من قوات سوريا الديمقراطية "قسد".(أرشيف)
من قوات سوريا الديمقراطية "قسد".(أرشيف)
الإثنين 25 فبراير 2019 / 13:29

لماذا يبقي ترامب 200 جندي في سوريا؟

يشكل إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إبقاء 200 جندي أمريكي في سوريا، تراجعاً عن خطته لسحب كل قواته من تلك البلاد.

قد يشجع تعهد الولايات المتحدة بإبقاء 200 جندي حلفاء أمريكا على الموافقة على إرسال قواتهم، وإنشاء بعثة حفظ سلام دولية أكبر

ونقلت وكالة "أسوشييتيد برس" عن سارا ساندرز، السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض قولها في بيان قصير: "لبعض الوقت، ستبقى في سوريا مجموعة صغيرة من أجل حفظ السلام، وستضم حوالي 200 عنصر".

ولم يتضمن البيان توضيحاً لسبب بقاء تلك القوة الصغيرة، ولم يجب البيت الأبيض حول استفسار من مجلة "نيوزويك" عن الأمر.
وعندما أعلن ترامب قراره المفاجئ في ديسمبر(كانون الأول) الماضي بشأن سحب جميع قواته من سوريا، أثار دهشة المؤسسة العسكرية وزملائه الجمهوريين وحلفائه الدوليين. فقد زعم بأن داعش هزم نهائياً – رغم استمرار العمليات القتالية التي تدعمها الولايات المتحدة ضد ما تبقى من مقاتلي التنظيم، وقال إنه لم يعد ضرورياً بقاء 2000 جندي أمريكي في سوريا.

انتقادات
ويشير ديفيد برينان، محرر لدى مجلة "نيوزويك"، لانتقادات طاولت القرار على أساس أنه سيترك فراغاً في السلطة قد يتيح لداعش إعادة تجميع صفوفه، وتوفير مزيد من النفوذ لخصوم أمريكا مثل روسيا وإيران، فضلاً عن تهديده ميليشيات متحالفة مع الولايات المتحدة.

ووصف ليندسي غراهام، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كارولاينا الجنوبية والمقرب من ترامب، خطة الانسحاب بأنها "غير مشرفة ووصمة على شرف الولايات المتحدة". وقال لوزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، باتريك شانانهان إن سياسة ترامب في سوريا "أغبى فكرة سمعتها قط".

ويحذر الكاتب من أن الغياب المفاجئ للأمريكيين عن سوريا سيضعف حلفاء أمريكا هناك. فتلك القوات توفر حالياً دعماً لقوات سوريا الديمقراطية( قسد) – تحالف معاد لمقاتلي داعش تقوده وحدات حماية الشعب الكردي. وأثبتت قسد أنها أكثر شركاء أمريكا فعالية في الحرب ضد داعش. وهي تسيطر على شمال وشرق سوريا، لكن ليس معروفاً بعد كيف ستكون علاقتها المستقبلية مع حكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا. وفي الوقت نفسه، هددت قوات تركية منتشرة شرق سوريا بتنفيذ حملة لطرد القوات الكردية – التي تعتبرها أنقره قوات إرهابية – من شمال سوريا.

بؤر توتر
وتجري مباحثات بين الولايات المتحدة وتركيا من أجل إنشاء "منطقة آمنة" بين الجانبين على أمل تجنب مزيد من العنف. ورغم معارضة الأكراد إنشاء منطقة فاصلة يسيطر عليها الأتراك، من الممكن نشر ما تبقى من قوات أمريكية في بؤر توتر في المنطقة.
وحسب وكالة رويترز، قد يشجع تعهد الولايات المتحدة بإبقاء 200 جندي حلفاء أمريكا على الموافقة على إرسال قواتهم، وإنشاء بعثة حفظ سلام دولية أكبر.

وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، سوف يلتقي شانانهان والجنرال جوزف دانفورد- رئيس هيئة الأركان المشتركة– نظراءهما الأتراك في واشنطن، يوم الجمعة المقبل، من أجل مواصلة المحادثات بشأن المنطقة الآمنة.

ورغم محاصرة داعش في آخر قراه، باغوز المدمرة بالقرب من الحدود العراقية، لم يهزم التنظيمبعد. والأسبوع الماضي، حذر الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، من أن التنظيم ما زال لديه مقاتلون، وقادة وموارد، وأن هناك حاجة لتضافر الجهود من أجل منع عودته.

وتواصل أمريكا شن غارات جوية وتوفير دعم عبر قوات أمريكية خاصة لقسد من أجل الاستيلاء على آخر ما تبقى مما يسمى خلافة داعش. ومن المتوقع بقاء عدد من الأمريكيين لتحقيق هدف خاص في منع عودة داعش أو تنظيمات متطرفة أخرى في مناطق سيطر عليها الأكراد.