العثور على أكبر مقبرة لتنظيم داعش (أرشيف)
العثور على أكبر مقبرة لتنظيم داعش (أرشيف)
الخميس 21 فبراير 2019 / 23:30

العثور على أكبر مقبرة جماعية لداعش في الرقة

على عمق قدمين، تحت أرض زراعية على مشارف مدينة الرقة، تم العثور على مقبرة جماعية تضم ما يصل إلى 3500 جثة هي شاهد على إرث تنظيم داعش الإرهابي وتعد الأكبر والأقدم حتى الآن.

وعلم رجال الإنقاذ بموقع هذه المقابر في ضاحية الفخيخة الزراعية الشهر الماضي، أي بعد أكثر من عام على سيطرة القوات المدعومة من الولايات المتحدة على مدينة الرقة التي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف، ومع اقتراب هذه القوات من السيطرة على آخر بقعة لمقاتلي التنظيم في الباغوز جنوباً.

وهذا الكشف المتأخر عن هذه المقابر هو أكبر مثال حتى الآن على أن العنف الذي أشاعه التنظيم خلال حكمه لـ "دولة الخلافة" سيترك آثاره لسنوات مقبلة، بحسب ما قال نشطاء ومشاركون في عملية نبش هذه القبور.

وتنتشر عشرات أكوام التراب على جانب من أرض الفخيخة الزراعية، لتدل على أكثر من 120 جثة تم نبشها من قبل فريق الاستجابة السريعة التابع لجهاز الدفاع المدني في الرقة.

وقال مساعد الطب الشرعي في الموقع أسعد محمد (56 عاماً): "هذه قبور فردية، وهناك بجانب الشجر، المقابر الجماعية حيث دفن من تم إعدامهم على يد داعش"، وأضاف "هذه المقبرة حدودها من 2500-3000 جثة، بينما المقبرة الخاصة تحتوي حوالى 900 إلى 1100 شخص، المجمل هو على الأقل 3500 شخص".

وقد تم تحديد 8 مقابر جماعية أخرى على مشارف المدينة الواقعة شمال سوريا، بما فيها واحدة أطلق عليها اسم "بانوراما" تم إخراج أكثر من 900 جثة منها، وقال محمد "الفخيخة هي أكبر مقبرة جماعية في منطقة الرقة وهي من بداية وجود التنظيم في المحافظة".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قام حفارون يرتدون أقنعة طبية خفيفة، بانتشال شيء ملفوف بقطعة قماش رمادية رطبة، وبعد أن أزالوا قطعة القماش، اكتشفوا جثة متحللة بفك متفحم، وقام محمد بفحصه، وقال "العمر التقديري هو 35 عاماً، وهي لشخص مصاب بحروق من الدرجة الثالثة".

وباستثناء صوت التشريح الجزئي الذي يتم في الموقع، فإن الصوت الوحيد الآخر الذي يمكن سماعه هو صوت المجارف اليدوية التي تحفر في التراب، وصوت الرياح وهي تمر من خلال أشجار الصنوبر القريبة، وكتب الحفارون أية تفاصيل تحدد هوية الجثث في سجل، ووضعوا الجثث في سيارة شحن صغيرة "بيك أب" بيضاء ليعاد دفنها على بعد نحو 10 كيلومترات في مقبرة مناسبة.

ويقول محمد أن ذلك أصبح روتيناً فظيعاً، مؤكداً أنه سيتكرر في الباغوز، البقعة الأخيرة المتبقية للتنظيم، وتابع "من المؤكد أن ما حدث هنا حدث هناك، وربما أكثر، لأن الذي حدث هناك أشرس مما حدث هنا، إذ أنه ليس لديهم مكان آخر ينسحبون إليه".

ومنذ أن بدأ قسم الرقة عمله في يناير(كانون الثاني) 2018، قام بنبش أكثر من 3800 جثة، بحسب المشرف على الفوج تركي العلي، ومن بين تلك الجثث تم التعرف على 560 منها وتسليمها إلى أقاربها لدفنها بالشكل اللائق، وقد يساعد موقع الفخيخة في تحديد هوية عدد أكبر من الآلاف الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً، ومن بينهم أجانب أسرهم التنظيم.