رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم حزب "الحصانة لإسرائيل" بيني غانتس ورئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم حزب "الحصانة لإسرائيل" بيني غانتس ورئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد (أرشيف)
الثلاثاء 26 فبراير 2019 / 20:05

الممرّ الإسرائيلي لصفقة القرن

سُئل خبير أمريكي في شؤون الشرق الأوسط أي حكومة إسرائيلية تفضل الإدارة الأمريكية التعامل معها حين تطرح صفقة القرن رسمياً؟ هل هي حكومة اليمين بزعامة نتانياهو، حتى لو ضمت خلفاء الإرهابي مائير كاهانا المرفوضين حتى من الإيباك؟ أم حكومة برئاسة تحالف غانتس وجنرالاته مع لابيد، ومن طرف خفي العرب؟

أمريكا ومن خلال كل الإدارات الجمهورية والديمقراطية، تريد إسرائيل الأقوى في الشرق الأوسط كبديهية استراتيجية دائمة، ولكنها من أجل ذلك ودائماً تريد حكومة إسرائيلية معتدلة ومتجاوبة

أجاب ، لا هذه ولا تلك، فالأفضل ضم نتانياهو للثانية في ما هو قريب من حكومة وحدة وطنية.

اليمين الذي لا يزال المرشح الأوفر حظاً في الفوز، بدأ حربه الشرسة حتى لا يحدث أمر كهذا يضعهم على هامش الحياة السياسية في إسرائيل، والعنصر الأساسي في خططهم، هو تكثيف الضغط على نتانياهو حتى لا يذهب و "ليكوده" في هذا الاتجاه.

السؤال ليس ما تفضل أمريكا ولكن ما تستطيع أن تفعل؟ أمريكا ومن خلال كل الإدارات الجمهورية والديمقراطية، تريد إسرائيل الأقوى في الشرق الأوسط كبديهية استراتيجية دائمة، ولكنها من أجل ذلك ودائماً، تريد حكومة إسرائيلية معتدلة ومتجاوبة. ولا تشكل عبئاً على خططها في المنطقة، خاصةً فيما يتصل بالتسوية الشرق أوسطية التي عنوانها صفقة القرن.

ومن خلال قراءة للخريطة الداخلية في إسرائيل، فإن نتانياهو لايزال هو الأهم والأكثر تفضيلاً لدى صناع السياسة الأمريكية، إذا ما قورن بغلاة اليمين الذين يحشرون نتانياهو رغماً عنه في زاوية ضيقة، تُثير أحياناً حفيظة صناع السياسة في واشنطن، ويظل كذلك الأكثر تفضيلاً إذا ما قورن بتحالف الجنرالات مع لبيد، الذين حتى لو تفوقوا في الانتخابات، لن يكونوا في وضع يحدثون فيه تغييراً قوياً بحكم قلة التجربة، والاعتماد الحتمي على العرب.

هنالك قاعدة براغماتية ما تزال تعمل في إسرائيل، وهي أن الذي يصنع السلام مع العرب، هو اليمين وليس اليسار أو الوسط، حدث استثناء مخالف ولكنه أثبت صحة هذه القاعدة، هو أن السلام الذي أنجزه اليسار مع الفلسطينيين "أوسلو"، نجح في البداية وبقوة الدفع الدولي، إلا أنه لم ينجح في النهاية لأن اليمين قرر إسقاطه.

تعودنا على تحليل مفاده أن صفقة القرن ستفشل حتماً بفعل رفض الفلسطينيين لها وعدم تماهي العرب المؤثرين معها، وكان أن تجاهلنا الممر الإسرائيلي لهذه الصفقة، والذي لن يكون مضموناً ولا تلقائياً، وحتى لو نجح الأمريكيون في إنتاج حكومة إسرائيلية من طراز جديد تضم الثلاثي الأقوى "غانتس، ولبيد، ونتانياهو" وهذا ما يزال مشكوكاً فيه بحكم عدم اليقين من نتائج الانتخابات القادمة، إلا أن حكومة إسرائيلية تضم ثلاثة أرباع أعضاء الكنيست، لابد أن تقول نعم وبصورة مبدئية لصفقة القرن، إلا أنها سترى في نفسها قدرة على أن تطبق الصفقة وفق مقاييسها وهنا، يتعين على الفلسطينيين ومن معهم من العرب، تعديل التحليل البديهي من خلال قراءة متفحصة للمشترك بين غانتس ونتانياهو، فهو من سيقود السياسة الإسرائيلية على الأرض، ويُطبق بنود صفقة القرن من طرف واحد.