكوريا الشمالية، يشك ثاي في أن الخطر مرتفع جداً كما هو الأمر حالياً مع البروباغندا، التي تعطي كيم أفضلية ديبلوماسية.

ترامب وقع في الفخ
قال ثاي: "كانت السياسة الكورية الشمالية تقتضي تصعيد أزمة الحرب لتبرير الأسلحة النووية. استطاع كيم جونغ أون إقناع المجتمع الدولي بأن الحرب النووية ضد الولايات المتحدة كانت سيناريو محتملاً جداً".

وأضاف "للأسف، وقع الرئيس ترامب في الفخ" كما حصل في كلمته أمام الأمم المتحدة حين تحدث عن "احتمال كبير للحرب". لكن ذلك كان "خطأ استراتيجياً كبيراً" حسب ثاي لأنه أدى إلى خوف المجتمع الدولي من حرب نووية، وهو ما أراده كيم تماماً.

وأضاف الديبلوماسي السابق، أنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد نزع الأسلحة النووية فسيتطلب ذلك من كوريا الشمالية التخلي عنها، لكن ذلك لن يحصل لسبب واحد بسيط: "إذا تخلصوا من الأسلحة النووية فما الأشياء الأخرى التي يملكونها؟ لا شيء".

الخوف الأكبر
يذكر كيرك أن المسؤولين العسكريين والكوريين الجنوبيين يميلون لموافقة ثاي على رأيه. خوفهم الأكبر هو تنازل ترامب لكيم بشكل أكبر حتى من قراره المفاجئ بعد قمة يونيو (حزيران) في سنغافورة، بإلغاء تدريبات عسكرية مشتركة.

وقال ثاي إن المجتمع الدولي انتقد في السابق كوريا الشمالية لفشلها في الالتزام باتفاقاتها، "لكن لم يكن هنالك مطلب باحترام اتفاق سنغافورة".

وتوقع الديبلوماسي المنشق، قبول كوريا الشمالية "دولة نووية بحكم الأمر الواقع"، وعندها ستضطر الولايات المتحدة للحديث عن "نزع سلاح" طويل المدى، وهو تنازل ملحوظ عن نزع السلاح النووي مع احتمال أن يضعف كوريا الجنوبية أكثر بكثير من جارتها الشمالية، لأنه يعرض الحماية التي توفرها واشنطن لسيول منذ الخمسينات، إلى الخطر.

ثقة كبيرة لدى استراتيجيي بيونغ يانغ

على قاعدة عمله الخاص في وزارة الخارجية، والاتصالات الجارية في كوريا الشمالية، يعتقد ثاي أن الاستراتيجيين في بيونغ يانغ واثقون تمام الثقة، أنهم يستطيعون إحباط الالتزام الأمريكي بالدفاع عن كوريا الجنوبية.

وقرار إعلان إنهاء الحرب الذي يريده كيم ويدعمه الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، سيكون خطوة على الطريق، وسيعني "أن الأمم المتحدة لن يعود لها مبرر لتوسيع إمرتها" أي الهيكلية التي تشكلت مع بدايات الحرب الكورية والتي سمحت للولايات المتحدة، والقوات الكورية الجنوبية، ووحدات من ست عشرة دولة أخرى بالدفاع عن الجنوب منذ ذلك الحين.

وافقت الكوريتان على منطقة حظر جوي يُمكن توسيعها لتشمل مقرات أمريكية في قاعدة بيونغتايك التي تبعد حوالي ستين كيلومتراً جنوب الحدود المشتركة، كما يشرح ثاي.

ويقول الديبلوماسي السابق، إنّ الكوريين الشماليين "لديهم ثقة كبيرة في إبعاد القوات الأمريكية عن كوريا الجنوبية" بعدما حققوا جميع الثغرات في الدفاعات الكورية الجنوبية، من خلال المحادثات.