من اليمين: غابي أشكينازي ويائير لبيد وبيني غانتز وموشي يعالون (هآرتس)
من اليمين: غابي أشكينازي ويائير لبيد وبيني غانتز وموشي يعالون (هآرتس)
الخميس 21 فبراير 2019 / 19:30

نستحق أعداء أفضل من هؤلاء!

الجيش بسجله المترامي وحقول القتل التي زرعها، يقود انقلاباً حقيقياً في "اسرائيل" الآن

لم يعد الأمر متعلقاً بالسياسة أو بالمفاوضات أو بمخطط سياسي يمثل توجهاً حزبياً، الأمر برمته يتعلق بالمصير الشخصي لبنيامين نتانياهو، هذا هو مشهد "الدولة" عشية الانتخابات المبكرة التي دعا اليها "بيبي" وحدد تاريخها بدقة، بما يتلاءم مع جدوله الشخصي.

هو بحاجة ماسة للحصاد، حصاد أي شيء، واحتسابه ضمن رصيده الشخصي بعد عرضه على الجمهور، الرجل الذي وجه نداء لـ"اليهود" صبيحة الانتخابات السابقة مطالباً اياهم بالنهوض من نومهم والتوجه إلى مراكز الاقتراع لأن "العرب" يتدفقون بالحافلات على صناديق الاقتراع، الذي جعل من نسبة المشاركة العربية في انتخابات "الكنيست" خطراً وجودياً على "الدولة"، التي يشكل "العرب"، رغم كل شيء.. كل شيء، أكثر من 20% من "مواطنيها"، الذي فعل ذلك سيفعل أي شيء ليبقى في منصبه هذه المرة أيضاً.

الخوف هو ما يقود "نتانياهو"، الخوف هو من يصرح ويتكلم ويدعي ويشتم "الآخرين"، وهم هنا كل ما عدا أولئك الذي سيواصلون انتخابه إلى الأبد.
الخوف أيضاً هو البضاعة الوحيدة التي يستطيع توصيلها إلى كل بيت إسرائيلي، الخوف من "العرب"، الخوف من "اليسار" الذي يحب العرب أكثر مما يحب "إسرائيل، الخوف من "الإعلام"، المقصود هنا الجزء الذي لم يتمكن من شرائه في الصفقات المفرودة على طاولة النائب العام منذ شهور طويلة، الإعلام الذي يتآمر دون رحمة عليه وعلى عائلته، الخوف من الحدود الشمالية والأشباح التي تتنقل هناك، والخوف من أقصى الجنوب أيضاً حيث يعيش فلسطينيون متوحشون في شريط ضيق محاط بالبحر والصحراء وهم يكزون على أسنانهم، الخوف القديم أيضاً يمكن استثماره والتذكير به كما فعل مع البولنديين في عاصمتهم نفسها وتسبب بإلغاء مؤتمر صغير لدول أوروبا الشرقية الأربع، رغم ذلك فقد تلقى هدية بتوقيت ملائم من رئيس وزراء هنغاريا الذي أعلن أنه سيفتتح دائرة ديبلوماسية في القدس.

سيفعل كل شيء وسيكذب في كل مرة، وسيتقمص دور الأب الذي يرعى العائلة من الذئاب، سيبني أسواراً حول كل شيء، الأسوار تمنح الأمان وتؤكد الخوف من الخارج في نفس الوقت، سيبني جدراناً وأسيجة في الجنوب في مواجهة غزة وعلى طول "الحدود" مع لبنان، إضافة إلى الجدار الذي يفصل الضفة الغربية ومئات الجدران التي تحيط بالمستوطنات.

وسيقصف سوريا وغزة، بسبب وبدون سبب، جيد أن يرى الاسرائيليون الطائرات وهي تنطلق نحو الشمال والجنوب، والأفضل أنها ستعود سالمة في كل مرة.

هذا الأسبوع استطاع توحيد اليمين الفاشي تحت مظلته، لن يجدوا شخصاً أفضل منه لتوفير البضاعة، بينما يتفكك "اليسار" مثل حصيرة قش مهترئة ويتقاتلون هناك عند نسبة الحسم، "تسيبني" خرجت من الباب الخلفي متسللة كما دخلت، فشلت فكرة يمين اليسار، "العرب" أيضاً تفككوا إلى قائمتين ستتصارعان بالأسنان على صف من 12 مقعداً، أو 13 في أفضل أحوالهم، لم يعد هناك "قائمة مشتركة" تكمن خطورتها في أنها "مشتركة" وليس في حساب المقاعد كما يظن كثيرون.

الجيش فقط هو المشكلة الآن، الجيش الذي تموضع في "القائمة الموحدة"، ثلاثة رؤساء أركان دفعة واحدة بأوسمتهم وحروبهم والدماء التي تسيل خلفهم أينما ذهبوا، الدماء التي تصعد معهم على المنصات التي يصعدون إليها، مع "الانتهازي الصهيوني الليبرالي العلماني" لبيد، الذي بقي حياً خارج الحكومة لفترتين. الجيش بسجله المترامي وحقول القتل التي زرعها، يقود انقلاباً حقيقياً في "اسرائيل" الآن.
ببساطة وألم نستحق أعداء أفضل من هؤلاء.