ملصق عليه صورة الرئيس الإيراني السابق محمد أحمدي نجاد مع خلفية لعلمي إيران ولبنان.(أرشيف)
ملصق عليه صورة الرئيس الإيراني السابق محمد أحمدي نجاد مع خلفية لعلمي إيران ولبنان.(أرشيف)
الجمعة 22 فبراير 2019 / 10:59

نجاد يحاول استعادة مكانته..حراك بلا جدوى

رغم محاولات الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، العودة إلى الساحة السياسة عبر تصريحات صحفية وكتابات على تويتر وسواه، لم يعد له أهمية ولا دور رائد في بلده، ولا على الساحة الخارجية.

لم تتضح بعد نوايا أحمدي نجاد، لكن توقعات توحي بأنه يحاول إنشاء تيار محافظ جديد مع دائرته المقربة، في مواجهة الإصلاحيين في السلطة وشخصيات مقربة من خامنئي

لكن حسب ما كتبه، في موقع "ناشونال إنتريست"، كريم رزق، صحفي مقيم في الولايات المتحدة يغطي شؤون الشرق الأوسط، ويولي اهتماماً خاصاً لتاريخ إيران وشؤونها، شهد 2018 بداية تحول أحمدي نجاد من سياسي إلى زعيم معارض، وبات يسعى لاستعادة شعبية فقدها خلال فترة رئاسته الثانية، وخاصة عقب احتجاجات الحركة الخضراء لعام 2009.

موقف جديد
ويشير كاتب المقال إلى انكفاء أحمدي نجاد عن الحياة العامة بعد مغادرته السلطة في 2013. وظل على تلك الحالة لمدة عام. ومنذ منتصف 2014، بدأ في انتقاد الحكومة الإيرانية، بين الحين والآخر. ولكن في نهاية 2017، تغيّرت هجماته العلنية على الحكومة مضموناً وحدّة.

ويشير رزق لبداية تحول أحمدي نجاد في نوفمبر(تشرين الثاني) 2017، بعد اعتقال مساعده حامد بهائي بشأن قضايا فساد مالي. ولكن موقفه الجديد وصل إلى قمته في فبراير(شباط) ومارس (آذار) 2018، عندما بعث برسالة مفتوحة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، مطالباً بتطبيق "إصلاحات أساسية" في االفروع الثلاثة للحكومة الإيرانية – الجهاز التنفيذي والبرلمان والقضاء- فضلاً عن مكتب المرشد الأعلى.

وفي رسالته، طالب أيضاً أحمدي نجاد بإطلاق سراح سجناء سياسيين وإقالة رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، الذي قضى بسجن ثلاثة من مساعدي أحمدي نجاد. وقد أدين أولئك الرجال بتهم شتى منها الفساد، وتعريض الأمن القومي للخطر، ونشر مواد تتعارض مع الأعراف الإسلامية.

أبرز نقطة
وبرأي كاتب المقال، كانت أبرز نقطة بشأن رسالة أحمدي نجاد احتواءها على تواقيع أكثر من 300 من النشطاء الطلاب والمتدينين من منظمات مرتبطة بالمعسكر المتشدد، وهم من أشد الموالين لخامنئي.

وفي 18 مارس(آذار) الأخير، أرسل أحمدي نجاد رسالتين إلى خامنئي مطالباً بوقف تدخل فيالق الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية(IRGC) في الاقتصاد الإيراني.

ولم يتوقف أحمدي نجاد عند ذلك الحد، بل واصل الضغط على IRGC، وبعث برسالة إلى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، من قوات النخبة في IRGC، وصفتها الصحافة المحلية بأنها "رسالة غريبة". فقد انتقد فيها توصيات سليماني للسلطات من أجل إطلاق سراح شقيق نائب الرئيس إسحاق جاهانجيري، المتهم بفساد مالي.

كما تقدم أحمدي نجاد بطلب إلى وزارة الداخلية من أجل السماح له بتنظيم احتجاج في طهران حول "سياسات وأداء مسؤولين"، رغم معرفته الجيدة بأن السلطات الإيرانية لم تسمح بتنظيم أية مظاهرة منذ قيام الثورة الإسلامية في 1979.

شؤون اجتماعية
ويشير الكاتب لمحاولة أحمدي نجاد تحسين ليس فقط صورته السياسية، بل الفكرة المأخوذة عنه بشأن قضايا اجتماعية. فقد سعى لأن يبدو أكثر اهتماماً بحقوق الإنسان، التي اتهم بخرقها طوال عهده.

وحسب "هيومان رايتس ووتش"، منذ لحظة وصول أحمدي نجاد إلى الرئاسة، ساءت معاملة المعتقلين في سجن إيفرين، وداخل مراكز اعتقال أخرى.

ولكن في رسالته الأخير، هاجم نجاد IRGC متهماً عناصره بإساءة معاملة معتقلين وقتلهم، ومن ثم الادعاء بأنهم كانوا مدمني مخدرات أقدموا على الانتحار.

ويبدو أحمدي نجاد نشطاً على وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركاً في نقاشات ثانوية خاصة بدول أخرى. ويظهر أنه يحاول التقرب من قطاع الشباب رغم أن معظم الذين خرجوا إلى الشوارع ضده في 2009 كانوا شباباً.

والجدير بالذكر، حسب كاتب المقال، أن أحمدي نجاد الذي حظر تويتر خلال انتفاضة 2009، أنشأ حساباً له على الموقع، في مارس(آذار) 2017 ، في محاولة فاشلة للترشح إلى الرئاسة، والتي رفضها مجلس صيانة الدستور الإيراني.

نوايا غير واضحة
ولم تتضح بعد نوايا أحمدي نجاد، لكن توقعات توحي بأنه يحاول إنشاء تيار محافظ جديد مع دائرته المقربة، في مواجهة الإصلاحيين في السلطة وشخصيات مقربة من خامنئي.

وبرأي الكاتب، لربما يهدف أحمدي نجاد لتجنب مصير أصدقائه، وخاصة بالنظر لاتهامه بتبديد ملياري دولار خلال عهده.

فهل استرد الرئيس الإيراني السابق شعبيته؟ يجيب كاتب المقال بأنه من الصعب تقييم وضعه الحالي خاصة في غياب استطلاعات للرأي بشأن هذه القضية. ولكن، من المعروف في أوساط الإيرانيين أن شعبية أحمدي نجاد تتركز في مناطق ريفية. وفي المدن الكبرى، حيث يتواصل الناس بسهولة مع السياسة ووسائل الإعلام، لا يحظى الرجل بشعبية ظاهرة، وخاصة بين الشباب وطلاب الجامعات الذين لم ينسوا سجله في التعامل معهم إبان الحركة الخضراء لعام 2009.

ويضاف إليه، لو كانت شعبية أحمدي نجاد المتنامية تمثل خطراً حقيقياً على خامنئي والجمهورية الإسلامية، لما كان المرشد الأعلى انتظر طويلاً قبل أن يضمه إلى أصدقائه في السجن.
ولذا، يرى الكاتب، أن نجاد يستطيع مواصلة كتابة كل ما يريده على تويتر، ولكن ليس لكتاباته أهمية تذكر.