زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو.(أرشيف)
زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو.(أرشيف)
الجمعة 22 فبراير 2019 / 12:07

تحالفان دوليان مستعدان للمواجهة..على نسق الحرب الباردة

تناول بيني آفني، كاتب رأي لدى موقع "نيوبوست"، اجتماعين عقدا في يوم واحد الأسبوع الماضي، أظهرا تشكل تحالفين عالميين جديدين مستعدين للتصادم، بأسلوب الحرب الباردة.

هناك شجب جورجي آريازا، وزير حكومة كاراكاس غير الشرعية، محاطاً بسفراء الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران وسوريا وكوبا والسلطة الفلسطينية وآخرين، ما اعتبره "مؤامرة تقودها الولايات المتحدة" ملوحاً بميثاق الأمم المتحدة

 ففي بولندا، حاولت أمريكا دفع عملية السلام في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، توحدت عصابة من الفاشلين في نيويورك لدعم ديكتاتورية فنزويلا الماركسية المنهارة.

وحسب آفني، كان الحدث المهم قمة دامت يومين في وارسو، ونظمها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، واستقطبت زعماء من الشرق الأوسط. إلا أن نقاداً في أوروبا ووسائل إعلام سخروا من تلك القمة باعتبارها مجرد تجمع مناهض لإيران، تجاهلوا تطورات هامة ذات تبعات بعيدة المدى.

"مؤامرة بقيادة أمريكا"

وأما الحدث الثاني، الذي لم يكتب عنه كثيراً، فقد جرى في أروقة الأمم المتحدة. هناك شجب جورجي آريازا، وزير حكومة كاراكاس غير الشرعية، محاطاً بسفراء الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران وسوريا وكوبا والسلطة الفلسطينية وآخرين، ما اعتبره "مؤامرة تقودها الولايات المتحدة" ملوحاً بميثاق الأمم المتحدة. وفي مؤتمر صحفي، وصف آريازا كيف يستعد عملاء أمريكيون مسلحون لغزو بلده وسرقته.

استعراض
وبرأي آفني، تقف أمريكا في الواقع مع فنزويليين يسعون لإنهاء كابوسهم. وهي تسعى لإيصال معونات غذائية وأدوية سلمياً، فيما يغلق بلطجية النظام الحدود، ويمنعون دخولها.

وبعد استعراض آريازا، ذهب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، لانتقاد اللقاء الشرق الأوسطي في بولندا، قائلاً للكاتب "إنه تجمع معادٍ لإيران. وهذا ما يجري اليوم في وارسو"، مضيفاً أن موسكو لا ترى أية قيمة لمثل ذلك الحشد.

وترددت أصداء انتقادات موسكو في مكان آخر. ولكن، من المؤكد، حسب الكاتب، كانت معارضة التوسع الإيراني هي، في الواقع، ما دفع قادة عرب لحضور لقاء وارسو، وإن تكن تلك القمة تتلعق بأمور أخرى أيضاً.  

تبادل آراء
ومع أن لقاء وارسو كان الاجتماع الأول بين إسرائيليين وقادة عرب، منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، لم يتفق الجانبان على أي شيء.

وفي الوقت نفسه، رفضت السلطة الفلسطينية دعوة لحضور المؤتمر. وعبرت رام الله عن خشيتها حيال "صفقة القرن" التي اقترحها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويتوقع أن تعلن بعد الانتخابات الإسرائيلية في إبريل(نيسان) المقبل. ويقال إن الصفقة تركز بشدة على تحسين العلاقات العربية – الإسرائيلية.

واختار الفلسطينيون اليوم الوقوف في الجانب الخاطئ في شأن فنزويلا، وتباهى رياض منصور، السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة بأن 50 دولة هي حالياً ي التحالف الدولي الناشئ المؤيد للنظام في فنزويلا.

أداء مماثل
وحسب كاتب المقال، كان أداء تلك المجموعة من الدول مماثلاً لـ "مسرح العبث في الأمم المتحدة إبان الحرب الباردة". فقد دعمت روسيا (محتلة للقرم) والصين (المحتلة لجزر ومناطق) الدعوة لاحترام ميثاق الأمم المتحدة" بشأن احترام السيادة الإقليمية". وتدعم كوريا الشمالية وإيران مفهوماً آخر، وتعارضان توجيه تهديدات عسكرية إلى دول أخرى. وأما الفلسطينيون الذين يبدون عاجزين عن التوحد في الداخل، فقد تفاخروا بالحديث عن الوحدة أمام أعضاء الأمم المتحدة.

وأما ما يتعلق بأوروبا الغربية، فقد أرسلت جميعها إلى وارسو ممثلين من مستوى متدنّ، باستثناء بريطانيا. ورفض أوروبيون دعوة نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، لهم للتخلي عن الصفقة الإيرانية. ولكن، حسب دنيس روس، أبدوا" قلقاً" عندما استمعوا إلى عرب وإسرائيليين، وهم يتحدثون عن قصص مرعبة بشأن سلوك إيران في المنطقة.

"مهزلة"
وسخر ديبلوماسيون أوروبيون، في الأمم المتحدة، من "مهزلة دعم كاراكاس"، وعبروا عن تأييدهم لموقف واشنطن حيال الأزمة الفنزويلية.

ويرى الكاتب أن أوروبا ما زالت تتشارك قيماً كافية مع أمريكا، وستبقى متحالفة معها رغم التقلبات. وستكون إضافة حلفاء جدد من العالم العربي بمثابة إنجاز.